سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. 3 أمهات استحققن لقب «الأم المثالية» بجدارة.. الحاجة صباح: «جوزت البنات من الخردة ونفسي في عمرة».. «أم عمرو» تساعد زوجها في إدارة المقهى.. وصبارة الصعيد «هدى»: «ولادي أولى بفلوس الهدية»
«الأم هي الأم».. في كل زمان ومكان، وتحت أي ظروف، فحبها الجارف لأبنائها لا يتأثر بالجهل أو الثقافة، ولا يرتبط بالفقر أوالغناء، فهو نبع دائم، ثابت، سخي، يروي كل الأبناء الصالح منهم والطالح دون تفرقة. الحاجة صباح ثلاثون عاما أمضتها الحاجة صباح في بيع الخردة، غير عابئة بنظرة المجتمع إليها، تستيقظ في الصباح الباكر باحثة عن لقمة عيش بالحلال، تجمع الخردة من البيوت والتجار لمساعدة زوجها الذي يعمل باليومية. أم ل6 أبناء، أخذوا من عمرها الكثير، وتمكنت من تزويج بناتها وأبنائها التي أخذت من ابتسامتهم وسعادتهم الوقود لتكمل مسيرة الكفاح. تأتي بالأشياء القديمة من بائع الخردة، تتفاوض معه على سعر مناسب لتضمن نسبة ربح، ثم تقوم بغسل الخردة وعرضها في سوق الخميس بالمطرية. سهرت وتعبت وتحملت الكثير، فكان فوزها بلقب الأم المثالية وساما على صدرها وتكريما لعملها ومثابرتها. "تلاتين سنة شقا" قالت الحاجة صباح: «قصتي مع عيالي تمتد لأكتر من 30 سنةً، بشيل وبحط وبسهر على تربيتهم، كان لازم أتعب علشان أقدر أكبرهم وأعلمهم وأجوزهم وأجهزهم». ما بطلبش منهم هدية أضافت: «ما بطلبش من عيالي هدية عيد الأم، لما بييجوا يقولولي هنجبلك إيه يا ماما أقولهم مش عاوزة حاجة، لأني عارفة أن حالتهم على قدهم». مجهزة بناتي من الخردة وقالت باكية، وكأنها تذكرت سنوات شقائها كشريط سينمائي: «ربيت وكبرت وعلمت وجهزت 4 بنات وجوزتهم من الخردة ومن قعدة الشارع دي، يلا الحمد لله رضا». نفسي في عمرة وقالت الحاجة صباح: «بتمنى أختم سنين الشقا بعمرة، نفسي أزور قبر النبي». أم عمرو قالوا «قلب الأم مدرسة الطفل»، «أم عمرو» كانت مدرسة من نوع خاص، تحملت الكثير برضا وعزيمة من صلب، لم تشكُ لأحد همها واحتياجها المادى لتربية أبنائها وسط ظروف المعيشة الصعبة، فقررت أن تكون إجابتها دائما «رضا الحمد لله»، هي أم لأربعة أبناء هم «محمد، وعلي، وعامر، ومحمود»، ظلت سندا لزوجها، الذي يعمل «قهوجي»، ورغم قلة الرزق لم تشعره للحظة بالتقصير، بل ظلت تشجعه بشيء من المودة والرحمة، وكم تناست هي وأبناؤها العشاء في ليالي الشتاء قارصة البرودة. شبح الفقر «أم عمرو» سيدة صعيدية، يمكنك أن تطلق عليها «صبارة الصعيد»، تزوجت من رجل فقير ماديا يعمل بمقهى، لكنها حاربت فقره بالحب والتفاهم، وتقول عنه: «جوزى أرزقي يوميته يوم ويوم، ولو قعد ما بنلقيش نأكل، لكن كله رضا» مضيفة: «450 جنيه فلوس الدروس الخصوصية، بياخدوا أكتر من نص المرتب، لكن ربنا يجيبه بفايدة»، لم تتخلَ يوما عن مساندة زوجها والحفاظ على أولادها بإرادة وعزيمة نقلت من نهر صبرها