سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكاتب الأمريكي.. مايكل هارت: محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الخالدين.. العالم لم يعرف رجلًا بهذه العظمة من قبل.. و«القرآن» نزل شاملًا لكل ما يحتاج إليه المسلمون في حياتهم وآخرتهم
تفرغ العديد من المستشرقين لدراسة وتحليل القرآن الكريم وشخصية النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأكد العديد منهم عظمة الإسلام ونبيه محمد. وكان من بين هؤلاء المستشرقين مايكل هارت الكاتب الأمريكى والعالم الفلكى الفيزيائي، والذي أصدر كتابًا مؤخرًا تحت مسمى «المائة: ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ» والمكون من 600 صفحة، وترجمه فيما بعد الكاتب أنيس منصور تقديرًا لاعتداله في الحكم على رسولنا الكريم اشتهر الكتاب في العالم العربى تحت مسمى «الخالدون مائة أعظمهم محمد»، وفى هذا الإصدار رتب المؤلف الشخصيات القيادية والمؤثرة في تاريخ البشرية، وكان النبى صلى الله عليه وسلم على رأس القائمة. أسباب الاختيار يرى مايكل هارت أن قيمة الإنسان وخلوده ينبعان من عظمة الأثر الذي تركه خلفه في البشرية، ولذلك فهو يرى أن العظماء والساسة أهم من رجال العلم والأدب والفن ونحو ذلك؛ ولذلك أيضا كان للقيادات الدينية نصيبُ الأسد في الكتاب، فجاء الرسول الكريم رقم 1 بينما المسيح عليه السلام رقم 3، وبوذا رقم 4، وكونفوشيوس رقم 5، والقديس بولس رقم 6 ولكنه ذكر موسى رقم 16، وذكر مانى وزاردشت رقم 83 و89. وذكر الكاتب الكثير من رجال الدين المسيحى في الكتاب منهم القديس أوغسطين الذي احتل رقم 53، ومارتن لوثر رقم 24، والبابا أوربان الثانى رقم 50، وجون كالفن رقم 55. كما أن الكتاب مملوء بالزعامات والقيادات غير الدينية مثل شى هوانج تي إمبراطور الصين رقم 18، ماوتسى تونج رقم 20، وقورش العظيم مؤسس إمبراطورية فارس رقم 86، كما ذكر أغسطس قيصر رقم 19، ويوليوس قيصر رقم 65، وهما زعيمان رومانيان عظيمان، وجنكيز خان رقم 21، وقسطنطين الأكبر رقم 26 لأنه أول إمبراطور رومانى مسيحي، كما ذكر العظماء الثلاثة «الإسكندر ونابليون وهتلر» متتاليين رقم 33 و34 و35، لأنه يرى أنهم متشابهون في الأثر التاريخى الذي تركوه، وإن كان أعظمهم الإسكندر وأقلهم «هتلر» في نظره. انتقادات لاذعة وعن اختيار «هارت» للنبى محمد صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة العظماء، قال الكاتب الأمريكي، إن اختياره أدهش العديد من قرائه وأثار سخط العديد منهم، ولكنه كان لديه أسبابه التي رجحت له ذلك الاختيار. وأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا كبيرًا على المستوى الدينى والدنيوي، مشيرًا إلى أن النبى لم ينشأ في بيئة متحضرة سياسيا أو فكريا. وأشار إلى أن النبى ولد في شبه الجزيرة العربية في بيئة متخلفة عن العالم بعيدة عن مراكز الحضارة والثقافة والفن، عام 570م، فضلًا عن أن موت والده وهو ما زال جنينًا ووفاة أمه وهو في السادسة من عمره، علاوةً على أنه لا يعرف الكتابة أو القراءة. وأوضح «هارت» أن «محمدًا صلى الله عليه وسلم» جاء على رأس القائمة التي اختارها لأبرز العظماء في تاريخ البشرية رغم أن عدد المسيحيين ضعف عدد المسلمين، بينما جاء عيسى عليه السلام في المركز الثالث، و«موسى» في السادس عشر، مرجعًا ذلك لعدة أسباب، أولها أن الرسول كان دوره أخطر وأعظم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته أكثر مما كان ل«عيسى» عليه السلام في الديانة