منذ القدم والجدال محتدم حول الرجل والمرأة وهذا التحقيق نشرته مجلة "كل شيء والدنيا" عام 1927 حول أيهما أكثر سعادة الرجل أم المرأة؟ اختلفت الآراء في متع الحياة وفي أيهما أكثر فوزاًَ بها: الرجل أم المرأة؟! ومن الصعب أن يهتدي الإنسان إلي القول الفصل في موضوع خطير كهذا، فمن الرجال قوم يقولون بأن الرجل أكثر تمتعاً من المرأة، ومن النساء من يقلن بأن النساء أعظم من الرجال فوزاً بمتع الحياة، ومن الجنسين من يقول عكس ذلك، وقد استطلعنا رأي فريق من أدبائنا وعلمائنا فأدلوا إلينا بآرائهم في هذا الموضوع.. الأستاذ طاهر لاشين القصصي المعروف: هبط آدم من الجنة إرضاء لشقيقة روحه حواء وشقي علي الأرض إرضاء لها. فاحتذي بنوه حذو أبيهم ومن شابه أباه فما ظلم، وكثيراً ما تصورت أن الحياة خلقت مناعمها للمرأة واختصتها الطبيعة بالقدرة علي الاستمتاع بها. هنا أصرح بعقيدتي في الحياة وهي أننا بإحساساتنا لا بعقولنا، نعيش تسوقنا الرغبات لا الفكر، والرغبة وليدة الشعور القوي والاحساس الناري، وما من شك في أن الرجال خياليون أكثر من النساء، تضطرهم مساعيهم إلي إنكار شعورهم واتهام إحساسهم فتنمو عقولهم علي حساب عواطفهم، وأنا أفهم متع الحياة علي قاعدة مزدوجة، لا أفرق بين الألم واللذة.. ويمكنني إثبات أن الألم واللذة، مرادفان لمعني واحد.. ومن لم يتمتع بألمه، لم يتمتع بلذاته، وعلي قدر الشعور بفقد اللذات، يكون الاستمتاع بها.. ينصب كلامي علي الأغلبية، لا علي الجنس برمته، وإلا فأنت واجد رجالا أكثر فوزاً بمتع الحياة من النساء السعيدات.. «ذلك رأيي بإيجاز وللناس أن يستعرضوا الحياة ليتمثل لهم صدق قولي». رأي الأستاذ محمود تيمور الأديب المشهور: من التعسف أن تقارن بين الجنسين فيما يتعلق بالموضوع المطروح أمامنا لبحثه، وجدير بنا أن ننظر إلي المرأة والرجل علي اعتبار أنهما يكملان بعضهما البعض فتمتع واحد منهما ينعكس علي الآخر، وإذا فازت المرأة بمتع تزيد علي ما يتمتع به الرجل فالفائدة مشتركة سعادة الزوجة هي سعادة الزوج، لكن بطريق غير مباشر، ونحن لا نعرف مقياساً للسعادة ولا نعرف كنهها ولا كيف تدرك، وعلي ذلك لا غرابة في القول بأن الفوز بمتع الحياة شيء شخصي بحت، كل فرد له وجهة نظره، فأناس يتمتعون بالعذاب وغيرهم يتبرمون بخفض العيش ونعيمه «ولهذا أميل إلي الاعتقاد بأن الرجل والمرأة يساهمان بدرجة واحدة، لأن فوز أحدهما بشيء، أو حرمانه من شيء يؤثر علي شريكه في هذه الحياة». الدكتور سعيد عبده الكاتب اللبق: هذه الحياة خلقت للمرأة، وخلقت لها المتع وحدها، وواجب الرجل أن يضع السعادة في متناول الجنس اللطيف، فإذا فعل ذلك، فاز بالسعادة، يقولون إن المرأة سلبية والرجل إيجابي، يقصدون بذلك أن المرأة تسعد بشقاء الرجل، وفاتهم أن المرأة هي العامل الفعال في نشاط الرجل. تتصفح التاريخ فيروعك أن شبح المرأة يلوح نبيلا جليلا وراء التقدم الإنساني، فإذا كانت المرأة لم تفز بأمجاد الفن والعلم، كما فاز الرجل، فإن عبقرية الرجال من صنع المرأة وأعمالها الجليلة من وحيها، والخير كل الخير في فوز المرأة بأكبر قسط من متع الحياة، وإلا صارت الحياة صحراء، لأن الرجل أناني غليظ القلب تفضله المرأة بالرحمة والحنان والايثار. الدكتور حسين فوزي البيولوجي الأديب-: الرجل هو الذي يفوز بمتع الحياة كلها، أتعلم لماذا لأنه يفوز بالمرأة في النهاية. قد يستغني الرجل عن المرأة في محنته وعندما يساوره الطمع علي صورة من الصور، أما المرأة فلا تستطيع الاستغناء عن الرجل، هي له وتعتقد أنها له، ويسرها أن يرضي عنها ويحتويها بين ذراعيه، وتاريخ العلاقات بين الجنسين حافل بالدليل علي صدق ما أقول فلندع المرأة تتمتع بما في هذه الحياة، علماً منا ويقيناً بأننا معشر الرجال سنفوز بها. «وعندما نفوز بالمرأة نفوز بالسعادة». المرأة تحتفظ بمفاتنها وجمالها إلي سن معينة بينما الرجل يحتفظ بمزايا رجولته حتي الممات، وهذا هو السبب في ضعف المرأة وأنانية الرجل فهل بعد هذا غبن في الفوز بمتع الحياة.