أعلن، مساء اليوم الجمعة، المؤتمر الوطني العام "البرلمان"، المنتهية ولايته في ليبيا، أن رئيسه، نوري أبوسهمين، التقى أخيرًا، في سلطنة عمان، مع رئيس مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، المستشار عقيلة صالح. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان رسميًا عن عقد اجتماع سري، تم في سلطنة عمان، خلال اليومين الماضيين، بين رئيسي البرلمان الحالي والسابق، اللذين يتصارعان على السلطة في ليبيا، منذ نحو عامين. واجتمع "أبوسهمين" مع "صالح"، في مالطا، قبل نحو أسبوعين، في أول لقاء من نوعه بين الجانبين، اللذين اتفقا على رفض الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن الطرفين برعاية بعثة الأممالمتحدة في منتجع الصخيرات بالمغرب حديثًا، والذي ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني وفترة انتقالية لمدة عامين. وقال بيان، نشره المؤتمر الوطني المتواجد في العاصمة طرابلس، على موقعه الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، إن "أبوسهمين" التقى بأعضاء البرلمان بمقره في طرابلس، حيث أطلعهم على "نتائج لقائه برئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي جرى بسلطنة عمان وآخر المستجدات في ملف الحوار الليبي". وكان "أبوسهمين" قد جدَّد، في كلمة، ألقاها مساء أمس الخميس، في الاحتفال الرسمي بالعاصمة طرابلس، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والستين لاستقلال ليبيا، رفضه مقترحات بعثة الأممالمتحدة لتشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، برئاسة فائز السراج، عضو مجلس النواب عن طرابلس. وقال أبوسهمين: "لسنا في موقف أن تملى علينا إملاءات أو تُفرض علينا حكومات، الخيار لنا ومفاتيح الحل في أيدينا جميعا نحن الليبيين". وأضاف قائلًا: "لا نمانع أبدًا أن يكون الحوار تحت مظلة الأممالمتحدة، ولكن كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وقرارات الأممالمتحدة، بأن دور بعثة الأممالمتحدة دور فني لوجستي تيسيري، لتيسير اللقاء بين الأطراف الليبية". وتابع: "ولكن إذا أرادوا غير ذلك فعليهم أن يغيروا قراراتهم، عليهم أن يقولوا إنهم ساعون لتعيين أو تشكيل حكومة وصاية أو حكومة انتداب أو تعيين حاكم عسكري". وتعاني ليبيا، منذ انهيار نظام العقيد الراحل معمر القذافي، عام 2011، من فوضى أمنية وسياسية عارمة، حيث تتواجد حكومتان، إحداهما في الشرق وموالية لمجلس النواب، وما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، التي تمارس عملها من العاصمة طرابلس، الخاضعة بدورها لهيمنة ميليشيات "فجر ليبيا" المتشددة منذ العام الماضي بقوة السلاح.