قال الفنان المسرحي الإماراتي، مرعي الحليان، إنه بناء على تطور التكنولوجيا، صار المسرح صورة، ولم يعد مقبولا أن يقف ممثل أمام المتلقين لكي يسرد مونولوجيا طويلا، يمارس فيه استعراضا في فنون الخطابة، حيث قفز المسرح بعد "برشت" و"مايرخولد" إلى مسرح البايومكانيك، بالاعتماد على لغة الجسد والنحت في الفراغ، من أجل تشكيل صورة بصرية عالية التأثير، ومن أجل الاقتراب أكثر من فن صناعة الفُرجة، لهذا فإن النص المسرحي تعرّض، على يد العديد من المسرحيين الحداثيين، إلى خلخلة في قواعده الكلاسيكية. وأضاف الحليان، خلال كلمته في ثاني أيام ملتقى الإبداع الخليجي، أنه ضمن محاولات تحديث الكتابة للمسرح بدأ فن الكولاج يتسلل من الصورة إلى الكتابة المسرحية، فليس شرطا أن تكون العُقدة في الوسط، وليس شرطا أن يبدأ العرض من بداية لم يسبقها حدث، وليس شرطا أن تنتهي، حيث فتحت التقنية البصرية، والاشتغال على لغة الجسد مجالا واسعا في المسرح الحديث لكي تتغلب على السرديات المطولة للنص المسرحي الكلاسيكي.