تشتهر الإسكندرية بوجود عدد من المقاهي القديمة ذات طابع خاص وفريد، وخاصة الطابع اليوناني، التي كانت أغلب الجالية اليونانية تعيش فيها، بالإضافة لمقاهي تحمل الطابع المصري والملكي والشعبي، وهو ما حول تلك المقاهي لمتاحف شعبية تحكي تاريخ المدينة ومن عاشوا فيها. «فيتو» رصدت أشهر وأقدم 5 مقاهي بالإسكندرية، وهمي:«إيليت، فاروق، أتنيوس، ديليس، التجارية»، وتعود أعمار تلك المقاهي لأكثر من 100 عام. مقهي إيليت ويقع بشارع صفية زغلول بمحطة الرمل، وكان أحد أشهر مقاهي الجالية اليونانية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان يقصده الفنانون والكتاب والمشاهير، وهو في الأصل ملك لمدام "كريستينا كوستانتينو" وهي من أشهر اليونانيين الذين أقاموا بالإسكندرية، واشترته عام 1953. وإيليت عبارة عن كوخ كبير مبني من الخشب، وتزين جدران المقهى مجموعة من اللوحات لأشهر الفنانين، منها لوحة للفنان اليوناني فافياديس، والفرنسي براك، وبورتريه لكفافيس شاعر الإسكندرية، ولوحة للفرنسي «ماتيس»، ولوحات لسيف وأدهم وانلي ومعهما بيكاسو وعصمت داوستاشي. مقهى فاروق وهو أحد مقاهي منطقة بحري، أصل الإسكندرية، وأنشئ عام 1928، وكانت تعرف باسم قهوة «كاليميرا»، وذلك قبل أن يمر موكب الملك فاروق من أمام المقهى فتستوقفه مالكته وتطلب منه أن يقبل دعوتها للجلوس بمقهاها، فيترجل الملك من موكبه مستجيبا لدعوتها، لتطلق اسم فاروق على المقهى حتى الآن. والمقهي ما زال يحمل صورا مختلفة للملك فاروق حتى الآن، وهو بداخله ويدخن الشيشة، بالإضافة إلى شعار التاج الملكي، وبالمقهي عدة أركان، فمنها ركن للأفراد وركن للعائلات وركن لعازفي الموسيقي والركن الملكي الذي أنشيء خصيصا للملك فاروق، كما يحتوي المقهي على العديد من صوره وشعاره المتمثل في التاج الملكي. وانتقلت ملكية المقهي من مالكته اليونانية إلى أحد المحامين السكندريين منذ عام 1977 إلى وقتنا هذا، واحتفظ المحامي وأولاده بطابع المقهي كما هو. مقهي وحلواني ديليس وهو من أشهر الأماكن بالإسكندرية وأنشيء عام 1907، وأطلق عليه "ملتقي العشاق" لكونه كان يجلس فيه العشاق لوجوده بالقرب من كورنيش المدينة. و"ديليس" باللغة الفرنسية تعنى البهجة أو المتعة، وهو من أهم المعالم اليونانية في المدينة العريقة، وأسس «ديليس» اليوناني كلوفلوس موستاكاس، وتأخر إلى عام 1922، وأعيد افتتاحه منذ عامين، ولازالت تديره ألكي أنطونيو التي ورثته عن جد زوجها (موستاكاس). وتزين أركان المقهي صور كعكة زفاف الملك فاروق والملكة فريدة، وكعكة حفل تتويجه ملكا لمصر. وخلال القرن الماضي كان يمكنك أن تشاهد مشاهير الكتاب والفنانين يتناولون الإفطار في "ديليس"، وعلى رأسهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وكان من زبائنه الدائمين المطرب العالمي السكندري المولد ديميس روسوس، وعدد كبير من الفنانين التشكيليين ونجوم السينما والمسرح في مصر والعالم العربي. مقهي ومطعم أتينوس تأسس عام 1900، وهو واحد من أقدم المقاهي والمطاعم في الإسكندرية، ويملكه حاليا يعقوب أحمد نصار، والذي ورثه عن والده وكان ملكا لكوستانتينوس أثينيوس، الذي كان يعمل في مجال الحلويات والآيس كريم، وعقب وفاة أثينيوس، تولت زوجته إيليتا أثينيوس إدارة المكان حتى عام 1968، وأدخلت عليه بعض التطوير والتحديث، منها: وجود الموسيقى الكلاسيكية، قبل أن يقوم الراحل جمال عبد الناصر بتأميمه ويتملكه "أحمد نصار". وبالمطعم صور وثائقية نادرة لتاريخ الإسكندرية، ومنها: صور الميادين الرئيسية للمحافظة قديمًا:(صورة ميدان محمد على باشا: "ميدان المنشية حاليًا- صور تؤرخ لدخول الاحتلال الإنجليزي إلى مصر، وآثار قصف قوات الاحتلال المدينة وهدم المنازل والشوارع، فضلًا عن لوحة كبيرة لأسرة محمد على باشا)، كما يضم صورًا لزعماء كثيرين. القهوة التجارية تأسست في عام 1890، وينقسم المقهى إلى ثلاثة أجزاء: «الأمامى» مخصص للأدباء والمثقفين وأبناء الطبقة الوسطى من الشعب، وكان من زبائنه الفنانة شادية، والتي صورت لقطات من أحد أفلامها بالمقهي، بالإضافة إلى أنها ملتقي للسياسيين وزائري الإسكندرية من مختلف المجالات.