سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناشطات مصريات ل"باكينام الشرقاوى": "الاغتصاب الزوجى" واقع لا يمكن إنكاره.. وتصريحاتك تعود بنا لعصر الجوارى لإرضاء النظام.. المصريات يتحملن العنف والقهر من أجل تربية أولادهن
أثارت تصريحات باكينام الشرقاوى، المستشار السياسى للرئيس محمد مرسى، خلال مقابلتها مع صحيفة "نيويورك تايمز" والتى أكدت فيها أن مصر لا تعرف شيئًا اسمه "الاغتصاب الزوجى"، وأنها ظاهرة غربية لا توجد بالمجتمعات المصرية، غضبًا واسعًا بين العديد من الناشطات المصريات، واللاتى أكدن أنها تعود بنا لعصر الجوارى لإرضاء النظام. وقالت الناشطة والكاتبة الصحفية لبيبة النجار، عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر: إن تصريح "باكينام" تجاهلت كل أشكال العنف الجسدى الذى تتعرض له المرأة المصرية، وأنها تجبر على تحمل العنف والقهر من أجل تربية أولادها، قائلة: "من الواضح أن السيدة باكينام تعيش فى دولة غير مصر". وتابعت: هذه التصريحات تعتبر دليلًا واضحًا على أن حكم "الإخوان" سيعود بنا إلى عصر الجوارى، وظهرت بوادره عندما أضعف الدستور الجديد وانتقص الكثير من حقوق المرأة. كما رفضت الكاتبة الصحفية "فتحية العسال" التصريحات، مؤكدة أن مشكلة "الاغتصاب الزوجى" موجودة بالفعل فى مجتمعنا المصرى، والدليل على ذلك ببساطة أن الكثير من السيدات يتحملن العنف والقهر من أجل تربية أولادهن، وهنا تتحول العملية الجنسية لشبه اغتصاب. ووجهت رسالة إلى "باكينام الشرقاوى" تطلب منها عدم التحدث فى الأمور التى تجهلها، قائلة: "لا تقل ما لم تعلم". وأكدت الدكتورة "ملكة زرار"، أستاذ العلوم الإسلامية والفقه بجامعة الأزهر، وجود ما يُعرف ب"الاغتصاب الزوجى"، مؤكدة أن جريمة الاغتصاب الزوجى أقرّها الإسلام قبل أن تقرّها عديد من الدول، حينما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجلَ عن الإساءة إلى زوجته، ثم يجامعها آخر الليل. وأوضحت أن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن آداب المعاشرة، فأى رجل مهما كان إذا ما نال من امرأته دون رضاها وكرهًا منها مع إيذائها يعتبر مغتصبًا، فالعلاقة الحميمية لها ضوابطها. وأوضحت "زرار" تعريف الاغتصاب ب"أن يُؤخذ أمر كرهًا بغير حق وبالقوة ونهى الله عنه، فما حكم الرجل المُصاب بالعجز الجنسى، ويأتى امرأته جبرًا وبالطريقة التى لم يأمر بها الله، فهو مغتصب فى رأى الفقهاء، كمن أتى امرأته كرهًا منها فى غير المأتى". وأعربت عن رفضها أى تدخّل فى مسائل الأحوال الشخصية من أى شخص غير متخصص، قائلة: "الاغتصاب الزوجى قائم، أرادت الدكتورة باكينام أم لم ترد، فهناك من المآسى والمهازل التى تبدأ من الغرف المغلقة لتصل إلى المحاكم، لتؤكّد أن مثل هذا الرجل عليه عقوبة، وقد تحدّث الفقهاء عن هذا". وتساءلت "جهاد أحمد"، عضو الاتحاد النسائى المصرى: "كيف تتغاضى مستشارة امرأة عن حقوق امرأة مثلها تنتهك حريتها على مرأى ومسمع من الجميع من أجل إرضاء النظام الحاكم". وأضافت قائلة: أدعو السيدة "باكينام" للقيام بزيارة قصيرة لمركز النديم؛ للتعرف على ضحايا العنف نتيجة لحالات الاغتصاب الزوجى الذى تتعرض له الزوجات بشكل شبه يومى، مشددة على أن مستشارة الرئيس تجهل مشكلات المرأة فى المجتمع المصرى، ولا تفقه شيئًا عنها. وفى سياق متصل قال الدكتور "أوسم وصفى"، الطبيب النفسى والمستشار الأسرى: إن "باكينام الشرقاوى"، مستشار رئيس الجمهورية، ليست ذات صفة لتتحدث عن عدم وجود "اغتصاب زوجى" فى مصر، مؤكدًا أنه لا ينبغى أن يقرر وجود الظاهرة من عدمه فى مصر سوى المتخصصين، وطبقًا لإحصاءات ودراسات، فهذا ليس مجالها حتى تجزم به. وعن وجود ظاهرة اغتصاب الأزواج لزوجاتهم فى مصر أكد "أوسم" أن هذه الظاهرة موجودة بالفعل وبقوة فى مجتمعنا، وهى تندرج تحت ما يسمى بالعنف الجنسى بشكل عام، سواء الاغتصاب الزوجى أو التحرش، مؤكدًا أن عوامل تحقيق الظاهرة متوفرة فى مجتمعنا. مشيرًا إلى أن الرجل يُنَفِّس عن غضبه وإحباطه من خلال العنف الجنسى تجاه المرأة، متمثلا فى الإفراط الجنسى أو التحرش أو الاغتصاب. كما أن هناك عوامل أخرى تؤدى لتفشى هذه الظاهرة، وهو الختان الذى تعانى منه معظم نساء مصر، فالإحصائيات تؤكد أن أكثر من 80% من نساء مصر مختتنات، وبالتالى هن لا يستمتعن بالجنس، أو يعانين من البرود الجنسى، أو لا يرغبن فيه، مما يدفع الزوج للحصول على رغباته الجنسية رغمًا عن الزوجة. وقال: إن غياب الثقافة الجنسية عند معظم الرجال تجعله لا يهتم بمشاعر أو رغبات الزوجة، ولا يهتم بوصولها للنشوة الجنسية، مما يجعل كثيرًا من النساء يرفضن ممارسة الجنس مع أزواجهن لعدم استمتاعهن. كما أكد أن تفشى المخدرات، وتحديدًا الحشيش، يصيب الرجال بسرعة القذف، ويجعل أداءهم الجنسى يتسم بالعنف.