المسيحية على حد قوله. وأشار الكاتب إلى أن القديس «بولس» هو الذي أرسى أصول الشريعة المسيحية، فضلًا عن كونه المسئول عما ذكر في كتب العهد القديم، بينما «محمد صلى الله عليه وسلم» هو المسئول الأوحد والأول عن إرساء قواعد الإسلام وأصوله الشرعية، فضلا عن مسئوليته عن السلوك الاجتماعى والأخلاقي، وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية. وتابع العالم الأمريكي، في سرده لأبرز الأسباب التي جعلت الرسول أول الخلق العظام، أن القرآن الكريم نزل على النبى وحده أثناء حياته، وأن القرآن كان شاملًا لكل ما يحتاج إليه المسلمون في حياتهم وآخرتهم، فضلًا عن تسجيل آيات القرآن إبان حياة النبى وكان تسجيلًا في منتهى الدقة ولم يتم تحريف حرف واحد، الأمر الذي تفتقده المسيحية. وأشار إلى أن القرآن كان له أثر عميق في نفوس الناس، مرجعًا ذلك إلى أن أثر محمد صلى الله عليه وسلم على الخلق أبرز وأعمق من أثر «عيسى» عليه السلام، على حد قوله. المستوى الدينى أما على المستوى الديني، فيرى الكاتب الأمريكى أن كلا من النبى محمد صلى الله عليه وسلم و«عيسى» عليه السلام، كان له أثر واضح في تاريخ البشرية، إلا أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان على خلاف «عيسى» عليه السلام، كان زوجًا وأبًا. واستطرد «هارت» في تحليله لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، بكونه دنيويا، منوهًا إلى أنه كان يعمل بالتجارة ويرعى الأغنام، ويحارب ويصاب في الحروب، وكان يمرض ثم مات. وأضاف بقوله: «الرسول محمد كان أعظم سياسي على وجه الأرض، والعالم لم يعرف رجلًا بهذه العظمة من قبل».. مرجعًا ذلك لكونه قائدا في غزواته، دائما ما كان يتواجد في ساحة المعركة على خلاف الكثير من القادة غير المسلمين الذين سجلوا انتصارات عديدة في العديد من المعارك ولكنهم لم يتواجدوا بساحة القتال، مثلما حرص الرسول على ذلك. حياته الدعوية وأما عن حياة الرسول الدعوية والمجتمع الذي ترعرع فيه، فأشار«هارت» إلى أن أغلب العرب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا وثنيين وكان النبى يسكن مكة مع عدد قليل من اليهود والنصاري، وكان «محمد» على يقين بهاتين الديانتين، ولكنه امتلأ قلبه بالإيمان في الأربعين من عمره، وتيقن بوحدانية الخالق، واصطفاء الله له على سائر البشر ليحمل رسالة التنوير إلى البشرية. وأشار إلى أن النبى أمضى ثلاث سنوات يدعو إلى دينه في السر بين أهله وعدد قليل من الناس، إلى حين تم الإذن له عام 613م بالدعوة جهارًا، مضيفًا أنه في عام 622م تمت هجرة الرسول إلى المدينةالمنورة، والتي لاقى بها قبولًا وترحيبًا بالدين الإسلامى أكثر من مكة. وأضاف الكاتب الأمريكي أن الرسول المصطفى، اكتسب قوة في وقت ضئيل، وأصبح أقوى وأعمق أثرًا في قلوب الناس، مشيرًا إلى أن أسلوبه الرقيق في نشر الدعوة أكسب الإسلام عددًا كبيرًا من المقبلين على الإسلام، والذين اشتركوا في معارك كثيرة، منتهية بدخول الرسول صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، واستمر دخول الناس في الدين الإسلامى حتى قبل وبعد وفاة الرسول. وأضاف أن النبى استطاع بخبرته وذكائه التوحيد بين صفوف العرب وهدايتهم، الأمر الذي جعلهم لا يهابون الموت، محققين الانتصارات الكبيرة في أعظم الغزوات بإيمانهم، حتى اتسعت الأرض تحت أقدام المسلمين وتكونت أعظم إمبراطورية في التاريخ، والتي شملت شبه الجزيرة العربية والإمبراطورية الفارسية، حتى الشمال الغربى واكتساح الإمبراطورية الرومانية.