حقق محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، رقما قياسيا في الإضراب عن الطعام وصل إلى 490 يومًا، وساءت حالته الصحية وبدأ في التنقل عبر سرير طبي متحرك. وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، حكما بالمؤبد على محمد سلطان في القضية المعروفة إعلاميًا ب"غرفة عمليات رابعة"، وتم الإفراج عنه اليوم السبت، من محبسه بسجن طرة، وتوجه إلى مطار القاهرة، وتم ترحيله استنادًا على جنسيته الثانية للولايات المتحدة، بعد تدخل الإدارة الأمريكية للإفراج عنه. فض رابعة ويحمل محمد سلطان الجنسية الأمريكية، ويبلغ من العمر 27 عامًا، ودرس بالولاياتالمتحدة وحصل على بكالوريوس العلوم الاقتصادية من جامعة أوهايو، وعمل مديرًا للتطوير بشركة خدمات بترولية. وشارك محمد في اعتصام رابعة العدوية، وأصيب برصاصة في ذراعه أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس عام 2013؛ ليتم القبض عليه من منزل عائلته بالمعادي بعد إصابته ب 9 أيام فقط. محمد رغم كونه نجلًا لقيادي بما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إلا أنه لم يكن من قيادات الجماعة البارزة، بل إنه نفى عن نفسه الانتماء للجماعة في دفاعه أمام هيئة المحكمة بعد السماح له بالتحدث، وقال "إنه على الرغم من عدم وجود أي انتماءات سياسية أو حزبية له، إلا أنه يفخر كثيرًا بوالده صلاح سلطان"، مفسرا افتخاره هذا بأنه غرس داخله القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية. وكان من الممكن أن يصبح محمد متهمًا آخر من متهمي الجماعة الذين تم القبض عليهم عقب فض رابعة، إلا أن قضيته برزت على السطح في 26 يناير 2014، بعد رسالة وجهها للإعلام تزامنًا مع إضرابه عن الطعام قال فيها: "أنا مضرب عن الطعام علشان مش خايف من الموت إللي أصبح قريب، عايز أعيش حر أو أموت حر، وإذا كانت حياتي ثمن الحرية فغالي والثمن رخيص". سلطان الأب والابن وشهدت جلسات قضية "غرفة عمليات رابعة" العديد من المواقف الدرامية، كان أهمها دفاع "صلاح سلطان" عن ابنه، ومطالبته للقاضي بالإفراج عن محمد مقابل أن يتحمل هو الأحكام التي ستصدر ضد ابنه، وكذلك فقد تسرب إلى الإعلام رسالة صلاح إلى ابنه، يحدثه فيها عن خوفه من أن يلقى ربه بعد إضرابه عن الطعام، الذي كان قد وصل فيه إلى 300 يوم حينها، ويتذكر معه تفاصيل ميلاد محمد. الموت جوعًا وعلى مدى 25 جلسة لنظر قضية "غرفة عمليات رابعة"، كان محمد سلطان هو محط الأنظار، خاصة مع انتشار صوره بعد فقدانه للوزن وتعرضه لأزمات صحية، وظهر سلطان في أغلب الجلسات إما محمولًا على سرير متحرك، أو جالسًا على كرسي متحرك، كما انتشرت له صور مسربة بعد تعرضه للنزيف أثناء نومه؛ بسبب الإضراب الذي تضررت جراؤه أجهزة جسمه، خاصة أنه أصيب بثلاث أزمات قلبية أثناء الإضراب. وجاء في آخر تقرير طبي منشور له في يونيو 2014، أنه يعاني من "تضرر بوظائف الجسد الحيوية، وانخفاض عدد ضربات القلب، وهبوط في ضغط الدم، وجلطات بالرئة، بجانب الإصابة بالتسمم نتيجة زيادة معدلات الدواء في دمه، وإمكانية تعرضه للنزيف حتى الموت". الولاياتالمتحدة تتدخل وعقب الحكم على سلطان بالمؤبد، أعربت الإدارة الأمريكية عن "خيبة أملها البالغة حيال الحكم"، وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية "ماري هاف"، في بيان لها: "الحكومة الأمريكية تشعر بخيبة أمل بالغة، حيال القرار الذي أصدرته إحدى المحاكم المصرية بحق المواطن الأمريكي محمد سلطان"، مضيفة: "كما نشعر بالقلق حيال الحالة الصحية لسلطان، وطريقة اعتقاله". وتابعت: "نحن كأمريكا نجدد مناشدتنا للسلطات المصرية، إطلاق سراح سلطان لأسباب إنسانية، ونطالب الحكومة المصرية بإعادة تصحيح قرارها بشأنه". أسرته تعلن الإفراج وأكد عمر سلطان، شقيق محمد صلاح سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، المسجون والمضرب عن الطعام منذ أكثر من عام، أنه تم الإفراج عن شقيقه بعد جهود من الحكومة الأمريكية، وبعد تنازله عن الجنسية المصرية، موضحا أنه سيتم ترحيله على الفور إلى الولاياتالمتحدة. وكتبت العائلة بيانا أكدت فيه، أن محمد سيعود إليهم بعد عامين من السجن، بعد جهود طويلة من الحكومة الأمريكية؛ لتأمين ترحيل محمد سلطان. وجاء في بيان عائلة محمد سلطان على «فيس بوك»: "بفضل الله ومنته، يسرنا أن نؤكد أن محمد عائد إلينا بعد سجن دام سنتين بعد جهود طويلة، استطاعت حكومة الولاياتالمتحدة أن تؤمن ترحيل محمد إلينا، بعد صفحة سوداء دامت بِنَا وبمحمد". يذكر أن مصلحة السجون نفت الإفراج عن محمد سلطان، وأكدت أنه ما زال داخل سجن طرة.