الكثير لأبنائها. بنموت علشان عيالنا وتواصل «أم عمرو» بنبرات يملؤها الأسي والفخر معا: «كنت تعبانة وعملت عملية جراحية عند إخواتي في البلد، لكن ماجليش قلب أسيب جوزى وعيالي لوحديهم، مين اللي هيمشلهم حالهم وأكلهم، أصريت وأنا لسه عاملة العملية وفاتحة بطني أسافر أرجع لعيالي، بنموت علشانهم مالناش غيرهم لازم نصبر». جبولي ورد أدهش أبناء «أم عمرو» أمهم أمس بهدية عيد الأم بعد عودتهم من يومهم الدراسي، كل منهم يحمل وردة حمراء، تعبيرا عن حبهم لها، ولكن قلة إمكانياتهم المادية لم تساعدهم لشراء ما يمثل حب أمهم لهم التي قالت: «دخلوا عليا كل واحد بوردة فرحوني وقلتلهم ده عندي كأنكوا جبتولي الدنيا بحالها، كنت طالبة منهم شبشب لكن من قلة الفلوس ما قدروش يجبولي» مضيفة: «ابني الكبير كان بيحوش علشان يجبلي حاجة، قلتله لا أصرف مصروفك هاتلك حاجة ليك أنا مش عاوزة حاجة كفاية أنتوا عليا». رسالة للأمهات وأرسلت «أم عمرو» رسالة لكل الأمهات بمناسبة عيد الأم قائلة: «كل سنة وأنتوا طيبين، واصبروا علشان عيالكم الصبر آخرته حلوة مالناش غيرهم، وهنموت علشانهم». حكاية هدى «الحاجة هدى» تجاوزت الخمسين من عمرها، بدأت قصة شقائها مبكرا، حيث تزوجت وتحملت مسئولية زوج وعبء أبناء في عمر 15 عاما، لتجد نفسها فجأة ربة منزل، ثم أما لسبعة أبناء، تحملت ضيق الحال ووقفت بجانب زوجها الذي يعمل فلاحا، فتضطر أن تدخل سوق العمل لتوفير لقمة العيش «بالحلال»، وتقرر السفر للقاهرة للعمل كبائعة جبن قريش وبيض وزبدة، لتبدأ رحلة العناء. شلت الهم من صغري بنظرات تجمع بين الأمل وشقاء الأيام تقول «الحاجة هدى»: «أنا فلاحة شلت الهم من صغري، من وأنا عندي 15 سنة جوزوني راجل على قد حاله، ربيت عيالي السبعة من شوية شرش وجبنة قريش وبيض، وعلمتهم وجوزتهم»، وتضيف: «لما بنروح البلد بنلف في الغيطان، نشيل تبن للناس، نشيل درة، بنشتغل عند العباد علشان نربي العيال». بنأكل من عرق جبينا فيما عبرت عن رحلة كفاحها قائلة: «ربيتهم وشلت علشانهم واستحملت ودايخة عليهم السبع دوخات، بناكل لقمتنا من عرق جبينا، مابنطمعش في حاجة حد، وربتهم على العفة، باجي من آخر بلاد المسلمين علشان عشرين جنيه، ومابنشتكيش بنقول الحمد لله». «عيد الأم حرام» وتؤكد «الحاجة هدى» أنها رفضت هدية عيد الأم: «قلتلهم ماتجبوليش هدية عيد الأم لأنه حرام، هما شقيانين ومتجوزين زينا ناس دايخين، بيصعبوا عليا، بقولهم خلي كل واحد في اللي عنده»، وتابعت: «دايخة عليهم من شوية ملوخية، بيض، أي حاجة تساعدني، مجهزة 4 بنات واخدين 120 ألف جنيه من الجبنة والبيض، بنجيب ونسدد بالقسط». نفسي أحج وتحدد «الحاجة هدى» مطلبها الوحيد وأملها في نهاية رحلة شقائها زيارة بيت الله الحرام قائلة: «نفسي أحج، مش عايزة حاجة من الدنيا، مانقدرش نقول مافيش، رضا من عند الله»، واختتمت: «بستخسر القرش أصرفه على عيني أو على تعبي، عيالي أولى».