تعد منطقة جبال حمردوم التابعة لمركز نجح حمادي شمال محافظة قنا الملاذ الأمن للمطاريد حيث تعاني الأجهزة الأمنية في السيطرة عليها فطبيعة المنطقة الجغرافية الوعرة ساعدت بشكل كبير في توفير الحماية لهم كما أنها محاطة بعدد من المدقات الجبلية التي تقف حائلا دون مرور القوات الأمنية، كما تمنح المتواجدين في المنطقة الفرصة كاملة لاتخاذ التدابير اللازمة لاحباط عملية السيطرة الأمنية. وتعد منطقة جبال «حمردوم» من أكثر الأماكن التي سجلت أكبر رقم قياسى في محافظة قنا من حيث جرائم الخطف والسرقات خاصة للأقباط، والدراجات البخارية والسيارات. وقد شنت مديرية أمن قنا عدة حملات على جبال قرية حمردوم بالاتفاق مع أهالي القرية لتسليم عدد من المسروقات شملت دراجات بخارية وسيارات وقطع أسلحة وذخائر دون مقاومة وبالفعل تسلمت الداخلية ما تم الاتفاق عليه مقابل عدم اقتحام القرية ولم يتم القبض على المطلوبين أمنيًا لخطورتهم. هنا «حمردوم».. جبل المطاريد على جانب الطريق المؤدى للقرية تنتشر زراعات القصب، وفى ذات الوقت تجد نفسك في مواجهة «الجبل» الذي يفرض «المطاريد» سيطرتهم الكاملة عليه، والذي أتاح لهم أيضا استخدام القرية ك»سوق سلاح» تتم فيه عمليات البيع والشراء، دون أية رقابة حكومية. كما كان الجبل سببا ودافعا أساسيا لتحول القرية الهادئة ل»ملجأ» يهرب إليه المطاريد في الصعيد، عندما تشتد عليهم الضربات الأمنية في المناطق الآخرى المنتشرة بطول محافظات الجنوب. المثير في الأمر أن اعتياد «المطاريد» على بيع السلاح في القرية كان له بالغ الأثر على الأهالي الذين أصبحوا يمتلكون خبرة لا بأس بها في أنواع السلاح، وطرق التهريب، والأسعار أيضا، حتى أنك تجد الأطفال يتعاملون مع قطعة السلاح ب»أريحية» لا تتناسب وأعمارهم الصغيرة، أما النساء فقد اكتسبن، مع مرور الأيام، خبرة في تنظيف وفك وتركيب السلاح خبرات واسعة ربما لا يتقنها الكثير من رجال الشرطة. ثكنة عسكرية وبعيدا عن مشهد «سوق السلاح» الذي أصبح أمرا عاديا في شوارع وطرقات «حمردوم»، فإن تحول القرية ل»ثكنة عسكرية» أصبح هو الآخر مشهدا متكررا، لا يلفت إلا انتباه الغرباء، كما أن عمليات تبادل إطلاق النار، مع القوات الأمنية، خلال عمليات البحث عن مطلوبين ومسجلين خطر وآخرها استشهاد أحد مجندى الشرطة عند مدخل القرية عندما حاول استيقاف لصين كانوا يستقلون سيارة قاموا بسرقتها من محافظة الأقصر وحضروا بها إلى القرية لإخفائها والحصول على فدية من أصحابها أو تقطيعها وبيعها في هيئة «قطع غيار مستعملة». عصابة خط الصعيد في جبال حمردوم يعيش إحدى الشخصيات التي اعتادت الإجرام وأصبح له اسم مشهور مثل عدد من الشخصيات التي سبقته في هذا المجال وذكرت بعض المصادر أنه يرتبط ببعض الشخصيات المهمة التي تتستر على جرائمه مقابل تخليص مصالح أخرى، وهو معروف تحت اسم «ن.ع»، متورط في غالبية الجرائم التي تشهدها قنا، كما صدرت ضده العديد من الأحكام القضائية ولم يتم تنفيذ أي منها، والمثير أنه يمتلك حسابات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى يقوم بنشر صوره الشخصية عليها، ومن أكثر الأشياء التي أثارت حفيظة المواطنين ضده عندما قام بتصوير نفسه على تل من النقود، وشير صفحته على فيس بوك، وتداولت صفحات الفيس الصورة بطريقة أشعلت الخوف في نفوس الأهالي، وهو ما جعلهم يرضخون لجميع طلباته في القرى التي ينزل فيها. المخبرون سبب في الفشل الغريب هنا أن حديث البعض عن الأسباب التي تؤدى – كل مرة – لفشل الحملات الأمنية على المنطقة، والتي كان في مقدمتها تعاون المخبرين «السريين» مع المجرمين في «حمردوم»، وإبلاغهم بميعاد الحملة، وعدد الأفراد المشاركين فيها، لأخذ الاحتياطات اللازمة سواء بالهرب أو الاستعداد لمواجهتها وافشالها. عائلات حمردوم.. أزمة القبيلة تجدر الإشارة هنا إلى أنه يعيش في جبال هذه القرية عدد من العائلات والقبائل مثل البلابيش وهم من أكبر عائلات الهوارة، بجانب عدد من أفراد القبائل الأخرى، وهو ما يمنح طبيعة هذه المنطقة الطبيعة القبلية التي تجعل من اشتعال أي مشكلة أو خصومة، أزمة قد تعصف بالقرية والقرىى المجاورة وتتحول المنطقة إلى بركة دماء.