ارتبط الهند بفن الرقص منذ أزمنة بعيدة، فيعد الرقص من العادات المرتبطة بجذور الهند، وأصبح من أحد الطقوس التي يقدمونها أثناء صلواتهم، ثم تطوّرت أشكال الرقص والموسيقى الشعبية أسوة بالأشكال الكلاسيكية حتى أصبح لكل إقليم بالهند تقاليد عريقة للرقص والموسيقى الشعبية. ويعد الرقص الهندي الكلاسيكي أكثر أنواع الرقص رشاقة في العالم، لأنه يحتوي على إيماءات بالأيدي وحركات باقي أجزاء الجسم، للتعبير عن أشياء محددة وكأنها لغة قائمة بذاتها. ويستخدم الرقص الهندي مجموعة من المشاعر والعواطف تعرف ب"الراساس"، ويحاكيها الفنان ويستوعب أحاسيسها مثل الدهشة والغضب ويشعر بها لكي يستطيع أن يوصلها للجمهور بالتعبير الحركي بالرقص. وتختلف أنواع الرقصات، من حيث الإيماءات المستعملة، ولكنها تحكي جميعًا حياة آلهة الهندوس، مثل شيفا (آلهة الرقص)، وكريشنا، وهناك 5 رقصات هندية تعد الأشهر في الهند على الإطلاق. بهاراتا ناتيام هي أحد طقوس الديانة الهندوسية، ونشأت في معابد ولاية تاميل نادو، وتعد من أشهر طرق الرقص المنفرد الموجود في جنوبالهند، وواحدة من أساليب الرقص الأكثر شعبية، يتراقص عليها الذكور والأناث، وتستغرق ما يقرب من ساعتين. كاتهاك وترجع أصول رقصة الكاتهاك إلى شعراء القرى بالهند قديما، فتعد من التقاليد الشعبية والدينية، وهي الرقصة الرئيسية لشمال الهند، كما تعبر عن الحب والإخلاص. كاتهاكلي وتلك الرقصة كانت قاصرة على الرجال فقط في البداية، ولكن حاليا يشترك فيها النساء، وهي عبارة عن رقص درامي يتقمص فيه الراقصون أدوار شخصيات الروايات والأساطير الهندية، مثل: ملحمة رامايانا وماهابهاراتا الهندية. مانيبوري وتحكي تلك الرقصة أسطورة "كريشنا"، أحد آلهة الحضارة في الهند، وهي رقصة في شرق الهند تتكون من رقصات جماعية وثنائية وفردية، يقفز فيها الراقصون من الرجال على أصوات الطبول والصنج والتصفيق، وتحاكي الرقصة الحب والولاء للآلهة. أوريسي وهي رقصة من ولاية أوريسا، شرق الهند، ويرجع تاريخ الرقصة إلى القرن الثاني قبل الميلاد، بعد أن عثر على تماثيل أثرية تؤكد ذلك، تقدمها الفتيات بمفردهن، ويوجد تشابه كبير بينها وبين البهاراتا ناتيام، وتسمى رقصة المعابد، كإحدى الرقصات ذات الطابع الديني.