اللغة والثقافة والمظهر تنهى الأزمة.. ومفاجآت بقائمة المستبعدين «ماسبيرو».. مبنى لا يعرف الهدوء، «الأسافين» تحاصره من الخارج وتنخر فيه من الداخل، القيادات لا تعرف النوم والمذيعون يحلمون باستقرار وظيفى غائب عنهم. قرار عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الصادر مؤخرًا بشأن إعادة تقييم مذيعى ومقدمى برامج التليفزيون أثار حالة من القلق الشديدة بين هذه الشريحة، وتحولت الاستراحات المخصصة لهم بالمبنى إلى مكان ل«الفضفضة»، فيما بينهم وإبداء مخاوفهم من أن تكون اللجنة خطوة أولى لهم في طريق ابتعادهم عن الشاشة. الأحاديث الجانبية بين المذيعين كشفت عن حالة من الاضطراب تسيطر على «الضعفاء مهنيًا وذوى القدرات الإعلامية المحدودة» منهم، والذين مكنتهم الوساطة من الوصول إلى الشاشة، ولذلك أعدوا عدتهم وقرورا مهاجمة «الأمير» ومباغتته بتسريب أخبار للصحفيين عن كون القرار «مذبحة» لهم، في إطار ما يسمى «الهيكلة». فريق آخر من المذيعين يرى أن الأمر عاديًا، ولا يخرج عن إطار تنفيذ اللائحة الخاصة بشئون العاملين بماسبيرو، وتحديدًا الفقرة الثالثة من المادة 45، التي تنص على أن يتم عمل تقييم دوري لمذيعى ومقدمى البرامج المرئية والمسموعة، ونقل غير الجيدين منهم إلى وظائف أخرى بذات المجموعة النوعية، ثم جاء قرار «الأمير» الصادر بموافقة كل الموجودين بمجلس الأعضاء المنتدبين بجلسة 7 أبريل الماضي. أبرز ما شمله قرار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون كان تشكيل لجنة من بعض رؤساء القطاعات بماسبيرو بجانب نخبة من أساتذة الإعلام لوضع معايير لتحديد استمرار المذيعين على الشاشة أو نقلهم إلى وظائف أخرى بمجموعتهم الوظيفية النوعية، والتي تبدأ بالمذيع، مرورًا بمقدم برامج، وأخيرًا معد برامج، ما يؤثر في المذيعين معنويًا وماديًا، بعد فشل استمرار البعض منهم على الشاشة. مصادر مطلعة أكدت ل«فيتو» أن عددًا من المعايير الصارمة تعتمدها لجنة متخصصة في اختبار المذيعين، خلال مرحلة التقييم المزمعة: (أولها) الإجادة التامة لقواعد النحو والصرف في التعامل مع اللغة العربية ومخارج الحروف، و(ثانيها) استبيان الثقافة العامة للمذيع في العديد من الأمور السياسية والاجتماعية، و(ثالثها) الشكل العام للمذيع على طريقة كشف الهيئة باختبارات الكليات العسكرية والأمنية. ولفتت المصادر إلى أنه بعد انتهاء الاختبارات الثلاثة السابقة، تضع اللجنة المختصة جدولًا بدرجات يتم تجميعها في النهاية لتعطى المذيع شهادة ضمان تسمح باستمراره بالعمل أو «كارت أحمر» يلقى به بعيدًا عن الشاشة الصغيرة نهائيًا. لكن الأزمة أن البعض استغل هذه الخطوات في الترويج إلى أن قرار «الأمير» سبب في استبعاد عدد من المذيعين، وتداولوا أحاديث فيما بينهم عن أسماء بعينها ربما يطالها القرار، وتفقد وجودها على الشاشة، وفى مقدمتهم «رغدة أبو ليلة، ونسمة السعيد، وراجية أبو الخير، وعصام الفرماوي، وأحمد وجيه، مدير قناة صوت الشعب»، كما شملت القائمة كل من «عزة عبدالحكيم، ومها عادل، ومنى مروان».