بشير عيَّاد يضربُ له ألف تعظيم سلام مرّةً أخرى عبد الفتّاح السيسي وطوفان الاحترام في زمن الاحتقار والازدراء كانَ بودّي أن أكتب عن البنت الصعيدية الشجاعة سميرة إبراهيم التي انتصرت على الولاياتالمتحدة الصهيو أمريكيّة وفضحتها أمام العالم كلّه ، إذ أصرّت الولايات على سحب جائزة الشجاعة من سميرة لأنها تهاجم إسرائيل ،لكن البنت الصعيدية التي تساوي ملايينَ الرجال رفضت الاعتذار وأصرّت على موقفها من إسرائيل والصهيونية ، وبذلك ، نالت جائزة شجاعة أخرى أضخم من التي ذهبت لاستلامها . سميرة التي فجّرت فضيحة "كشف العذرية "التي ارتكبها فصيل من الجيش ، للأسف ، ضد مجموعةٍ من فتيات الثورة ، ارتضين جميعا ذلّ الصمت ومرارة الإهانة خوفًا من الفضيحة ( في مجتمع مفضوح أصلا ) ، لكنّ سميرة رأت أنّ السكوت على الظلم ظلمٌ آخرُ للنفس ، وفجّرت القضية ... وكسبتها ، وكسبت أرضًا جديدة في مسيرة كفاح المرأة المصرية التي يريدون الآن أن يعيدوها إلى الظلام فيما يشبه الوأد ، وهاهي البنت تعطي درسا جديدا وتبصق في وجه أمريكا وتقول : لا ، في الوقت الذي يزحف فيه ذوي الشواربِ المبرومة ليمسحوا بخدودهم الأرض تحت أقدام أهل واشنطون ، أو يلحسوا أعتاب السفارة الأمريكية لترضى عنهم مبعوثة العناية الأوباميّة المدعوّة آن باترسون . وكنت أريد كذلك ، أن أتعامل مع الظاهرة الباكيناميّة الجديدة قبل أن تستوطن بلادنا وتتحوّل إلى مأساة مستديمة مثل البلهاريسيا أو أنفلونزا الطيور ، أمّا أخطاء ابن السيّد الرئيس وتطاولاته فأتركها لمَن هم في سنّه على " تويتر " وال "فيس بوك ". كما كنت أريد أن أقف وقفة تليق بمقام الدكتور أيمن نور الذي لم نعد نفهم ولا هو أي شيءٍ يريد ؟ ولا مع مَن يلعب ؟ ولا إلى أين ينظر !!! مفاجآت نور أشبه بحالات الطقس الأمشيري التي تضحك على كل توقّعات الأرصاد وتخسف بها الأرض ، غير أن كلّ ما يبتدعه المذكور يهون أمام موقفه من عزبة قطر التي أشاد بدورها في مساعدة مصر، وأكّد " أن هذه المساعدات هي لصالح المواطن المصري، وليست موجهة لفصيل سياسي معين، وقال إن المساعدات والاستثمارات القطرية تدخل القاهرة عبر القنوات الشرعية، ومن ثَمّ فهي تصب للشعب وليس لجماعة الإخوان المسلمين.كما لفت إلى أن قطر أثبتت أنها أكثر التزاما في وعودها، وأكثر حرصا على مصلحة مصر، مُرجِعا الحملة الإعلامية على قطر إلى"الغيرة"من الدور الكبير الذي تلعبه إقليميا ودوليا، معتبرا أن الهدف من هذا الهجوم فيما يتعلق بالشأن المصري هو خنق النظام الجديد في القاهرة ، مشيراً إلى أنه لم تبق دولة إقليمية تتعاون مع مصر حاليا سوى قطر " ، كان هذا سيّداتي وسادتي موجزا لأهمّ ما ورد بحوار المذكور مع صحيفة " العرب ..... القطريّة "، ولا أستطيع إلا أن أهديه ، هو وحبيبته قطر ، أغنية " جرّب نار الغيرة " لوردة ، ليغيظوا بها الدول الغيرانة والإعلاميين الغيرانين ، وربنا يكلل قصة الحب بالنهاية السعيدة . كان لزاما عليّ أن أتوقّف أمام طوفان عبد الفتاح السيسي الذي يحاصرنا من كلّ جانب ، طوفان من الحب والثقة وإعادة الهيبة للقوات المسلحة في صورة هذا الرجل العملاق وشخصه ، بعد أن اهتزت صورة العسكريّة المصرية كثيرا ، بدءًا من واقعة كشف العذرية وصولا إلى التواطؤ الواضح للمجلس العسكري في تخريب الثورة وقتلها وتضييع أدلة إدانة المتورطين في عمليات