الفرق بين الطرطور والطربوش، هو ذاته الفرق بين الرجل المحترم صاحب الرأي والرجل الإمعة ، والإمعة هو التابع الذليل الذى لا رأى له، ويقال إن الإمعة هو من يقول لكل من يلتقيه « أنا معك » وفي رواية أخرى الإمعة هو المتردد الذى لا يثبت علي رأى، كأن يقسم على احترام قيم معينة، ثم سرعان ما ينقلب عليها، ويقال إن الإمعة هو الذى يوافق كل واحد على رأيه، كأن يلعب مثلا مع السلفيين والليبراليين، والشيوعيين، ولا مانع من التحالف مع الكفار.. ويقال إن الإمعة بإضافة التاء للمبالغة قد تعنى التابع الذى لا رأي له، فهو يتبع قائده دون تفكير ولا يخالف مرشده أبدا . والإمعة مرفوض دينيا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اغد عالما أو متعلما ولاتكن إمعة ». وحتى نعرف الفرق بين الطرطور والطربوش، فإليكم التفاصيل .. تفاصيل الطربوش أولا : الطربوش هوعبارة عن قلنسوة دائرية حمراء، وتتدلى منه شرابة سوداء، توضع فوق الرأس، ويقال إن أصله مغربى، وهو من علامات الاحترام والتقدير .. والطربوش يصنع من الصوف، ويقال إن التونسيين هم أفضل صناعه ، وكانوا يصدرونه لمصر وبلاد الشام ، وكان الطربوش رمزا للمثقف والأفندى في المجتمع المصرى قبل الثورة، وكان من علامات الصفوة، وجزءا من رداء الجنود، ورجال الشرطة، وموظفى الدولة، ورمزا للحاكم والسيد . اما تفاصيل الطرطور فهى أعمق بكثير من الطربوش، حيث تعنى قلنسوة طويلة تضيق شيئا فشيء حتي تتشابه مع القرطاس، وإذا خلطت الطحينة مع الثوم والليمون فان ما تأكله الآن هو طرطور . وقد اشتهر الطرطور في موالد القرى وبين الصوفية حيث يرتدى عادة بهلول أو كل بهلول طرطورا، وهو سمة من سمات الموالد ، ويقال رجل طرطور أى تافه ، ضعيف سواء بدنيا اوفكريا لا قيمة له، وقد لا يكون هناك علاقة بين ضعف البدن، والضعف المقصود هنا، فلا علاقة بين الرجل الطرطور ،كتعبير عن ضعفه، وبين الأمراض التى تعرض لها، أو العمليات الجراحية الدقيقة التى أجريت له في المخ مثلا، أو العمود الفقرى أو ما إلى ذلك . ويقول علماء اللغة « كان فلان طرطورا فى المجلس أى كان شخصا ضعيفا لايملك اتخاذ القرار » والمعنى هنا.. أن كل رجل ينتظر القرار من غيره، سواء كان من جماعة غير شرعية، تعمل تحت الأرض، أو فوق الأرض، فإنه يصبح رجلا طرطورا .. وإذا كان هناك جمع من الناس لا رأى لهم، ويحكمون بقانون السمع والطاعة دون تدبر، فهنا تستطيع ان تقول عنهم إنهم طراطير، وأنت مطمئن إلى سلامة تعبيرك اللغوى، وعندما يعيش الشاب معتمدا علي والده دون أن تكون له شخصية مستقلة، فإنه يقال عنه « صار طرطورا» وكذا بعد وفاة والده ، ويقال طرطر طرطرة أى تكبر بما ليس فيه، وفي ذلك معني الادعاء بغير الحقيقة، .t وقد ظل الطرطور كمعنى بعيدا عن السياسة، واستمر استخدامه في الموالد،إلى أن جاء آخر وزراء الإعلام في عهد صدام حسين، وصاحب الكاريزما الإعلامية الشهيرة سعيد الصحاف، ليعيد للفظ مكانته المفقودة ، ولعلكم تذكرون كلمة «علوج» التي أحياها من رقادها، وكيف استخدمها للتعبير عن قوات التحالف الشيطانى، بمعنى الكفار، وعندما أراد الوزير العراقي وصف العراقيين القادمين مع القوات الأمريكية أو القادمين على ظهور دبابات واشنطن أطلق عليهم «الطراطير» . وقد عد وزير الإعلام العراقي هؤلاء الرجال طراطير، لأنهم جاءوا على ظهر أمريكي، أو بدعم أمريكى، فالأمريكيون في عرفه الإعلامى «علوج» ومن جاءوا بدعمهم «مجرد طراطير». والطرطور- كما يري سعيد الصحاف- هو من يجالس الأمريكان، ويطلب دعمهم للسيطرة علي بلاده، أويستعين بالعاصمة الأمريكية ليحظى بشرعية، والطراطير في قاموسه، هم الطبقة الدونية، والوضيعة، التى تفضل العيش كتابعين ، طائعين، خدم، ولايتمتع أي واحد منهم بصفات القائد، وعادة مايكون الطرطور غير قادر على اتخاذ القرار، وإذا ما وصل فى ظروف غامضة إلى قمة السلطة مثلا، فإنه يبحث سريعا عن متبوع وطني كان أو أجنبي ، ليكون تابعه، فإن لم يجد ضالته بين جماعته وجدها بين جماعة أوباما مثلا. وأخيرا يصبح المهرج أو الأراجوز هو المستهلك الأول للطرطور، وقديما كان المهرج يرافق الجنود للترفيه، ويلازم الناس فى الأعياد ليقوم بحركات بهلوانية ينتزع بها منهم الضحك مقابل المال، وهى وظيفة مثالية تصبح مهينة إذا ما تحول الأراجوز لابس الطرطور إلى طرطور، تحكمه جماعة، أو فرد، أو سفيرة أجنبية!!