سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسباب ارتفاع مبيعات الروايات.. فاطمة البودي: قراءة فن الرواية تفتح الذهن على كتب أكثر عمقا.. «الفرماوي»: الكتب الأدبية وحدها لا تصنع مثقفًا حقيقيًا.. وعلي: الرواية تصقل ثقافة القارئ
مع تزايد أعداد دور النشر في العشر سنوات الأخيرة وزيادة عدد الكتاب الشباب، أدى ذلك إلى زيادة نسبة الإقبال على القراءة، خاصة من فئة الشباب. وتختلف نوعية الكتب الأكثر إقبالا من وقت لآخر حسب المزاج العام الذي يسيطر على جمهور القراء، ففى الثلاث سنوات الماضية كانت نسب الإقبال على قراءة الكتب السياسية كبيرة، بسبب الأحداث التي مرت بها مصر من ثورتين متتاليتين، أما في الوقت الراهن فاتفق الناشرون على أن الكتب الأدبية تأتى في المقام الأول من حيث الإقبال. واستطلعت "فيتو" آراء الناشرين في تصنيفهم عن أكثر الكتب إقبالا من جمهور القراء والتي تحقق "بيست سيلر" ضمن مبيعات المكتبات. الإقبال على الروايات وقالت الناشرة فاطمة البودى، مدير دار العين للنشر والتوزيع: " إن الروايات تأتى في المقام الأول من حيث الإقبال من جمهور القراء، لا سيما في تلك الفترة والتي تشهد مجموعة من الجوائز الأدبية الرفيعة كجائزة البوكر وال«كتارا» التي ستعلن في الأسبوع المقبل تقريبا، وتأتى كتب الدراسات الفكرية في المركز الثانى من حيث إقبال الجمهور بعد كتب الروايات". وأضافت فاطمة البودى أن الإقبال على الأعمال الادبية في الوقت الحالى يأتى بسبب انصراف الجمهور عن قراءة الكتب السياسية في الوقت الراهن، وقالت "نحن أصبحنا نعيش في السياسة"، فيحاول القارئ تغيير المزاج العام باللجوء إلى الكتب الأدبية، وذلك بعكس السنتين الماضيتين، حيث كان الإقبال على الكتب السياسية رائجا ويأتى في المقام الأول. وتابعت فاطمة البودى أن الاعتكاف على قراءة "الروايات" كنوع واحد من أنواع الكتب دون غيرها من فروع الثقافة، لا يصنع مثقفا بحق وإنما المثقف الحقيقى هو من يعرف "شيء عن كل شيء"، وأكدت أن قراءة "فن الرواية" مفيد جدا للقارئ المبتدئ فهو يفتح ذهنه على أنواع أخرى من الكتب مثل الكتب الفلسفية أو التاريخية، وضربت مثالا برواية "شوق الدرويش" للكاتب السودانى حمور زيادة. وأشارت إلى أنها تفتح ذهن القارئ على التعرف أكثر على تاريخ الثورة المهدية في السودان والاطلاع على الكتب التاريخية، وقالت: "فالفيصل هنا الرواية الجيدة دون غيرها". الكتب الأدبية وقال مصطفى الفرماوي، مدير تسويق مكتبات الشروق: " إن الكتب الأدبية بما فيها الروايات والقصص القصيرة والدواوين الشعرية تأتي في المقام الأول من حيث الإقبال في الوقت الحالي؛ ويأتي ذلك بسبب وجود دور نشر في الفترة الأخيرة متخصصة في نشر الكتب الأدبية فقط، تليها الكتب التاريخية ثم التراجم ثم تأتي الكتب السياسية". وأضاف الفرماوي، أنه بالرغم من انتشار دور النشر في الخمس سنوات الأخيرة بصورة كبيرة ووجود عدد كبير من الأقلام الشابة، وهذا شيء مفرح، إلا أن هناك ملاحظة أن نسبة كبيرة من تلك الأعمال الجديدة لا ترقى لمستوى النشر. وتابع الفرماوي، أن الاعتكاف على قراءة نوع واحد من الكتب مثل الكتب الأدبية لا يصنع مثقفًا حقيقيًا خاصة الشاب الذي يطمح أن يصبح كاتبًا؛ فالمثقف الحقيقي لا بد أن يصنع لنفسه ذخيرة حقيقية من المعرفة، وهذه المعرفة لا تأتي فقط من الروايات؛ لأن نسبة كبيرة من الروايات الجديدة سطحيه جدًا ومتخيلة، فعلى المثقف الحقيقي أن يتعمق أكثر في الكتب التاريخية والسياسية والإسلامية. وواصل الفرماوي، أن هناك كثيرا من الكتاب تمثل كتبهم الأعلى مبيعًا، وعليهم إقبال كبير من جمهور القراء منهم من كُتَّاب دار الشروق أحمد مراد، وحسن كمال، ويوسف زيدان، وعلاء الأسواني، ويسري فودة، وأحمد خالد توفيق، ومحمد حسنين هيكل، ومن دور النشر الأخرى محمد صادق، وحسن الجندي، وأشرف العشماوي، وشريف عبد الهادي، وشريف أسعد، ومحمد عبد الرازق وغيرهم. وقال موسى على، المستشار الإعلامي للدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع: " إن جمهور القراء أصبح في الفترة الأخيرة يفضل قراءة نصوص "الروايات" أكثر من غيرها، من أنواع الكتب الأخرى وتأتى في المرتبة الثانية الكتب السياسية، تليها الكتب الفكرية والتي تشمل كتب التنمية البشرية والكتب الفلسفية والاجتماعية، ثم تأتى الكتب التاريخية في المرتبة الرابعة، وأخيرا تحل الترجمات في المرتبة الرابعة". أضاف على، في تصريحات خاصة ل "فيتو" أن سبب الإقبال الكبير على قراءة الروايات هو أن الهوى العام يتجه في الفترة الأخيرة لقراءة النص الروائى لما يحويه من أسلوب شيق وجميل ومعلومات بشكل خيالى تدمج الواقع بالخيال ويكون للمؤلف فكر ولغة يعطيان ثقلا للنص الروائى. وتابع على، أن النص الروائى مفيد ويثقل ثقافة القارئ المبتدئ ويكسبه ب"مفاتيح القراءة" وتعد الروايات مدخلا رائعا للإقبال على الكتب الأكثر ثقلا مثل الكتب السياسية والفلسفية. وواصل على، أن القراء يقبلون بكثرة على كتاب الدار المصرية اللبنانية أمثال إبراهيم عبد المجيد ومكاوى سعيد وأشرف العشماوى ورشا سمير ونور عبد المجيد، والتي تمثل كتبهم "البيست سيلر" لأفضل كتاب الدار.