قتل المتظاهرين وتعذيبهم ، وفوق ذلك المسؤولية الجنائية عن كل تلك الوقائع باعتباره المجلس العسكري السلطة الحاكمة للبلاد ، وكل ذلك يهون أمام لعبة رهن الدولة في مخالب الضياع ، وتركها على شفا حفرة من الانهيار . وبعد فشل كل التجارب الاقتصادية والسياسية والبتروكيماوية المعملية التي جرّبتها فينا حكومات الثورة وصولا إلى الحكومة المسكينة الحالية التي ترتدي طاقية الإخفاء لدرجة أن مواطنا مثلي لا يعرف اسم وزيرين منها مع رئيسها الذي لا يعرف إلى الآن " مين اللي زقّه الزقّة السودة دي ؟" ، وبعد أن أصبح الشارع سداح مداح ، وكلّ مواطن يفعل ما يريد في الوقت الذي يريد بلا خوف من سلطة ولا احترام للقوانين ولا العادات والتقاليد وأخلاق القرية ، وأصبحت تجارة السلاح والمخدرات والممنوعات بكل أشكالها لا تختلف عن التجارة في السلع الاستراتيجية المشروعة مثل الفجل والجرجير والخيار ، وبعد أن أصبحت صحة الدولة في النازل في كل شيء ، أصبح المواطن العادي الذي لا دخل له بالسياسة ولا علاقة له بجبهة الإنقاذ النهري ، ولا يعرف شيئا عن عمرو موسى والبرادعي والسيّد عبدربّه ، المواطن الغلبان المهدد في رزقه وقوت عياله ومستقبلهم ، المواطن الذي حدد له السيّد رئيس الجمهورية ثلاثة أرغفة في اليوم ، بمعدل رغيف واحد يتناوله بعد الأكل ، و... الاستشارة وإعادة الكشف بعد أربع سنوات فقط ! ، المواطن الذي يتخبط في ظلمات انقطاع التيار الكهربي ولا يجد أنبوبة البوتاجاز إلا بشق الأنفس ، ولا يجد ما يروي ظمأ سيارته المريضة ، هذا إذا كان لديه سيارة ، من المواد البترولية السولارية والبنزينية والجازية ، المواطن الذي زادت عليه الأسعار والفواتير ويدفع في كل ثانية ضريبة السياسات المرتبكة والقرارات الخاطئة ، وأوشك أن يزحف على بطنه من هول آلامه التي لا دخل له بها ، المواطن الذي لم يعد يستطيع أن ينام حينما يريد أن ينام بسبب أمواج الشائعات التي تضرب بيته من مخرّات الفضائيات المأجورة ( دينيّة أو كافرة )، تلك التي راحت تزعزع إيمانه بربّه وبوطنه وبكل القيم والمعاني الكبرى التي تربينا عليها ! فإذا ما قادته قدماه إلى الشارع امتلأ خياله بأشباح الميليشيات التي تريد أن تنقض عليه لأنه يمشي في الشارع ! المواطن الذي يجد عدة دول أخرى تتحرك حوله في بيته وعمله وشارعه ومقهاه وتسلب منه إحساسه القديم وتعيده خلقًا آخرَ ممزقا مهترئا يكاد لا يعرف نفسه ، فإن أراد الهدى وانطلق إلى المسجد ليستعيد أمنه وأمانه في رحاب صلاة الجمعة ، فاجأه خطيبُها جاحظُ العينين غليظُ الصوت والملامح وراح يسبّه لأنه يجأر بالشكوى ويطالب بحقوقه المشروعة المسروقة ، ثم يعيّره بصمته ثلاثين عاما على المخلوع ونظامه ، فلماذا لا يصبر مثلها أو ضعفها أو خمسة أمثالها على النظام الجديد الذي لم نعطه الفرصة بعد ؟ في ظل انهيار الدولة وغيابها بدون عذر ، واختفاء وزارة الداخلية في ظروف غامضة ، ومع استمرار معاداة القضاء والاستهانة بالأحكام القضائية والقفز عليها ، ومع اشتعال النار تحت الملابس الداخلية بالخريطة بكاملها ، ومع ارتفاع منسوب الكراهية والغضب وكل ما في معجم اليأس والإحباط ، لم يجد هذا المواطن الغلبان أمامه بعد الله سوى المؤسسة العسكرية التي لم يعد يرى عضوا سليما في الجسد المصري سواها ، وزاد بريق المؤسسة العسكرية نصوعا وحضورا بسبب الانطفاء