رن هاتف بكار المحمول، وهو يتابع خطاب مرسى لأهل بورسعيد، فإذا بالمتصل صديقه الحميم حمزاوى. حمزاوى: عندك مانع تنزل تقابلنى دلوقتى؟ بكار: أبدا بكل سرور، مسافة السكة واكون عندك، تحب نتقابل فى مكان معين؟ حمزاوى: نتقابل فى قهوة أم كلثوم فى التوفيقية بكار: ماشى يا صاحبى انتظرنى مش حتأخر عليك _ والتقيا بعد ساعة بالتمام والكمال وراحا يتحدثان كعادتهما كلما التقيا فى أمورهما وأحوال البلد. حمزاوى: انت كنت بتعمل إيه ساعة ما طلبتك؟ بكار: كنت بحاول اقنع نفسى أسمع خطاب مرسى ونفسى كانت منعانى وما صدقت إنك طلبتنى ونزلتنى ورحمتنى من خطاب دمه تقيل وهايف واهبل كمان وفاضى ومالهوش معنى. حمزاوى: طيب ادعيلى بقه وأنا بينى وبينك قلت اهرب من البيت علشان مبقاش مجبور إنى اسمع الخطاب ده. بكار: القلوب عند بعضيها يا حمزاوى حمزاوى: طبعا يا بكار أنا بشكر الثورة اللى عرفتنا ببعض يمكن ده الشىء الوحيد اللى انا حسيت إنى طلعت بيه من الثورة دى بكار: وانا كمان يا حمزاوى سعيد جدا بصداقتنا دى اللى بتكبر مع الأيام حمزاوى: فيه إه يضحك عندك؟ بكار: المرشد بديع. حمزاوى: ماله عمل إيه تانى؟ بكار: عمله اسود الراجل بيقول على حسابه الشخصى: وسعوا الطريق للنهضة وأن النهضه قادمة لا محالة.. المهم صدق وصفاء النية. حمزاوى: الراجل ده لسه عايش فى وهم كبير اسمه مشروع النهضة. بكار: الشعب المفروض يغنيله: النهضة زمانها جاية جاية بعد شوية جايبة يورو ودولارات، جايبة خيبة تقيلة اسمها قطر بالذات. حمزاوى: يا مزاجك لما بتكون رايق يا بكار انا ماكنتش اعرف إنك سريع البديهة كده وبتربط الأحداث بالأغانى ولا ده انت بتغير فيها كمان وبتقدر توظفها زى ما انت عايز؟ بكار: الوجع والغيظ يعلموا الإنسان حاجات كتير يا حمزاوى حمزاوى: عندك حق فى كلامك بس قول لى ماحدش رد عليه ليه وقال له إدينى أمارة إن النهضة جاية علشان نوسعلها الطريق؟ بكار: تقريبا النهضة عايزة تيجى واحنا اللى مش مدينها الفرصة احنا اللى سادين عليها الطريق وواقفين قصادها المفروض فعلا إن احنا نوسع لها ومانقفش قدامها حمزاوى: لأ كده يبقى احنا ظلمنا الإخوان احنا اللى معطلين لهم النهضة بكار: أنا شايف الثوار كاتبين لهم على حيطان الشوارع نهضة وتزول ونهضة ويزيح ربنا النهضة مرة. حمزاوى: أحلى حاجة فى المصرى إنه مهما حصله دمه خفيف مابينساش يتريق وينكت أبدا بكار: لازم يعمل كده علشان يقدر يستحمل اللى بيحصل فيه حمزاوى: عندك حق الشعب ده ياما عانى وقاسى فى كل العصور ومع كل الحكومات اللى مرت عليه بكار: بمناسبة الحكومات سمعت آخر خبر؟ حمزاوى: أكيد لأ لأنه عندك بكار: اسمع يا سيدى الإخوان بيتفاوضوا مع الفلول والنظام القديم حمزاوى: ده طبيعى إنه يحصل لأن أفقهم ضيق همه فاكرين إن البلبلة والخراب اللى فى البلد سببه الفلول وإن رضا الفلول وتطييب خاطرهم بعدم المساءلة القانونية وتركهم يشتغلوا زى الأول ويكسبوا حيخليهم يبطلوا أذى والبلد حتهدى وهمه حيعرفوا يشوفوا مخططهم كويس بكار: الإخوان بيتفاوضوا مع مرتضى منصور وبيوعدوه بمنصب مستشار وزير الداخلية فكرك حيوافق؟ حمزاوى: الله أعلم بس مرتضى مش سهل وواعى وفاهم همه عايزين إيه وبيعملوا كده ليه ومش حيعرفوا يضحكوا عليه بكار: أنا بقول ممكن يوافق لو لقى فيها منفعة أو مصلحة ليه حمزاوى: ممكن بكار: ده تخبط حمزاوى: الغريق بيحاول إنه يتعلق فى قشاية وهمه غرقوا خلاص وبيدوروا على أى طوق نجاة أو أى قشاية بكار: سيبك منهم وتعالى نسمع اللى أحسن منهم أم كلثوم حمزاوى: نسمع يا صاحبى وراحا يستمعان لثومة وهى تشدو بأغنية لسه فاكر كان زمان وهما يشربان الشاى..