قال الدكتور ياسر عبد الهادي، أستاذ الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن السعودية تشهد اليوم الجمعة ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة، مشيرًا إلى أن الشمس تمر على خط عرض مكةالمكرمة 21.425 درجة شمالًا، كما أنها عادة ما تكون على خط طول أي مكان وقت صلاة الظهر (خط طول مكة هو 39.825 درجة شرقًا). وأضاف في تصريح ل«فيتو»، أنه يمكن تحديد اتجاه القبلة لأي نقطة في العالم تكون غير معروفة فيه، بالنظر إلى اتجاه الشمس في هذا التوقيت تمامًا مع معرفة الفارق الزمني بينه وبين مكةالمكرمة. وأوضح أن هذه الظاهرة عادة في السنوات غير الكبيسة تحدث مرتين في السنة (يومي 28 مايو و16 يوليو) لكن لأن سنة 2016م سنة كبيسة سيحدث التعامدين قبل موعدي كل منهما بيوم (أي سيكون يومي 27 مايو و15 يوليو القادم) في طريق عودتها الظاهرية إلى خط الاستواء مرة أخرى بعد تعامدها على مدى السرطان. يذكر أن ظاهرة التعامد بشكل عام تحدث لكل نقطة ما بين خطي عرض 23.45 شمالًا و23.45 جنوبًا، أما خارج هذه المساحة بين الخطين فلا يمكن أن تحدث ظاهرة التعامد إلا في وقت آخر غير وقت بلوغ الشمس سمتها (أعلى نقطة في السماء ظاهريًا). وأوضح أن هذا اليوم لا يمثل أي مناسبة دينية أو عيد أو أي شيء يستوجب الاحتفال، فما هو إلا يوم يحدث فيه تطبيق عملي لعلم الفلك يمكن أن يستفاد منه في بعض الأمور التي تخص أمور عبادة المسلمين كاتجاه القبلة أو يجعلنا نحس بالفارق بين السنة البسيطة والكبيسة. وتعبتر هذه الظاهرة ضمن الرحلة الظاهرية السنوية للشمس بين الجدي والسرطان لتكون متعامدة على المدن التي تقع بين هذين الخطين مرتين سنويًا، مضيفًا أن مدى الجدي يحدد عند خط عرض 23.5 جنوب خط الاستواء، ومدى السرطان عند خط عرض 23.5 شمال خط الاستواء، ويأتي ذلك بسبب ميل محور الأرض على مدارها بالقيمة نفسها.