المتعمّد لمؤسسة الشرطة ، هذا القتل المعنوي لرجال البوليس لا يستوعبه المواطن الذي يكرّ طوال يومه ويكد من أجل أطفاله ، المواطن يتساوى في البؤس مع رجال الشرطة الأبطال الذين نزعوا أظافرهم وحولوهم إلى خيالات مآتة ليصغروا في عيون مواطنيهم ، لغرض في نفوس بعض المرضى . الحضور الطاغي لرجال القوات المسلحة وتدخلهم المهذب لإطفاء الحرائق المشتعلة في كل شبر على أرضنا ، أعطى المواطنين الثقة فيهم مرّة أخرى ، ورآهم الأحرص والأوفى والأبقى ، رأى فيهم القوة والإصرار والصرامة مع النُّبل والاحترام والتواضع والشهامة ، أما مواقف الرجل البطل عبد الفتاح السيسي فقد هدمت الكثير من أهرامات الشك ، كان الكثيرون يخافون أن تصل الأخونة إلى الجيش ، وفي هذا ضياع الجيش وضياع مصر ، وفي ظل بعض الصمت ( المهذب ) من الرجل ، ظنناه واحدا من المموهين المنزوعي الدسم ، غير أنه أخذنا من أعيننا وأعناقنا إلى كل ما يثير الإعجاب والدهشة ويعيد الثقة بأكبر مما يستوعبه الخيال وتتحمله مفردات الوضع المتآكل داخليا وخارجيا ، انتفض الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليعيد الألسنة المتطاولة إلى جحورها ، وليعلن أن الجيش المصري جيش كلّ المصريين ، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يمس أمن الوطن والمواطن سواء كان من الخارج أو الداخل ، ومحا من هوامش النفوس المرتابة غبارَ الشكِّ في إمكان تمييع الجيش وأخونته ، أعاد الرجل لنا الثقة مرة أخرى في أن حدودنا الشرقية لن يجرؤ على انتهاكها عدو أو " حبيب " ، وجعلنا في حالة ترقّب لمجيء اليوم الذي نعرف فيه قاتلي أبنائنا أبطال الجيش المصري على حدودنا مع العدو وهم بين الصوم ومدفع الإفطار ! قبضة السيسي الثقيلة ترج عظام المنتفخين المتورمين بزهو السلطة وإغراء الاستبداد ، كما تخيف الفئران المستأسدة التي تتعلّم فينا مبادئ الزئير والتخويف والاستعباط ، ولأنه السيسي يحملُ صورة البطل الذي تتجلى فيه كل الأحلام والطموحات ، انطلقت عاصفة التوكيلات له من أجل أن يدير البلاد قبل أن تسقط بفعل الأمريكان والولاياتالمتحدة القطرية وإسرائيل بمصاحبة فرقة حسب الله التاسع عشر من الخونة الداخليين ! وأصبح الكثيرون يتسابقون لعمل هذا التوكيل :" أوكّل السيد الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسى، بصفته القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ... وذلك فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسليم إدارة البلاد للسيد المستشار ماهر البحيري رئيس المحكمة الدستورية العليا لجمهورية مصر العربية ،على أن يقوم الثاني بالقيام بتشكيل لجنة متوازنة مشكلة من مائة عضو لوضع دستور البلاد والتحضير لانتخابات رئاسية ومن ثم دعوة الناخبين ( خلال شهرين ) لاختيار رئيس لجمهورية مصر العربية ، وله الحق( الفريق أول عبد الفتاح السيسي ) فى اتخاذ القرارات التى من شأنها حماية أمن البلاد وأمن شعبها، وله الحق فى التوقيع نيابة عنى أمام جميع الجهات فى هذا الشأن.. وهذا توكيل منى بذلك " ، هذا ،، بالإضافة إلى عشرات الصفحات على الانترنت تنادي بذلك . " هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان " ؟ هذا جزاء الاحترام والعمل عند الشعب ومن أجله وفي خدمته ، وليت الرسالة تصل إلى كلّ الذين يدّعون أنهم يجيدون القراءة .