الدكتور كمال أحمد مغيث - الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية- اكد ل» فيتو» على ان مصر بمسلميها ومسيحييها تمتلك رصيدا لا ينفد من التسامح ،جعل شعبها يتصف بالكرم الفريد والطيبة النادرة والقدرة على مقاومة سحابات الصيف العابرة بين عنصرى الامة، مرجعا ذلك الى التراث الدينى والعقائدى لمصر لكونها الارض المباركة التى كلم الله موسى عليها تكليما وعلى ترابها ونيلها سارت العائلة المقدسة المسيح والعذراء ومنها تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم نبى الاسلام من ماريا القبطية، فضلا عن أنها بلد الازهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال . المواطنة وفق رؤية الدكتور كمال مغيث هى الدعامة للحفاظ على السمات المشتركة بين المصريين مسلمين ومسيحيين، لذا يجب ان تصبح قبلة للتعليم بدراسة التاريخ العريض لمصر فى التسامح والتوحيد الذى عرفته مصر منذ الفراعنة، وتسليط الضوء على النماذج المشرفة فى التاريخ المصرى، وهى كثيرة ضاربا مثلا بالإمام محمد عبده وقيامه بتأسيس جمعية التوفيق القبطية الخيرية مع الأقباط وبالرائد ماجد بولس الذى دافع عن الثوار فى ميدان التحرير ضد البلطجية فيما عرف اعلاميا بموقعة الجمل . فى ذات السياق اوضح الدكتور مغيث ان الإعداد للمواطنة كهدف من أهداف التعليم الكبرى يتطلب دعم الانتماء الوطنى والاستعداد للبذل والتضحية فى سبيل مصر والحفاوة بتاريخها وتراثها ورموزها وتقدير الدور الذى بذله روادها وأبطالها ومفكروها من المسلمين والمسيحيين لخلق شعور بعمق العاطفة فى الإخوة الدينية بصرف النظر عن الاختلافات الدينية والاجتماعية والسياسية بين ابناء الوطن . الدكتور مغيث لم يخف اعتراضه على البند الثانى من المادة السادسة من قانون التعليم بشأن تخصيص المجلس الأعلى للتعليم مكافآت لعمل مسابقات دراسية لحفظ القرآن الكريم بجميع المراحل مشيرا الى ان رعاية وزارة التربية والتعليم لهذه المسابقات بالمدارس يعد تمييزا .. منتقدا احتواء نصف مناهج اللغة العربية على نصوص من التراث الإسلامى وإجبار الطلاب المسيحيين على حفظ آيات من القرآن الكريم . عن دلائل الوحدة الوطنية قال الدكتور مغيث إنها كثيرة ومنها ما حدث من تلاحم بين المسلمين والمسيحيين فى ثورة 19 مؤكدا ان سعد زغلول كان زعيما مسلما وبرغم ذلك أحبه الأقباط لدرجة انه كان هناك شعار يقول « اشك الظلم لسعد يا ويصا» مشددا على ان القواسم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين ستربط بينهم الى ان يرث الله الارض ومن عليها . الدكتور كمال مغيث اختتم حديثه ل»فيتو» بتأكيده على ان المسلمين والمسيحيين كانوا دائما قواسم مشتركة فى مواجهة التخلف الحضارى والتردى الفكرى الذى عانت منه مصر فى القرون الماضية مستشهدا بالدور الذى قام به كل من نبوية موسى ولويس عوض وطه حسين ورفاعة الطهطاوى بعد عودتهم من بعثاتهم لدول اوروبية محذرا من ان نيران الأزمات لا تفرق بين مسلم ومسيحى ولا تنتقى ضحاياها على أساس الدين مشددا على شعار الدين لله والوطن للجميع .