الحواريون والرسل والروح القدس والكرازة وغيرها مصطلحات دينية مهمة ترتبط بالعقيدة وتعكس جوهر ومضمون الديانة المسيحية وبرغم أنه يصعب على البعض فهمها بسهولة، إلا أننا حاولنا أن نقدمها بشكل ميسر إلى حد ما فى هذا التقرير الحواريون:كما وصفهم الشيخ الطريحى هم صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم, وقيل سموا بهذا الإسم لأنهم كانوا يحورون الثياب أي يقصرونها وينقونها من الأوساخ ويبيضونها, من الحور وهو البياض الخالص. وعن بعض الأعلام أنهم لم يكونوا قصارين على الحقيقة, وإنما أطلق الاسم عليهم رمزا إلى أنهم كانوا ينقون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة ويرقونها إلى عالم النور. وقيل: إن أصل هذا الاسم لأصحاب عيسى عليه السلام المختصين به, وكانوا اثني عشر منهم الوقا ومرقا ولونين ويوحنا ومتا ومنهم رسل عيسى عليه السلام إلى أهل الطائف, ومستندا فى ذلك إلى قول الله تعالى: (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث) قيل هما شمعون ويحيى, وشمعون هو رأس الحواريين, والثالث قيل بولس وقيل يونس وقيل الرسولان صادق وصدوق ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم من المصدقين. رسل المسيح كان للمسيح عدد كبير من التلاميذ لكن لم يكونوا جميعهم رسلاً، فقد اختار الاثنى عشر من بين عدد كبير ليكونوا معه (تلاميذ له) وليرسلهم ليكرزوا أى يبشروا بالمسيحية ، وقد «سماهم أيضا رسلا ًوهم سمعان الذى سماه أيضاً بطرس وأندراوس أخاه ويعقوب ويوحنافيلبس وبرثلماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الذى يدعى الغيور ويهوذا أخ يعقوب ويهوذا الاسخريوطى « 52» وكان لأولئك الرسل أن يعملوا باسم المسيح (مرقس 9: 83 – 14). وقد اختار في أثناء خدمته هنا اثنى عشر رسولاً على عدد أسباط إسرائيل الاثنى عشر«62». ويذكرهم لوقا دائما باسم « الرسل « 72» بينما لا يذكرهم يوحنا بهذا اللقب مطلقا. وجاءت أسماء الرسل حسب ذكرهم في الأناجيل القانونية الأربعة على النحو التالى: أندراوس : صياد من بيت صيدا في الجليل وهو أول رسول دعاه المسيح وكان قبل ذلك تلميذا ليوحنا المعمدانى . سمعان بطرس : أخو أندراوس وهو صياد من بيت صيدا في الجليل. فيلبس : من بيت صيدا في الجليل يعقوب بن زبدى : من بيت صيدا في الجليل يوحنا بن زبدى : الملقب بابن الرعد وأخو يعقوب. برثو لماوس . يعقوب بن حلفى : أخو يعقوب بن حلفى وذُكر اسمه كيهوذا بن حلفى في بعض آيات الإنجيل وهو ليس يهوذا الإسخريوطى. متى العشار : كان يجمع الجباية. توما : كان يقال له التَّوأم أيضاً حيث أن اسمه مشتق الاسم الارامى «توماس» الذي يعنى التَّوأم. سمعان القانونى : ويلقب أيضاً بسمعان الغيور يهوذا الإسخريوطى : هذا الخائن الذي باع يسوع بثلاثين من الفضة.وقد مات منتحراً. وبحسب التقليد الكنسى فإن جميع الرسل الاثنى عشر استشهدوا في سبيل إيمانهم بالمسيح وهناك روايات تتحدث عن أن يوحنا بن زبدى كان الرسول الوحيد الذي مات موتة طبيعية بعد الشيخوخة. قوة الروح القدس كان الرسل يشهدون ليسوع بقوة الروح القدس -كما يؤمن المسيحيون- فكان عليهم أن يقيموا فى أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالى بحسب الكاتب المقدس «43» وكانت مناداتهم بالغفران بسلطان الروح القدس «53» ولم يدركوا حقيقة دعوتهم تماما إلا يوم الخمسين فالروح القدس هو الذى يعلمهم ويذكرهم بكل شىء «63» ويرشدهم إلى جميع الحق المختص بيسوع «73» فالروح القدس كان هو الشاهد فى الرسل وخدمة الإنجيل هى خدمة الروح. الرسل والكنيسة «كان الرسل» عطية الله للكنيسة فكانت خدمتهم أهم الخدمات فجاء بالأناجيل (أن الكنيسة بنيت على أساس الرسل والأنبياء وأن الله منحهم السلطان والقوة، لا للمنادة بالإنجيل فحسب، بل ولبنيان الكنيسة أيضا فبجانب الكرازة كانوا يقومون ببعض الشئون الإدارية كما ظهر سلطانهم في إجراء التأديب فى الكنيسة والمشكلات الهامة فى الكنيسة ويقول الرسول بولس إنه إذ علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطونى وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان (غل 2: 9) وقد خرج الرسل لمختلف الأقطار وحملوا الإنجيل لأماكن جديدة وبشروا برسالة المسيح. الخدمة والإنجيل عندما اختار يسوع الاثنى عشر كان ذلك ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا « (مرقس 3: 41). وكان هذا من أهم ما قاموا به كما نرى في سفر أعمال الرسل. وشروط الانضمام للاثنى عشر مذكورة في سفر أعمال الرسل (1: 21 و22) إذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع يسوع منذ معمودية يوحنا إلى صعود المسيح، ولم يكن لبولس أن يعد من الاثنى عشر لأنه لم يستوف كل الشروط المذكورة، لكنه كان شاهداً للقيامة «51». والكيفية التي يصف بها بولس ظهور المسيح له، تدل على أنه اختبر اختباراً موضوعياً فريداً شبيها بما اختبره التلاميذ قبل الصعود، كما أن يعقوب البار قد رأى المسيح المقام (1 كو 51: 7) كما رآه أكثر من خمسمائة أخ (1 كو 51: 6) .