حامل الألقاب والأوسمة، ملك القلوب، أسطورة الطب في العالم، أستاذ جراحة القلب.. كلها ألقاب اقترنت باسم الجراح الفذ السير مجدى يعقوب الذي تم اختياره كواحد من أكثر خمس شخصيات مؤثرة في المجال الطبي، دخل موسوعة جينيس لإجرائه 100 عملية قلب في عام واحد، وذلك كان عام 1980. ولد يعقوب في 16 نوفمبر عام 1935 بالشرقية لعائلة تمتد جذورها إلى صعيد مصر وتحديدا محافظة أسيوط. بدأ رحلته من كلية الطب جامعة القاهرة، وأثبت نبوغه وتفوقه، واتجه بعدها إلى شيكاغو ثم بريطانيا، ومن ثم قرر التخصص في جراحات القلب والرئتين بمستشفى هارفيلد عام 1969. لم يقف طموحه عند الانتماء إلى مستشفى "هارفيلد، بل استطاع أن يثبت تفوقه على الجميع؛ فترأس قسم جراحة القلب بجامعة شيكاغو وأجرى أول عملية نقل قلب عام 1980، وعكف بعد ذلك على إجراء هذه الجراحات على نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن، حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشرًا في هذا الوقت، ولم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحى للمرضى. ورأس منظمة زراعة القلب ببريطانيا عام 1987 ثم عين أستاذًا في المعهد القومى للقلب. أجرى أول عملية نقل رئة في تاريخ بريطانيا عام 1983م، وبذلك نجح في مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الإثنين في الوقت نفسه عام 1986م. حرص على اختراق كل ما هو صعب في مجال جراحة القلب، والعمل على ابتكار أساليب جديدة تساعد وتنمى مهارات الجراحين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة مما سبق. ساهم في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، واستحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحى لحالات هبوط القلب الحاد، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمى لزراعة القلب والرئة. أجرى يعقوب بعمليات نقل قلب ورئة أكثر من أي طبيب آخر، وأسس مركز علوم القلب، كما أسس مؤسسة "Chain of Hope" الخيرية التي تقدم عمليات جراحية مجانية في دول العالم الثالث وقام بأول جراحة قلب مفتوح في نيجيريا عام 1974م، وبفضل أبحاثه زاد عدد الناجين بعد عمليات القلب وقلت فترة النقاهة، أبتكر عملية تعرف ب (switch operation) التي أنقذت حياة آلاف الأطفال المولودين بعيوب خلقية في القلب. يعد «يعقوب» ثانى جراح يجرى عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمى كريستيان برنارد عام 1967م، وقد قام يعقوب بنحو ألفى عملية زراعة قلب وذلك على مدى 25 عامًا. نجح فريق طبى بريطانى بقيادة السيد مجدى يعقوب في تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف الذي يسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيًا، وأكد أنه سيتمكن في غضون أعوام قليلة التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية؛ حيث نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذه الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر. كما زرع «يعقوب» قلبًا لرجل إنجليزى يدعى John McCaffertyليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول وذلك لمدة 36 عاما حتى الآن. لقب العالم المصرى بحامل الألقاب والأوسمة، حيث لقبته الأميرة الراحلة ديانا ب "ملك القلوب"، وكذا تواجده على قائمة جينيس للأرقام العالمية لإجرائه 100 عملية قلب في خلال عام واحد. كما حصل على وسام الاستحقاق البريطانى لسنة 2014 من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. وفى عام 1985 حصل «يعقوب» لقب أستاذ جراحة القلب. عام 1991 كما حصل على لقب السير من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وهو أعلى الألقاب البريطانية، كما حصل على وسام الفارس عام 1992م. وحصل على رتبة (فارس) شرفيًا في بريطانيا عام 1992م. فاز بجائزة الشعب عام 2000م والتي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، كما تم انتخابه من قبل الشعب البريطانى ليفوز بجائزة الإنجازات المتميزة في المملكة المتحدة.وهذه الجائزة التي تقدم لتكريم أصحاب الإنجازات المتميزة بالمملكة المتحدة، وفى هذه الجائزة يتم ترشيح الفائزين من قبل الشعب البريطانى والذي يقوم بالتصويت على الفائزين أيضًا. عام 2007 تم منحه جائزة فخر بريطانيا من قبل قناة TV البريطانية. كان لمصر دور في تكريم ابنها نابغ؛ حيث قام البابا شنودة الثالث بتكريم الدكتور مجدى يعقوب عام 2002، وفى عام 1988 منحته جمهورية مصر العربية وسام الواجب الأول ووسام الجمهورية تكريمًا له. كما حصل على قلادة النيل عام 2011 من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وهى أعلى وأعظم الجوائز المصرية ولا تمنح إلا لمن ساهم بشكل كبير وواضح في رفع اسم مصر عاليًا. حرص يعقوب خلال حياته العملية ولايزال على أن يثبت أن الطب رسالة سامية، تستهدف تخفيف الآلام على المرضى، وليس ابتزازهم فاهتم بالعمل الخيرى أكثر من أي شئ في حياته، فأنشأ جمعية خيرية تدعى سلاسل الأمل عام 1995، كان الهدف الأساسى لهذه الجمعية هو مساعدة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب وإيجاد طريقة مبتكرة لإنقاذ حياتهم ومساعدتهم على العيش بشكل شبه طبيعي. في عام 2009، قرر أن يعطى بلده جزءا من حقه عليه، فأنشأ مركزا لعلاج مرضى القلب بالمجان في مدينة أسوان، يعتمد هذا المركز بالكامل على التبرعات. وعلى الرغم من تقاعد الدكتور مجدى يعقوب عام 2001 وتوقفه عن إجراء العمليات الجراحية عن عمر يناهز 65 عامًا، إلا أن أبحاثه في هذا المجال لم تتوقف حتى اليوم، فقد تمكن هو وفريقه الطبى من تصميم أول صمام قلب بشرى من الخلايا الجذعية في سابقة هي الأولى من نوعها، كما يعكف يعقوب على تدريب أطباء وجراحى القلب حول العالم وإخبارهم بكافة الأساليب والطرق العلاجية الممكنة لنجاح زراعات القلب حتى ينفذ المزيد من المرضى، وكأنه حمل على عاتقه مهمة إنقاذ المرضى من الموت حتى يخطفه الموت.