التنظيم الإرهابي يتراجع ويسحب عناصره إلى الشيخ زويد ورفح «بيت المقدس» يواجه الأمن بالملابس «الكاجوال» وتصفيف الشعر والصور الإباحية رصد قائد التنظيم الجديد بالعريش واقتراب سقوطه في قبضة الشرطة لم يعد مثلث الرعب الإرهابي بشمال سيناء«العريش، رفح، الشيخ زويد» قادرًا على الصمود لفترة أطول في مواجهة التقدم غير المسبوق لأجهزة الأمن، بعد خطة أمنية محكمة فرضت كماشة على «التكفيريين والمسلحين» هناك، لتحقق ضربات موجعة لأنصار بيت المقدس. في الفترة الأخيرة، بات ملاحظًا تراجع سقوط شهداء ومصابين من قبل قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء، مقابل ضربات أمنية موجعة للإرهابيين على أرض المحافظة، إذ ترجع مصادر مطلعة الفضل في ذلك إلى «انتفاضة» أهالي العريش ضد الإرهابيين قبل أي شىء، ودعمهم لقوات الجيش، رغم كل محاولات التكفيريين إخفاء هويتهم. مصادر خاصة كشفت عن أن تنظيم بيت المقدس بالعريش حصل على دعم وتمويل ضخم مؤخرًا، إضافة إلى تزويده بأعداد كبيرة من «التكفيريين» من خارج سيناء، وسبق تدريبهم في سوريا وليبيا، حيث اتخذت تلك العناصر وسائل عديدة للتمويه وإخفاء مظهرها الحقيقي أمام القوات كارتداء ملابس عصرية وحلق لحاهم وتصفيف شعورهم على الموضة وحمل جوالات بحوزتهم عليها أفلام وصور إباحية وعبوات سجائر لإبعاد الأنظار عنهم. لكن المُبشر في الأمر أن أهالي العريش تفاعلوا مؤخرًا مع قوات الجيش والشرطة وبشكل موسع، لتتزايد عمليات إلقاء القبض على تلك العناصر التكفيرية وتتحول الدفة يومًا بعد الآخر لصالح أجهزة الأمن، رغم كل محاولات التمويه التي لجأ إليها هؤلاء التكفيريون. المصادر نفسها كشفت أن العناصر التكفيرية بالعريش مقسمة على أحياء عاصمة شمال سيناء، وتنفذ فيها عملياتها المسلحة ضد الجيش والشرطة، فهناك مجموعات وخلايا متخصصة في زرع العبوات الناسفة واستهداف رجال الأمن بوسط مدينة العريش، ومجموعات ثانية تتولى تنفيذ عملياتها المسلحة عند مدخل مدينة العريش فقط، وثالثة متخصصة لجنوبالمدينة ومنطقة مطار العريش الدولي، ورابعة لمنطقة بئر لحفن في أقصى جنوب مدينة العريش، والمجموعات الأربع يقودها منسق واحد يتولى ترتيب التحركات والتمويل وتوفير المتفجرات والتدريبات. وقالت مصادر أخرى إنه تم التعرف على هوية هذا المنسق، واسمه «م. أ. ف - 40 عاما - حاصل على بكالوريوس تجارة، ومقيم جنوبالعريش»، بعد هروبه من أسرته، مؤكدة قدراته الكبيرة في التخفي والكر والفر بمنطقة مزارع الزيتون الشاسعة جنوبالعريش، والتي تمثل نقطة مهمة للأجهزة الأمنية لاتساع هذه المنطقة وكثافتها بالأشجار المتشابكة والمرتفعة، ما يجعلها ملاذًا آمنًا «للتكفيريين»، حتى إذا داهمتها قوات برية يستطيع المسلحون الفرار فيها من القوات بين أشجار الزيتون، ما يجعل قوات الأمن تلجأ إلى قصفها بالطائرات لتصفيتها فورًا. المصادر أشارت إلى أن الآونة الأخيرة سجلت حضورًا مميزًا لقوات الجيش والشرطة داخل مدينة العريش، بعد أن نجحت الأجهزة في التعرف على هوية «تكفيريين» شديدي الخطورة والقبض عليهم خلال عمليات نوعية خاطفة، أطلق عليها «اللدغات الثعبانية»، التي تهدف إلى القبض على المطلوبين بشكل مباغت ودون مقاومة لضمان ضبطهم أحياء وانتزاع معلومات منهم جديدة عن شبكات وخلايا أخرى. سيناريو «اللدغات الثعبانية» نجحت قوات الأمن في تطبيقه بالعريش، وألقت القبض على مجموعتين من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة أغلبهم من خارج سيناء، والتعرف على هوية قائد التنظيم الجديد بالعريش. وخلال الأيام الماضية، كثفت الأجهزة الأمنية توجيه ضربات موجعة لتنظيم بيت المقدس بالعريش، والقبض على الكثير منهم وكشف هوية آخرين أيضًا، ما دفع «التكفيريين» إلى تجميد نشاطهم بالعريش، مؤخرًا، وسحب عناصر التنظيم من العريش، ما ساعد على كشف هوياتهم لقوات الأمن، ومتابعة تحركاتهم وانسحابهم من العريش للقتال في رفح والشيخ زويد، بل والدفع بعناصر بديلة غير معروفة لتنفيذ عملياتهم. المصادر أكدت أن تمويلًا ماليًا ضخمًا حصل عليه «بيت المقدس» دفع التنظيم للبحث عن عناصر جنائية بالعريش لتنفيذ عمليات مسلحة مقابل أسعار مالية متباينة، فزرع العبوة الناسفة على الطرق بسعر وتفجيرها بسعر آخر وتفجير مدرعة بسعر أكبر، وقتل فرد أمن بسعر مختلف، فأصبحت اللعبة بالعريش يطلق عليها «سبوبة الإرهاب». ويظل اللافت للنظر، أثناء قيادات أمنية كبيرة باستمرار على دور أهالي مدن العريش ورفح والشيخ زويد في معاونة القوات في حربهم ضد الإرهاب، بل كشفت قيادات عسكرية كبيرة بسيناء عن تعليمات صادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضخ مليارات الجنيهات لسرعة تنمية سيناء وتحديدًا تلك المدن بمجرد استقرار الأوضاع، والاستفادة من أخطاء السنوات الماضية التي شهدت تهميشًا لأبناء سيناء، حيث يأمل السيسي في سرعة تعمير أرض الفيروز على المستويات الزراعية والصناعية والسياحية. ولا يخفى على أحد أن هناك توجها قويا لمنح أبناء سيناء نصيب كبير من ثورة التنمية المرتقبة التي تنتظرها شبه الجزيرة، بعد القضاء على الإرهاب والتي ستشهد قضاءً تامًا على البطالة وبناء مصانع ومناطق تجارية حرة وزراعة أراضي ترعة السلام وتحويل رفح والشيخ زويد لمنطقة صناعية كبيرة، وإنهاء حالة التهميش التي عاشتها سيناء، خصوصًا الشق الشمالي منها.