الرئيس لديه حس وطنى ساويرس لا يتدخل في عملي ألبرت شفيق علامة فارقة في حياتي معروف عنه أنه في حالة اشتباك دائم مع السلطة، لا يفضل البقاء في المنطقة الدافئة، يؤمن تماما بأن الإعلامي يجب أن يكون في منطقة وسط بين السلطة والمعارضة، لا يقترب أكثر فيحترق، ولا يبتعد أكثر فيتجمد. الإعلامي يوسف الحسيني.. ارتفعت أسهمه في دنيا الإعلام خلال فترة وجيزة، ليغرد دائمًا بصوت مسموع... لم يكن يومًا واحدًا من هؤلاء الإعلاميين الذين يقفون في صف السلطة – أي سلطة، لكنه يطعن جسدها الفاسد، رغبة منه في علاجها وليس تشويهها. «الحسينى» كان أحد أصوات الثورة ضد نظامى مبارك ومرسي، اندفع إلى ميدان التحرير في صقيع يناير والتحم بالشباب في وجه الشتاء العنيف، ووقف بجانب ثورتهم المجيدة في الوقت الذي لوثتهم فيه عناوين الصحف والفضائيات الخائنة. وعن تفاصيل سنواته داخل ماسبيرو، وكواليس انتقاله لفضائية «أون تى في»، وعلاقته بعدد من رموز الإعلام المصرى كان الحوار التالى: بداية: كيف كانت الانطلاقة الأولى ليوسف الحسينى في الإعلام؟ انطلاقتى الأولى كانت عبر االفضائية المصرية، حين اكتشفتنى الإعلامية الكبيرة سناء منصور، وأدركت أننى موهبة إذاعية تستحق الظهور للنور، فقررت وقتها التخلى عن عملى بإحدى شركات الاتصالات، والتحقت بالتليفزيون المصرى لأبدأ رحلتى عبر عدة برامج استمرت تسع سنوات، بعدها كان الحدث المفصلى في حياتي، حينما التحقت بإذاعة «نجوم إف إم»، من واقع عملك في التليفزيون لتسع سنوات.. كيف تنظر إلى واقع هذا الصرح الإعلامي الكبير؟ التليفزيون المصرى بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلته من جديد، وأظن أن الطاقم الإعلامي، الذي يحكم ماسبيرو الآن بقيادة المجتهد عصام الأمير بدأ يفطن لهذا الأمر، وتقع على عاتقهم مهمة إعادة ماسبيرو إلى مكانته الطبيعية للدخول في دائرة المنافسة من جديد مع القنوات الفضائية الخاصة التي يهاجر إليها معظم أبناء التليفزيون إما بسب ضعف الأجر المادي، أو بسبب قلة الإمكانيات. لكنى على أية حال متفائل ب«عصام الأمير» في إعادة هذا الصرح العملاق إلى سيرته الأولى. من «ماسبيرو» إلى «أون تى في».. حدثنا عن تفاصيل تلك الرحلة؟ «أون تى في» كانت المحطة الحلم بالنسبة لي، لأنها قناة ليبرالية تنطق في مختلف الاتجاهات، وكانت المحطة الوحيدة التي ساندت ثورة الشباب في يناير، وكنت واحدا من هؤلاء الشباب، في حين كان الإعلام المصرى بشقيه الرسمى والخاص وقتها ينفث سمومه في وجه هذه الثورة البيضاء. التحقت بها في 2011 وكانت تضم وقتها عددا من الأسماء اللامعة، يسرى فودة، وريم ماجد، وكانت تخضع لإدارة ألبرت شفيق، ماذا يمثل ألبرت شفيق بالنسبة ليوسف الحسيني؟ ألبرت هو الصديق والمعلم والأخ الأكبر لي، الصحفى والمدير والإنسان، أنا مدين له بكل حاجة حلوة حصلت لى في سنواتى الخمس الأخيرة، ويظل رحيله خسارة فادحة لأون تى في، وسيمر وقت طويل قبل سد الفراغ الذي خلفه. ما قراءتك للمشهد الإعلامي حاليًا في مصر؟ المشهد الإعلامي فوضوى ومليء بالتجاوزات، وهناك دخلاء على هذا المشهد، ساهموا كثيرًا في تلوث المناخ الإعلامي في مصر، لكن سيأتى الوقت الذي سينسحبون فيه حتمًا، لأنهم ليس لديهم ما يقدمونه، هناك أسماء ليس لها علاقة بالمجال، في وقت انسحب فيه أبناء الكار الأصليين، ليتركوا مقاعدهم شاغرة لهذه الوجوه، لكننى مؤمن بأنها ستنقرض قريبًا، لأنه كما قلت لك، سيأتى وقت لن تجد فيه ما تقدمه. لكن البعض أرجع رحيل يسرى فودة وريم ماجد وباسم يوسف لانخفاض سقف الحرية بعد 30 يونيو.. إلى أي مدى تتفق وهذا الرأى؟ لا على الإطلاق» الكلام ده مش صحيح، وأتحدى أي حد يقول كده» أريد دليلًا واحدًا يؤيد هذا الرأي، هناك مساحة كبرى للحرية، وأنا وزميلى إبراهيم عيسى مثلًا انتقدنا أداء الحكومة بشدة، وانتقدنا أداء الرئيس السيسي في عدة ملفات، وليست هناك تدخلات أو إملاءات من أحد، وأنا بالذات لا يجرؤ أحد أن يملى على رأى بعينه أو وجهة نظر بعينها. هناك من يقول إن يوسف الحسينى سعد كثيرًا برحيل يسرى وريم لأنه ظل يؤدى دور الكومبارس في « أون تى في» طوال فترة تواجدهما بالقناة.. تعقيبك؟ عمرى ما كنت «كومبارس» لحد، لكل منا مدرسته الخاصة وأداؤه المختلف والحمد لله أنا في وجود يسرى وريم كان برنامجى بيذاع في وقت الذروة وفى أفضل توقيتات برامج « التوك شو»، حيث كان يذاع في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، على «أون تى في لايف»، في نفس التوقيت الذي كان يذاع فيه برنامج يسري، والحمد لله كان ضمن قائمة البرامج الأعلى مشاهدة في مصر. علاقة يوسف الحسينى بالمهندس نجيب ساويرس؟ نجيب شخص مهذب ورائع جدًا في تعامله مع موظفيه، وعمره ما قال على حد إنه ده شغال عندى أيا كان السلم الوظيفى لهذا الحد، وإنما دايمًا بيقول ده شغال معايا، أنا أعمل في محطة يمتلكها نجيب، وهو لا يتدخل مطلقًا في عمل أحد أو توجيه دفة أحد في اتجاه معين. ما طبيعة العلاقة بينك وبين نظام الرئيس السيسي الآن؟ كما قلت سابقًا علاقة طبيعية جدًا، أشيد به في الأمور التي يستحق فيها الإشادة، وانتقده في الأمور التي يستحق فيها الانتقاد. كثيرون لاحظوا أن الرئيس السيسي يحب يوسف الحسينى من خلال مواقف عدة، حتى إنه عرض عليك منصب محافظ الإسماعيلية.. ما السر؟ الرئيس السيسي شخص محترم جدًا، ولديه حس وطنى يجعله يميز الصادق من الكاذب، وبالتالى الرجل ربما لاحظ في أدائى نوعًا من الصدق وأمانة الكلمة، بالمقابل أحسست بأن هذا الرجل همه الأكبر مصلحة هذا البلد، وكلى ثقة بأنه سيعبر بمصر إلى شاطئ الاستقرار. هل تتفق مع من يقول إن يوسف الحسينى أجرأ مذيع في مصر؟ بالفعل... أنا أجرأ مذيع في مصر، والحمد لله تاريخى يشهد بذلك، والكل يتذكر موقفى من نظامى «مبارك» و»مرسي»، وموقفى من المجلس العسكري، إبان الفترة الانتقالية التي تولى فيها مقاليد الحكم.