تثبت الأحداث المتتالية والمتنوعة، أن الرئيس السيسي يعمل وسط منظومة رئاسية شديدة البعد عن الشارع المصري الحقيقي، وأن الأفراد المعاونين له في مؤسسة الرئاسة لا يدركون خطورة موقف الرئيس نفسه، بعد مرور سنة على توليه مسئولية إدارة البلاد، فالخبر الذي انفردت به الصحفية دينا عزت، في جريدة الشروق، من أن الفريق شفيق المقيم في الإمارت يخطط لمؤامرة على الرئيس، ثم رد أحد أعضاء مؤسسة الرئاسة بكلمة (انسَ)، يكشف ذلك عن أن الرئيس ومصر بأكملها تحتاج لمعاونين سياسيين للرجل، يدركون حساسية العمل في هيئة شديدة الخطورة في تصريحاتها ومشورتها للرئيس. أولا: تساءل الكثيرون عن جريمة الفريق شفيق التي ارتكبها في حق الرئيس والرئاسة؛ حتى يتم توجيه رد غير سياسي عليه بكلمة (انسَ)، فإن كان الرجل يقوم بمؤامرة للإطاحة بالرئيس، وفق مخطط غير قانوني وغير دستوري، فيجب كشف ذلك وإعلانه للشعب الذي يبتعد يوميًا نفسيًا ومعيشيًا عن عالم الرئاسة والرئيس، بفعل التدهور في الأحوال المعيشية والأزمات الاقتصادية، ولم يعد يهتم كثيرًا إلا بشرنقته المعيشية الضيقة الصعبة عليه والملاصقة له دون بارقة أمل حقيقية بعيدة عن السادة المطبلاتية وحاملي البخور الذين يضرون الرئيس ولا يزيدون من شعبيته أو حتى يحافظوا عليها. ثانيا: إن كان الأمر سياسيا، بمعنى أن الفريق الذي كنت على المستوى الشخصي، أرفض وجوده هو ومرسي على السواء في الانتخابات وصولا لمعركة الإعادة، يخطط مع مجموعته من رجال الأعمال والداعمين له للعودة لمصر عن طريق الدخول في معركة البرلمان المجهولة ولادته حتى الآن، ثم الوصول من خلالها لرئاسة الوزراء وفق دستور مصر الأخير، فتلك مسألة سياسية لا يكون الرد عليها إلا بعمل سياسي شعبي يلمس هموم المواطن ويعده بما يمكن تحقيقه في غضون شهور قليلة أو أيام، ولا يعده بهموم قادمة وأعباء أكثر يتحملها بالنيابة عن أغنياء الدوله وأثريائها المدللين. ثالثًا: إن كان على الفريق شفيق مساءلات قانونية تمنعه من الرجوع من عمرته التي امتدت لثلاث سنوات في حرم غير الحرم المكي، فلتعلن الدولة عن ذلك وتلقي بورقته للأبد بكل شفافية وقانونية قاطعة عليه تهديده المنتظر للرئيس بمشاركته في صلاحيات إدارة البلاد، التي تفوق صلاحيات الرئيس، أي رئيس حالٍ أو قادم لمصر في حالة انتخابه برلمانيًا ووصوله لرئاسة الوزراء، وهذا ما يجعل الكثيرون يتشككون في وجود برلمان بدون توافق على القوائم التي ستفرز أغلبية تهديها لرجل يشاركه السلطة بكل سهولة. رابعًا: يتضح إذن أن تعامل المصدر السيادي أو المعاون للرئيس في تلك المسألة أو المؤامرة، كما يتم تصنيفها، غير دقيق وغير مجدٍ وغير سياسي، بداية من توصيفه نهاية بتخصيصه لإحدى الزميلات المحترمات في المهنة بدون إصدار بيان عام رسمي يكون كاشفا ومعبرا عن موقف مصر الرسمي من رجل مقيم خارج الوطن، ومع ذلك تعتبره مصدر تهديد لها ولنظامها. خامسًا: وهذا هو الأهم، هو وجود عمل ذي صيغة شعبية أو حتى قرار يُشعر المواطنين بما سبق أن قدم الرئيس نفسه به للشعب، من أنه جاء ليحنو عليهم بعيدا عن منحة السبعة جنيهات الهزلية لكل مواطن مقيد على بطاقة التموين في رمضان، موعد مصاحب بنيران الغلاء المتصاعدة برفع أسعار الوقود والطاقة والكهرباء بعدها بأيام قليلة، وكأن السبع جنيهات هي الحل السحري للغلاء! سادسًا: من الذي أشار على الرئيس بمصاحبة مجموعة من الممثلين له في زيارة ألمانيا الحالية!.. ألا يتذكر هؤلاء أن هؤلاء الممثلين الأثرياء غير مقبولين شعبيا ونفسيا لدى أغلبية المصريين؛ لافتقادهم الحس الوطني الصادق وخذلانهم للرئيس نفسه؛ حيث لم يتبرع أحدهم بجنيه من ملايينه الكثيرة لصندوق (تحيا مصر) الذين يتشدقون باسمها فقط.. ثم ما جدوى وجود هؤلاء غير المعروفين فنيا أو ثقافيا على المستوى العالمي نهائيا في دولة جادة متقدمة، لا تقدر سوى المبدع والمجتهد فقط؟! أعتقد أن الرئيس لم ينس خذلانهم له في مشروعه، فلمَ حشرهم في موقف لم يضف شيئا لمصر أو لرئيسها؟.. أين علماء مصر ومفكروها ومثقفوها وفنانوها الحقيقيون المعروفون دوليًا مثل عمر خيرت مثلا لمصاحبة رئيس مصر؟.. أين معارضو الرئيس قبل مؤيديه من تلك الرحلة إن كانوا يريدون صورة حضارية لمصر وليست صورة تمثيلية غير صادقة أو ممثلة للشعب! [email protected]