في مجلة "صباح الخير" عام 1959 كتب مفيد فوزي مقالا تحت عنوان "موظف الدرجة الثامنة" يقول فيه: هو الموظف الصغير في دواوين الحكومة ومصالحها، وهم الأغلبية الساحقة من بين الموظفين، ونتساءل هنا كيف تتعامل الدولة مع هذا الموظف؟ إنه يعين بامتحان يعقده ديوان الموظفين من بين حملة التوجيهية والتجارة المتوسطة وهم من الفئة التي لم تستطع استكمال تعليمها لأسباب مادية أو كوارث عائلية أو فشل في التعليم، وأحيانًا يعمل الطالب الجامعى عمل حكومى ليتكسب الراتب الحكومى، وإن راتبه تسعة جنيهات، واذا أنجب أولادا فله علاوة 2 جنيه، وهو محروم من الترقيات التي نص عليها القانون 110 لسنة 1951 بحجة عدم وجود درجات، ولذلك تسمى هذه الفئة "الموظفين المنسيين". إضافة إلى ذلك يعانى موظف الدرجة الثامنة من سوء المكان الذي يعمل فيه، فأحيانا يعملون في بدرومات، كما أن التقارير السنوية لا تخلو من العامل الشخصى، فهو في النهاية كان مبنيًا على الاستلطاف أو ثقل الدم. أبعد ذلك نتساءل لماذا يتعامل موظف الدرجة الثامنة معاملة سيئة مع الجمهور؟ الحقيقة أن الروتين خلق طبقة من الموظفين يساعدون الروتين على تنفيذه، وأقول إن إلغاء الروتين سيضع الموظف المناسب في المكان المناسب.