قال العقيد طيار ماهر ميخائيل أحد إبطال أكتوبر: إنه قرر الالتحاق بالقوات المسلحة عقب نكسة 67 عقب تخرجه في كلية الحقوق، مشيرا إلى أنه التحق بالكلية الجوية وتخرج طيارا عام 1970 على الطائرة الهليكوبتر "مي 8"، مشيرا إلى أن طائرات الهليكوبتر ظلمت في حرب أكتوبر بالرغم أن كل قادتها في ذلك الوقت كانوا انتحاريين مستعدون لفداء الوطن بأرواحهم في أي وقت ودون أي مقابل. وتحدث ميخائيل عن دور طائرات الهليكوبتر أثناء وعقب حرب أكتوبر قائلا:" بعد أن نجحت الضربة الجوية الأولى في ضرب كل الأهداف الحيوية والمطارات الإسرائيلية يوم 6 أكتوبر تم إلغاء الضربة الثانية التي تم التخطيط لها واصبحت طائرات الهليكوبتر هي الوسيلة الوحيدة السريعة لنقل قوات الصاعقة والاستطلاع خلف خطوط العدو والمفروض أن يكون فوق طائرات الهليكوبتر طائرات مقاتلة لعمل التغطية المناسبة حتى لا يتم استهدافنا من طائرات وصواريخ العدو لأننا أصبحنا صيدا سهلا ولكنهم لم يفعلوا ذلك، ونحن كطيارين كنا لا نهاب الموت عندما رأينا الضفة الشرقيةوسيناء هانت النفس وقررنا أن الموت أهون من التراجع وتحقيق النصر". وعن أهم البطولات التي يتذكرها من حرب أكتوبر قال: "بالنسبة لي كل الطلعات التي قمت بها كانت صعبة جدا وبالرغم من أنني كنت متزوجا ولدى أبناء إلا أنني عندما أضع رجلي في الطائرة أنسى حياتي كلها وأضع أمامي هدفا واحدا وهو تحقيق المهمة المكلف بها مهما كانت النتيجة، أما أهم الطلعات التي قمت بها فكانت إنزال قوات الصاعقة في سرابيوم بعد حدوث الثغرة وهذه الطلعات كانت أخطر الطلعات في كل أيام الحرب خصوصا أن الكثير من زملائنا استشهدوا خلال إنزال القوات هناك ". وتابع: "هناك بطولات كثيرة لزملائي الطيارين لم يذكر عن بطولاتهم شيء في الإعلام مثل اللواء طيار حسين الفرماوي الذي أسقطت طائرته أثناء إنزال القوات في الضفة الشرقية وعاد على رجليه بعد 8 أيام وحينما وصل طلب منهم أن يعملوا له غسيلا كلويا سريعا لأنه كان يشرب مياها ملوثة، وأيضا اللواء طيار عادل مصطفى حسين التي انفجرت طائرته وكان بها خزانات الوقود ممتلئة وأدى هذا الانفجار إلى تشويه جسده كاملا وتم أسره وقام الإسرائيليون بعمل عمليات تجميل له لم يكن أحد يتوقعها وعندما تم تبادل الأسرى وعاد دخل المستشفى وأكدوا له أنه لو كان عاد بالإصابات التي حدثت له كان مات دون إسعافه ولكن إرادة الله جعلت العدو هو الذي يعيده إلى أحسن ما كان عليه قبل الإصابة. وأضاف: "هناك بطولات أخرى لزملاء ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن مثل الطيارين سيد زهران وحليم يوسف فقد كان حليم مصابا في فقرات الرقبة ومركب رقبة بلاسيتك وعندما طلب منه مهمة الطيران بالشهيد إبراهيم الرفاعي وأفراد المجموعة 39 قتال ذهب إلى العيادة واترجي الطبيب أن يعطيه تقريرا بأنه لائق طبيا وفعلا حصل عليه وقام بالمهمة وأثناء العودة هو وزميله سيد زهران قام العدو باستهداف الطائرة وسقطوا في البحر وتم أسرهم، وهناك بطولات كثيرة لزملائي من طياري الهليكوبتر لم يسمع عنها أحد ولكن الله وحده يعلم أنهم قاموا ببطولات كبيرة من أجل استرداد سيناء دون انتظار أي مقابل مادي أو معنوي. وواصل ميخائيل سرد ذكرياته قائلا: "من الشهادات التي أذكرها والتي توضح مدى عبقرية المصريين أنه بعد حرب أكتوبر وكنت وقتها عقيدا في إحدى القواعد الجوية قام بزيارة القاعدة وفد من الأمريكان على متن طائرة هليكوبتر كوماندوز وقال لي أحدهم أريد أن أرى الطائرات التي حاربتم بها إسرائيل وانتصرتم عليها فأخذته لإحدى طائرات المي 8 التي حاربنا بها وشاهدت على وجهه نظرات الذهول لأن الطائرات الأمريكية التي حاربنا بها الإسرائيليين أكثر تقدما من طائراتنا ورغم ذلك هزمناهم والأغرب من ذلك أن طائرات المي 8 موجودة حتى الآن في أسطول قواتنا الجوية وتعمل بكفاءة عالية جدا رغم مرور أكثر من 42 عاما على استخدامها".