الأزمات المالية تطارد السيد البدوي داخل مجموعته الإعلامية.. ومحمود التونى يبحث عن «مشترى» مناسب بات في حكم المؤكد أن الأيام القليلة المقبلة، ستكتب نهاية واحدة من أعرق الفضائيات الخاصة في مصر والوطن العربي، وهي فضائية «الحياة» المملوكة لرجل الأعمال السيد البدوي، إما بالإغلاق أو البيع، وفقا للأوضاع المتأججة التي تعيشها هذه الأيام، خاصة بعد الحكم الأخير الذي صدر بحق البدوي، بإلزامه بدفع 101 مليون جنيه لرجل الأعمال علاء الكحكي، مالك شبكة تليفزيون «النهار»، وصاحب شركة ميديا لاين، التي كانت ترعي فضائية «الحياة». الحكم الذي صدر ضد «البدوي» جاء ليزيد الأمور تعقيدا داخل القناة التي تعانى من أزمة مالية طاحنة. مصادر من داخل القناة أكدت أن هناك اتجاها قويا لتصفية القناة خلال الفترة القليلة المقبلة، أو عرضها للبيع، بعد تعثر البدوي في الخروج من خناق الأزمة، ويتزعم هذا التيار محمود التوني، نائب رئيس الشبكة، الذي يبذل محاولات مكثفة هذه الأيام لإقناع صاحب «الحياة» ببيع الشبكة التي تضم سبع قنوات، وشراء قناة واحدة، تقليلا للنفقات، وهو الأمر الذي بدأ الأخير التفكير فيه بشكل جدي. المصادر ذاتها ألمحت أيضا إلى أن «التوني» يقود مخططًا جديدًا للإطاحة بالكوادر الرئيسية للقناة، حيث قام بتصفية نحو أربعين معدًا، ومراسلًا، بجانب عدد كبير من المخرجين، والفنيين، وهو ما وصفته المصادر ذاتها ب»ورقة الضغط» التي يستخدمها نائب رئيس الشبكة لوضع «البدوى» أمام حل «البيع أو التصفية». المصادر نفسها أشارت، أن نائب رئيس الشبكة، بدأ يمارس دور السمسار، حيث عقد مؤخرًا جلسات مغلقة مع ثلاثة من رجال الأعمال، لمحاولة إقناعهم بشراء القناة، مقابل أن يكون له نصيب من عملية، ويحتفظ بمنصبه كنائب رئيس للشبكة مع المالك الجديد، في محاولة انقلاب ناعم على «البدوي»، وهو الأمر الذي رحب به أحدهم، في حين رفض الاثنان الباقيان بسبب المديونية الكبيرة للقناة. ووفقا لحديث المصادر فإن الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد إطاحة «التوني» بعدد من البرامج خلال الأيام القليلة المقبلة، وعلي رأسها برنامج «بوضوح» الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي على شاشة القناة، حيث أبلغه بشكل رسمي، أنه خارج حسابات الشبكة ابتداءً من أول أبريل المقبل. وفي الإطار نفسه أوقف «التوني»، تصوير برنامجي «خلاصة الكلام»، للإعلاميين خليل جمال، وممدوح الشناوي، وبرنامج «100سؤال» لرغدة شلهوب، باستوديو شبرامنت، الذي سبق وأن استأجرته القناة، ونقل تصويرهما داخل الاستديوهات الداخلية بمدينة الإنتاج الإعلامي، تمهيدًا للإطاحة بهما خلال فترة وجيزة للغاية. تجدر الإشارة هنا إلى أن قرارات «التوني» من المؤكد أنها ستفتح بابًا آخر من الصراع بين إدارة القناة، وهؤلاء المذيعين، وخاصة «عمرو الليثي، الذي لم يحصل على كافة مستحقاته المالية، حيث ما زال هناك ما يقرب من 2 مليون جنيه لم يحصل عليها حتى الآن، وهو المبلغ الذي ستعجز الشبكة عن سداده في ظل الأوضاع المالية المتدهورة التي تعيشها حاليًا. وما يزيد من احتمالية انفجار الأوضاع داخل القناة، خلال الفترة المقبلة، هو تعاقد الشبكة مؤخرًا مع الفنانين محمد هنيدي، وحسن حسني، لتقديم برنامج كوميدي، بلغت تكلفته الإنتاجية ما يقارب 5 ملايين جنيه، بجانب الأجر المادي الكبير المتوقع أن يتقاضاه «هنيدي» و»حسنى»، في الوقت الذي لم يتقاض فيه العاملون بالقناة مستحقاتهم المالية، عن أربعة شهور مضت، بجانب وجود مذيعين كبار بالشبكة أيضًا لم يتقاضوا نصف مستحقاتهم، ما تتسبب في حالة من الغليان في أوساط العاملين.