تناول متحدثون في ندوة قيم الهوية الرقمية وأثرها في مستقبل الطفل، العالم الرقمي أو الافتراضي، والعالم الحقيقي، وكيف يؤثران في عالم الطفل وحياته ومستقبله، على اعتبار أن للعالم اليوم في ظل التقدم التكنولوجي الكبير وجهه الرقمي المهيمن على كافة وسائل الحياة، بما يمكن القول معه بأن هويتنا الإنسانية بشكل عام تصطبغ بالهوية الرقمية التي تؤثر في الحياة المستقبلية، للإنسان عمومًا، وللطفل الناشئ بشكل خاص، وشارك في الندوة التي عقدت في ملتقى الأدب، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته السابعة، د. شهيرة خليل، وأمل فرح، وجون دوجيرتي، وأدار الندوة محمد الحوسني. و عرضت الدكتورة شهيرة خليل، بعض ملامح تجربة مجلة سمير للأطفال المستمرة في الصدور المنتظمة بمصر منذ عام 1956، حيث كانت تصدر حينها ولعقود عديدة بطريقة تختلف كليًا عن طرق وتقنيات اليوم في ظل التقدم التقني الكبير، وكانت المجلة زاخرة بالإبداع والتميز، تعتمد كليًا على العمل اليدوي، لكنها تتميز أيضًا بدرجة عالية من الدقة والإتقان، وتفوح منها المشاعر الإنسانية، وفي كل لون أو خط أو كلمة، يشعر القارئ والمتابع بالحس الإنساني فيها، وقالت: "أنا أميل على ما هو غير رقمي، وأُفضّل كل ما هو يدوي، فهو إنساني، والأطفال يحتاجون لذلك". وقال جون دوجيرتي، الهوية الرقمية فيما أعتقد هي الشخص الذي تمثله في العالم الرقمي، لافتًا إلى أن هذا العالم الرقمي اليوم أصبح عالمًا حقيقيًا وليس افتراضيًا لحد كبير، مشيرًا إلى ضرورة متابعة وتوجيهه الطفل أثناء تصفحه على الإنترنت. وأكد: بكل الأحوال لا بد من الحذر في استخدامات العالم الرقمي خصوصًا بالنسبة للطفل، بالإضافة إلى عدم مكوث الطفل فترة طويلة يوميًا مع عالمه الرقمي، ومهما بلغنا من تطور وتقدم، ما زلنا نحتاج إلى الكتاب ولمسة الكتاب، مؤكدًا أن الهوية الرقمية ليست شيئًا سلبيًا، لكن يجب أن نحذر منها، خصوصًا أن الطفل يتعلم بشكل أفضل في الحياة الحقيقية. وعرضت أمل فرح تجربة مجلة ميكي منذ عشر سنوات حتى اليوم، وكيف تحرص المجلة على اللغة العربية الفصيحة، لافتة إلى أنه لا حدود بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي في المجال الثقافي، وقد تكون مثل تلك الحدود حاضرة في المجال التعليمي، وأشارت إلى أن العالم الرقمي وما يقدمه لنا، ليس أكثر من وسيط معرفي يمكن اللجوء إليه والاستفادة منه، ومع ذلك ما زال الكتاب والمجلة أفضل بمراحل.