أكد أيمن البيلى، الخبير في شئون التربية والتعليم، أن ما أعلنه وزير التربية والتعليم أن نسبة 50% من تلاميذ المرحلة الابتدائية أميون بمثابة كارثة. وأضاف أن منظومة التعليم في مصر منهارة من الداخل، وتابع: " علينا أن نعرف الأسباب التي تؤدى إلى تلك النتائج الكارثية في التعليم". وأشار البيلى خلال تصريحات خاصة ل"فيتو"، إلى أهمية تطبيق مشروع القرائية، وأكد أن ضعف المعلم وعدم قدرته مهنيا، والكثافة المرتفعة للفصول، وانعدام المتابعة الفنية وتحولها إلى متابعة ورقية شكلية وعدم استخدام أساليب قياس الأداء المتتابع وراء انتشار الأمية بين الطلاب. وأضاف أن من ضمن الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة هي الدروس الخصوصية حيث لا توجد رقابة ولا منهج علمى متبع ولا طرق تدريس ولا بيئة تعليمية متوفرة، كذلك إهمال التعليم الابتدائى من قبل الوزارة من حيث انعدام التطوير المهنى والتدريب لمعلمى تلك المرحلة والتعامل معهم على أنهم معلمون من الدرجة الثانية خاصة بعد إلغاء مدارس المعلمين وإحلال كليات التربية للتعليم الأساسى. وأوضح أن كل الأسباب السابقة مجتمعة، أدت إلى تلك الكارثة عبر سنوات طويلة من تراكمها، مشيرا إلى أن لغة التهديد والوعيد التي يطلقها الوزير في تصريحاته ضد معلمى تلك المرحلة لن تجدى إنما يجب وضع رؤية متكاملة ضمن إستراتيجية عامة للتعليم المصرى. وقال: "يجب أن نوضح أن هناك فارقا بين محو الأمية للكبار وبين تعلم اللغة العربية على أسس علمية للتلاميذ في بداية مراحل التعليم وبالتالى يمكن في إطار الإستراتيجية العامة منح الأولوية للتعليم الابتدائى من حيث عقد الدورات التدريبية الحقيقية وليست الورقية بشكل دوري ودائم وفق خطة زمنية موحدة على مستوى الجمهورية وعقد اختبارات جدية لقياس مدى استيعاب المعلمين لطرق التعلم واليات تطبيقها وتحقيق أقصى نتائج مستهدفة في ظل واقع التعليم المصرى". وتابع: " يجب تحفيز معلمى تلك المرحلة وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والحوافز النسبية، والاهتمام بالمدرسة وجعلها مدرسة جاذبة للتلميذ وتجهيزها لتناسب المرحلة العمرية بما فيها من محفزات وعوامل جذب، وإعادة النظر في الطرق التقليدية للتعلم في تلك المرحلة وفى مشروع القرائية والاستفادة من البحوث والدراسات المصرية في هذا المجال وإبداعات بعض المعلمين ورؤى منظمات ومراكز المجتمع المدنى في هذا المجال". وطالب بإعادة هيكلة الإدارة المدرسية وفق نظم الإدارة الحديثة وتدريب إدارات المدارس مهنيا والتأهيل سيكولوجيا لاكتساب القدرة على التعامل مع التلاميذ في تلك المرحلة العمرية.