صاحبة حنجرة شابة لامثيل لها، تطلق العنان لعصافير فؤادها، فتبدو وكأنها آلة موسيقية تستبيح القلوب غزلاً ودلالاً، إن رقّ صوتها دنت معه النجوم إلي حياتك لتضيئها، وإذا علت نبرته أنارت شموس الحرية في صدر سامعها، وكأنها حنجرة ذهبية تحجل بعيدًا عن الموت.. إنها الفنانة «دينا الوديدي». اكتشفت «دينا» شغفها بالموسيقى من خلال فرقة الورشة المسرحية التي التحقت بها حين كانت طالبة بقسم اللغات الشرقية بكلية آداب القاهرة، ومن أشهر أغانيها «احجل بعيد ياموت، أحيه، تدور وترجع، ورا البيبان». وفي الورشة تدربت على أنواع مختلفة من التراث الغنائي، وبدأت في التعرف على الإمكانات الغنائية لصوتها تحت إشراف المدرب الموسيقي وعازف العود ماجد سليمان، حيث شاركت في العديد من ورش العمل مع موسيقيين مستقلين داخل مصر وخارجها منهم «فتحي سلامة، الحائز على جائزة جرامي، والمطربة وكاتبة الأغاني كاميليا جبران». وفي الفترة الأخيرة أسست «دينا» مع مجموعة من الموسيقيين فرقة وصفتها بأنها مشروع دائم التطور، كما قدمت تلك الفرقة العديد من العروض دمجت فيها فنون تقليدية مثل السيرة الهلالية والغناء الشعبي القديم مع الموسيقى الحديثة. لا تزال «دينا» تستلهم موسيقاها من هوية وتراث مدينتها القاهرة، غير أن هذا الإلهام كثيراً ما يأخذها إلى ما هو أبعد من حدود المدينة، حيث شاركت في «مشروع النيل» مبادرة موسيقية وبيئية تجمع موسيقيين ومفكرين من جميع دول وادي النيل. وحصلت على جائزة من مبادرة «رولكس» الدولية لدعم الفنانين الواعدين، حيث ستقضي من خلالها فترة مجاورة مع المطرب البرازيلي الشهير «جيلبرتو جيل». وتعتبر «رولكس» نقطة تحول هامة في مشوارها الفني، حيث ستتيح لها الغناء جنباً إلى جنب مع «جيل» بعدد من المهرجانات الموسيقية الدولية في مختلف أنحاء العالم.
