استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي لحماية كوكب الأرض، نيكولا هيلو، والوفد المرافق له. وأكد، نيكولا هيلو، أنه مكلف من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناقشة التحديات على كافة المستويات العالمية السياسية والدينية والأخلاقية في هذه المرحلة المهمة من التاريخ. وقال هيلو:"إن النشاط الإنساني على كوكب الأرض بدأ يسبب خطرًا على الإنسان، وهو مصدر ضرر وقلق كبير يطال السكان على كوكب الأرض"، موضحًا أن المجتمع الدولي بدأ يدرك مشكلة التغيرات المناخية، لكنه لم يتوصل حتى الآن لحل لهذه الأزمة التي تشكل صعوبة في التعامل معها. وطلب مبعوث الرئيس الفرنسي من الإمام الأكبر المشاركة بفاعلية كبيرة في مناقشة أزمة التغيرات المناخية على المستوى العالمي من خلال المؤتمر الذي ينعقد بباريس في ديسمبر 2015م وكذلك قمة الضمير التحضيرية لهذا المؤتمر التي تنعقد 21يوليو القادم، باعتبار أن الأزهر مسموع الصوت في العالم كله، ويمكنه أن يزيد الوعي بخطورة هذه المشكلة، وأهمية الحفاظ على كوكب الأرض دينيًّا وأخلاقيًّا. ورحَّب الإمام بمبعوث الرئيس الفرنسي، والوفد المرافق له، في رحاب الأزهر، مؤكدًا أن موضوع التغيرات المناخية أمرٌ جدُّ خطير، ويحتاج إلى تضافر جهود الحكماء لمنع تدهور الأوضاع المناخية على الكون بما يضر بالإنسان ذاته. وأضاف أن الدين الإسلامي لا يتعامل مع الكون على أساس أنه جماد أو ينظر إليه نظرة مادية، وإنما ينظر إليه على أنه كائن حي يعبد الله ويسبحه ولكن الإنسان لا يفقه هذه العبادة وهذا التسبيح، قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) موضحًا أن النصوص القرآنية تحمل الإنسان نتيجة فساد هذا الكون في البر والبحر،قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). وقال الإمام الأكبر: "إن الأزهر سيقوم بدور فعَّال يوضح من خلاله كيفية تعامل الإنسان مع هذا الكون، الذي كان للحضارة الغربية عليه أثر سلبي، مقدما الشكر لفرنسا على تنبهها لهذه المشكلة، وريادتها في البعد الإنساني".
