أكد رئيس هيئة الشئون الدينية التركي، محمد غورماز، أن الهيئة على وشك الانتهاء من إعداد تقرير، حول حادث التدافع بمشعر "منى" أول أيام عيد الأضحى الماضي، وأنها سترسله إلى المسئولين ووزارة الحج في المملكة العربية السعودية. وأضاف غورماز، خلال استضافته، اليوم الثلاثاء، في اجتماع المحررين الصباحي في المقر الرئيسي لوكالة «الأناضول» بأنقرة، أن التقرير تعده لجنة تمّ تشكيلها في منى بعد الحادث، واستمعت إلى إفادات شهود العيان. وأعرب غورماز عن اعتقاده، أن عدد الوفيات في حادث تدافع منى تجاوز الألف، قائلًا: إنه لا يوجد حتى الآن تفسير معقول لحدوث التدافع، وتسببه في وفاة هذا العدد الكبير من الحجاج. ولدى سؤاله عن الادعاءات الإيرانية بوصول عدد ممن فقدوا حياتهم في حادث التدافع إلى 4700 حاج، قال غورماز إن الرقم مبالغ به، إلا أنه أشار إلى أن الرقم الأول الذي تم الإعلان عنه لضحايا حادث منى من الإيرانيين كان 48 شخصًا، ما لبث أن ارتفع إلى 400، قائلًا: إن إيران توصلت إلى هذا الرقم لأنها أصرت على نقل جثامين مواطنيها إلى إيران، في حين أن الدول الأخرى كلها فضلت دفن حجاجها في السعودية. وانتقد غورماز هدم الجبال، التي تتمتع بقيمة تاريخية حول مكة، وبناء ناطحات سحاب بجوار الكعبة، قائلًا:" كان من الممكن بدلًا من ذلك بناء مدن صغيرة في سهول جدة، والمدينة يمكنها استيعاب ملايين الأشخاص. وقال: إن الإسلام يأمر بالنقد الذاتي، مضيفًا أن الطرف التركي يتحدث كل عام بأسلوب جيد مع الطرف السعودي، حول أية مشاكل تمت ملاحظتها في موسم الحج، بغرض العمل على حلها. وأشار غورماز، إلى أن معظم الآثار التاريخية الباقية من العهد النبوي في مكة، كانت موجودة حتى عام 1971، وكان بالإمكان الحفاظ على الحالة الأصلية لمكة. ولفت إلى انتهاء تحضير البنية التحتية للجامعة الإسلامية الدولية في إسطنبول، وقال، إنها ستبدأ العمل في أقرب وقت ممكن، وستضم طلابًا وأساتذة من جميع أنحاء العالم. وفيما يتعلق بمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، قال غورماز، إنها لا تشن فقط هجمات مسلحة تستهدف الأكراد والأتراك، وإنما تشن كذلك هجومًا أيديولوجيًا وثقافيًا، يهدف إلى تقسيم المجتمع التركي، وإخراجه من إطار الإسلام. وأعرب غورماز عن رأيه بضرورة الربط بين ما يدور في المنطقة، قوقال، إنه لا يرى فرقًا بين جهود تنظيم داعش الرامية إلى تدمير الحضارة الإسلامية، وما تقوم به منظمة بي كا كا.