«مصطفى إسماعيل».. شاب مصري استطاع أن يدخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية من «أوسع أبوابها»؛ حيث حملت النسخة 57 من كتاب «جينيس» عدة أرقام عربية، فإلى جانب الأرقام المسجلة في الأطعمة والبنايات، دوّن الشاب المصري اسمه في قسم الإنجازات البشرية كصاحب أكبر عضلات ذراع «الثنائية والثلاثية» بقياسات تصل إلى 77.5 سنتيمترا، أي ما يوازي حجم رأس إنسان بالغ أو حتى خصر رجل بالغ. «التمرين والتغذية والراحة»، شعار رفعه «إسماعيل» منذ أن بدأت علاقته بصالات تمرين العضلات وقت أن كان في العاشرة من عمره٬ بالحفاظ على هذه العوامل الثلاثة دون أن يهمل أحدها، استطاع البطل المصري أن يزيد الكتلة العضلية في ذراعيه، فدأب على التمرين بشكل يومي، كما حافظ على وجباته الغذائية الغنية بالبروتينات، ولم يهمل كذلك النوم والراحة؛ لإدراكه أن وقت النوم هو أكثر وقت يتم فيه عمل الاستشفاء العضلي من بعد التمرين. ولا غرابة في تتويج الشاب صاحب ال26 عامًا بلقب أضخم عضلات ذراع في العالم، فقد أمضى السنوات الأخيرة في رفع الأثقال بمعدل مرتين يوميًا من أجل الوصول إلى هذه النتيجة، مستخدمًا عدة طرق وأساليب تعمل على تضخيم العضلة في وقت سريع، وهذه الطرق لا يوجد أفضلية بين بعضها، فجميعها تعمل بشكل جيد ومثالي على بناء العضلات. «إسماعيل» يعيش مع زوجته في منطقة «فرانكلين» في ولاية «ماسوشيتس» الأمريكية٬ وخلال العشر سنوات الأخيرة عمل على الاهتمام ببنيته الجسدية، فدأب على التهام 6 وجبات يومية تتضمن ثلاثة كيلوجرامات من بروتين اللحم والدجاج والسمك، ومشروب مساحيق البروتين والأحماض الأمينية، بالإضافة إلى 3 لترات من المشروبات الطبيعية على رأسها الحليب. «180 كيلوجراما»، هذا هو الوزن الذي يستطيع أن يحمله البطل المصري واقفًا على قدميه، أما إذا كان مستلقيًا على ظهره فيصبح لديه القدرة على رفع أثقال وزنها 225 كيلوجراما، وفي بعض التمرينات يكسر هذا الرقم المهول ويحمل أكثر من طاقته، معللًا ذلك بأن العضلة قد تثبت عند حجم معين ولا تتحسن أو تتضخم أكثر؛ حيث تكون اعتادت على المجهود البدني الذي يبذله المتدرب والجسم يتكيف على نفس النشاط، لذلك لا بد من التنويع في التمارين في كل مرة، وكذلك مفاجأة العضلة من حين لآخر بتحميل أوزان تزيد على قدرتها. يفضل البطل المصري، اللعب بالأوزان الحرة في التمرين بواسطة «الدامبلز والبار»، وقليلًا ما يستخدم الأجهزة الحديثة مثل جهاز البطن والأرجل والكتف وغيرها، لأن الأوزان الحرة تعطى إمكانية أكبر لممارسة تمارين مختلفة على نفس العضلة فتتضخم من كل الجوانب بشكل متناسق وسريع، كما أنها تساعد على عدم تعرض العضلات للتمزقات التي تستغرق في العادة نحو 72 ساعة لكي تلتئم، وبالتالى يتمكن من التدريب بشكل يومي. ضخامة عضلات مصطفى إسماعيل، تذكر من يشاهده بشخصية البحار الكرتونى «باباي»، الذي يكتسب قوة خارقة وتنتفخ ذراعاه عقب تناولة جرعة من «السبانخ»، لكن البطل المصرى أكد أنه لا يفضل السبانخ الغنية بالحديد ولكنه يأكل كيلو ونصف الكيلو من الدجاج يوميًا، ونصف كيلو من اللحم أو السمك، إضافة إلى حصة كبيرة من الكربوهيدرات، ومشروب مساحيق البروتين والأحماض الأمينية، كما أوضح أنه لم يتضجر من جمهوره ومعجبيه عندما أطلقوا عليه لقب «باباى مصر»، لأنه يذكرهم بالشخصية الكرتونية «باباي»، بل إنه يعتبر الأمر مجرد مزحة لطيفة منهم. عام 2013 خضع «باباي المصري»، لفحوص دقيقة في اليابان، لينفى صحة الشائعات التي طاردته في عالم بناء الأجسام، والتي اتهمته بتكبير عضلاته عبر إجراء عمليات لتضخيمها، بالإضافة إلى تناوله منشطات ليستطيع مواكبة التمرين بشكل يومى واللعب بأوزان خرافية بالنسبة للبعض، ولكن الخبراء اليابانيين لم يجدوا أي آثار لعمليات تكبير أو استعمال للحقن أو غيرها من أساليب تضخيم العضلات غير الطبيعية بعد إخضاع «إسماعيل» لفحوصات متعددة شملت تصوير جسمه والأجزاء العلوية من عضلات ذراعيه بالموجات فوق الصوتية. «ليس لدى ما أخفيه»، هكذا كان تعليق البطل المصري، بعد أن ضحدت الفحوصات اليابانية الدقيقة افتراء الشائعات التي طالته، مؤكدًا أنه فخور بإعلان براءته كما أنه فخور بما وصل إليه كلاعب كمال أجسام هاو وغير مشهور، وأنه وصل لتلك البنية الجسدية الضخمة بعد جهد كبير وسنوات عديدة من التمرين المستمر دون انقطاع، وسط تشجيع من زوجته، وأصدقائه المقربين لينال ما تمنى. في لفتة عظيمة توضح أصالة «باباى مصر»، أوضح أنه قدم كل ما لديه من جهد، وضحى بالعديد من الرفاهيات التي ينعم بها الشباب في سنه من أجل الوصول لحلمه وتحقيق رقم قياسى يستطيع من خلاله أن يشرف وطنه ويرفع اسمه عاليًا في أحد المجالات الرياضية، ما أجبر الجميع على احترامه وتشجيعه، فقالت «ليز سميث» المتحدثة باسم كتاب «جينس» للأرقام القياسية، إن الموسوعة تسجل آلاف الأرقام الغريبة والكلاسيكية، لكن قليلًا منها ما يبقى في الذاكرة مدى الحياة مثل ما حققه «باباى مصر» مصطفى إسماعيل، الذي جعل وطنه والشرق الأوسط كله فخور بما أنجزه. البطل المصري لم يضع حدا معينا لطموحاته وأمنياته، فتحقيق رقم قياسي في ضخامة عضلات الذراع، ودخول موسوعة «جينيس» لا يمثلان خط النهاية لمثابر مثل مصطفى إسماعيل، الذي أعلن عن نيته مواصلة التدريبات خلال الفترة القادمة بنفس المجهود ليكسر رقمه القياسي هذا.