أقامت مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية بعمان، أمسية شعرية، أول أمس، للشاعر الكبير أدونيس، في مقر المؤسسة، وقد فتحت الأمسية الجدال على مصرعيه حول أهمية الأمسية في استضافة شاعر كبير بحجم أدونيس، لإلقاء بعض من قصائده القديمة، فيما اعتبر محبو أدونيس أن أهمية الأمسية تكمن في استضافة الشاعر نفسه وليس قصائده. وقرأ أدونيس في أمسيته قصائد من ثلاث مراحل من تجربته الشعرية القصيدة الأولى التي قرأها هي "مقدمة لملوك الطوائف" المنشورة في ديوان "وقت بين الرماد والورد" مطلع السبعينيات، اما القصيدة الثانية التي فهي "الوقت" من ديوانه الحصار الصادر العام 1985 والقصيدة الثالثة والأخيرة من ديوانه "تاريخ يتمزق في جسد امرأة". وقال وزير الثقافة الأسبق مدير مؤسسة وتر للثقافة والإبداع، جريس سماوي، خلال الأمسية التي قدم فيها الشاعر؛ "ادونيس شاعر متمرد وثائر على ما هو ثابت ومتحول يسعى لتجديد ذاته واكتشافها، كما واستعرض سماوي سيرة ادونيس ونشأته الادبية والشعرية وأهميتها العالمية مؤكدا أن الادونيسة اصبحت مدرسة في الشعر. وأشار سماوي إلى أن الشاعر الذي اختار من الأسطورة السورية القديمة اسمه الأدبي "أدونيس"، نشأ في قلبه حب سورية الطبيعية وكتب وفي قلبه حب الإنسان والعالم، هو جدلي بامتياز، لافتا إلى أن أدونيس منذ وقفته الأولى أمام الشعر ووقفته الثانية أمام السياسة والحزب ودخوله السجن بسبب ذلك حتى محطته التاريخية في مجلة الشعر هو ويوسف الخال في العام 1957، ومجلة مواقف في العام 1969، وهو يبحث في ذاته الإنسانية وذاته القومية من أجل أن يصوغ القصيدة الجديدة. وقال سماوي إن ادونيس حصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية مرشحا لجائزة نوبل للآداب، كما وأكد أن ادونيس رفع الشعر العربي من الغنائية إلى الحدس المعرفي. يذكر أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل، فمنذ ديوانه أغاني مهيار الدمشقي، استطاع بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبدًا عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. كما استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحدًا من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية.