حالة من التوتر ظهرت، مؤخرا، بين الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى برعاية واشنطن، فضلا عن تعطل المساعدات العسكرية لتل أبيب، وبات رحيل أوباما عن البيت الأبيض، نهاية العام الجاري، يمثل طوق النجاه لدولة الاحتلال لإنقاذها من التضييق الذي مارسه الرئيس الأمريكي تجاه إسرائيل. وعلى الرغم من أن رحيل أوباما سوف يمثل مكسبا لإسرائيل، إلا أن صعود المرشح الرئاسي دونالد ترامب له مكاسب استراتيجية وسياسية مهمة تخدم طموح دولة الاحتلال. نقل السفارة ولعل من أهم المكاسب التي تسعى إليها إسرائيل، هو الاحتلال الكامل للقدس ونقل السفارات من تل أبيب للمدينة العربية المحتلة، وذلك ما أعلن عنه ترامب مسبقا، من أجل الحصول على تأييد يهود أمريكا في الانتخابات المقبلة، حيث أكد خلال خطابه مع اللوبي اليهودي بالولايات المتحدةالأمريكية "إيباك"، مارس الماضي، أنه سيقاوم أي محاولة من الأممالمتحدة لفرض إرادتها على إسرائيل وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال انتخابه رئيسا. المساعدات الأمنية أحد الأسباب المهمة للخلاف بين حكومة الاحتلال والبيت الأبيض، خاصة بمناقشات إدارة أوباما لعملية زيادة الدعم العسكري الأمريكي المقدم لإسرائيل من 3.1 مليارات دولار سنويا إلى 4.5 مليارات دولار سنويا، بالإضافة إلى تقديم أحدث الأسلحة الأمريكية من طائرات وعتاد عسكري، خاصة بعد مطالبة 83 عضوا من الكونجرس للبيت الأبيض بضرورة تمرير تلك المساعدات لضمانة التفوق الإسرائيلي بالمنطقة، وذلك ما جعل نتنياهو لا يبالي بقرارات أوباما، وتعمده تعطيل مفاوضات زيادة المساعدات بغرض انتظار الرئيس الأمريكي القادم لعله يقدم مميزات أكبر لدولة الاحتلال. الانحياز للاحتلال فضلا عن هذا، أعلن ترامب في أكثر من مناسبة انجيازه لدولة الاحتلال في أي مفاوضات سلام تجري مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن إسرائيل الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا مواصلة التحالف الأمريكي القوى مع إسرائيل إذا ما انتخب رئيسا. استمرار المستوطنات فضلا عن هذا وذاك، ومع استمرار إدانات الإدارة الأمريكية الحالية والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لعمليات الاستيطان الإسرائيلية المتكررة على أراضي الضفة الغربيةوالقدس، حيث قال ترامب، في حواره مع صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن على إسرائيل أن تستمر ببناء المستوطنات، وإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هو "شخص جيد جدًا". وأجاب ترامب عند سؤاله إن كان يجب التوقف عن توسيع المستوطنات، قائلا: "لا، هذا رأيي. أعتقد أن على إسرائيل أن تتوسع أكثر. يجب على الإسرائيليين أن يتقدموا في أعمال البناء. لا، لا أعتقد أن عليهم التوقف".
