لقد حان الوقت لإعمال العقل وتقديم مصلحة البلاد وإلا فلا بلد نسكن ولا راحة بال نعرف، لذلك علينا جميعا أن ندرك أن الأعداء يتربصون بنا، وبالتأكيد أنها الفرصة التي من خلالها يدخلون بلادنا ويدمرونها تدميرا، وأن السلطة زائلة هذه الكلمة موجهة لكل إخوانى متعصب لرأيه ولا يرى غيره، وأقول له سأحكى لك من الأثر. في غزوة مؤتة، وصلت الراية لخالد رضي الله عنه فانسحب علما بأنه بأن المواجهة غير متكافئة وسمي النبي - صلي الله عليه وسلم - ذلك فتحا، لأن فيه حفظ دماء المسلمين، رغم أنهم كانوا مع كفار حقيقيين فكيف بمن كانت مواجهته مع أبناء دينه ؟! تنازل الحسن بعد أن بويع بالخلافة - ثبتت شرعيته- حقنا للدماء وأثني صلي الله عليه وسلم على ذلك وسمي عام الجماعة بويع عبدالله بن الزبير - وهو من هو - بالخلافة ثم تغلب عليه بنو أمية وقتله الحجاج ظلما وصلبه!!، وبايع الصحابة بعد ذلك بني أمية حقنا للدماء، وبالطبع لم يكفروا من فعل ذلك. ومن أحكام الجهاد إذا غلب على الظن حصول الهلاك دون إحداث نكاية وجب الفرار وحرم الثبات، ومن أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أدي الإنكار لإلحاق الضرر بالغير حرم الإنكار. في الجزائر لم تصبر «الإنقاذ الإسلامية» على اعتقال أفرادها فكان المقابل مقتل مئات الآلاف! فلا دين أقيم ولا دنيا، لا تحدثني عن أي مفسدة مقارنة بالحرب الأهلية، لا تحدثني عن واقع سيئ قد أكون عارفا به أكثر منك ولكن حدثني كيف سندفع ذلك؟ وهل ما تريد المضي فيه يؤدي إلى رفع ذلك أم زيادته؟. وتذكر أن نيتك وحدها لا تكفي فمن بدهيات الشرع أن الاتباع وسلامة العمل هي قرينة الإخلاص ولا يقبل أحدهما دون الآخر، أخى المسلم بكل ما تحمل من توجه عليك من الآن تقديم مصلحة البلاد للحفاظ عليها وعلى العباد، والله الموفق، وحفظ الله مصر وأهلها وجيشها.