سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«هيكل»: «قلت للسيسي انسى العواجيز».. القوة العربية المشتركة لن تحل أزمات المنطقة.. نرتكب خطيئة تاريخية بإشعال الفتنة بين السنة والشيعة.. مصر ملتزمة بأمن الخليج وباكستان تعاني أزمة فقدان الهوية
أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن الأزمة في المنطقة العربية من الأزمات المتجولة التي لا تنحصر في موقع معين. وأوضح هيكل، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدى، في حواره « مصر أين ومصر إلى أين؟ » على فضائية «سي بي سي»، أن القمة العربية واجهت مأزقًا عقب عاصفة الحزم لأن الفعل سبق الاجتماع، مؤكدًا أن «المؤتمر لم يكن كما تعودنا أن نراه وإنما كان إعلان مواقف». وأضاف أن خطاب الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالقمة، أعاد إلى ذهني عبارة السياسي المصري، مكرم عبيد، «انقضوا أو نفضوا». عاصفة الحزم وأكد أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، كان يريد أن يبلغ قادة الخليح، بحضوره القمة الاقتصادية، برسالة مفادها، أن هناك تغييرًا جذريًا في سياسة الولاياتالمتحدة، تجاه إيران. وأشار إلى أن قادة الخليج، يرون أن العدو الحقيقي هو إيران ومن وراءها الشيعة وأن هذه هي المعركة، مؤكدًا أن عاصفة الحزم قامت بها أطراف ضاقت بها حبال الصبر، وقررت أن تتصرف على مسئوليتها. القوة العربية المشتركة وأكد أن القوة العربية المشتركة لا تزال من مفردات الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن ما يجري في المنطقة العربية يقتضي تصرفات مختلفة تواكب التطورات العالمية الحالية، فقد حدث هناك انتقال ضخم في الإستراتيجية العالمية بأكملها ونحن غير منتبهين لها. وأضاف: «أعتقد أن القيادة الموحدة، قد لا تحل شيئًا ونحتاج إلى دراسة مسرح العمليات، فالسلاح قد يلعب دورًا لكن لن يحل كل مشكلة". الأزمة اليمنية وأكد هيكل، أن الدول العربية لم تؤلف جيشًا مشتركًا بعد، وكل ما نراه من التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن مجرد ضرب بالطيران، مشيرًا إلى أن القوة المشتركة أمامها 6 أشهر حتى يتم تكوينها. وأضاف أن ما يجري في اليمن فوضى ليست جديدة، بل هو تداعيات لنحو خمسة عقود، مؤكدًا أن الأوضاع القبلية وصراعات السلطة في اليمن، تجعلنا نفكر في بدائل أخرى قبل استخدام السلاح. القوة العربية المشتركة وأوضح أن القوة العربية المشتركة هي من مفردات الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن القوة العربية المشتركة القديمة، كانت تحارب دولة معروفا قوتها، وهي إسرائيل أما اليوم، نحن لسنا أمام جبهة واضحة أو طرف محدد. وأكد أنه يجب أن تتضح لدينا ما ميادين القتال، وأن ندرك مواقع الحرب جيدًا، مؤكدًا على نحو آخر، أن الممرات البحرية الكبرى، ك «باب المندب»، أكبر وأخطر من أن تتولى القوى المحلية حمايتها. الاتفاق النووي مع إيران أشار إلى أن المفاوضات حول الشأن النووي الإيراني شديدة التعقيد، وكان مفاجأة أن تتوصل الدول الكبرى مع إيران، إلى اتفاق إطاري، حول هذا الملف، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي كان واضحًا أنه يدافع عن هذا الاتفاق بنفسه. السنة والشيعة وقال هيكل، إن مسمى «عاصفة الحزم»، يحمل تناقضًا كبيرًا، مشيرا إلى أن العاصفة، لا تنطوي على شيء، والحزم يحتاح إلى تأن. وتابع "أعتقد أننا نرتكب خطأً يكاد يكون خطيئة تاريخية وهي الفتنة بين السنة والشيعة"، مشيرًا إلى أن نسبة الشيعة في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، كبيرة وعلينا أن نتدبر في هذه الصراعات. التفاهم مع إيران وأكد أن الصراع مع الشيعة يؤدي إلى تقسيم العالم العربي، حتى في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن منطقة القطيف، يسكنها الشيعة وأن إيران، مثلها مثل باقي الدول لها طموحات ومطامع وقد تحتك ببعض الدول من أجل مصالحها، مشددًا على ضرورة أن نلتقي مع إيران، على أرض مشتركة بالتفاهم، مشيرًا إلى أن إيران، بلد قوي في الإقليم، ولها القدرة على التقسيم. التعاطف مع «إيران» نفى هيكل، أن يكون متعاطفًا مع "النموذج الإيراني"، مؤكدًا أن تعاطفه مع إيران، كدولة وأضاف:"إيران تمثل لي جزءًا من شبابي، وأول كتبي كان (إيران فوق البركان). أكد: "اهتمامي بإيران، كان من منطلق اهتمامي بالشرق الأوسط، حيث لم يكن لدى معلومات عن إيران"، مشيرًا إلى أنه كون صداقة مع شاه إيران، والخوميني. وأضاف: «هناك فرق بين أن أكون منبهرًا بإيران، واهتمامي بها لأنها ضمن معارفي». بؤرة الصراع العالمي المقبلة وقال هيكل، إن العصر الثاني للإستراتيجيات العالمية كان يهتم بالمضايق، والآن أصبح يهتم بالمرتكزات. وأشار إلى أن بؤرة الصراع، انتقلت من البحر الأبيض، ثم البحر الأحمر، كاشفًا عن بؤرة الصراع المقبلة، وأنها ستكون بين أمريكا، والصين. وأكد أن مواجهة الولاياتالمتحدة، مع الصين، تقتضي منها أن تطل على مناطق المرتكزات في باكستان وتركيا وإيران. نصيحتي ل «السيسي» وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحول من رئيس الضرورة إلى رئيس الاختيار، لكن الحقائق التي تواجهه لا تزال موجودة، وما زال يواجه إرهابا ووضعا اقتصاديا مختلا، ووضعا اجتماعيا يحتاج إلى تعديل وشباب يحتاج إلى احتواء. وأضاف قلت للرئيس السيسي: «انسي العواجيز عندك شباب ينفذ هذا الأمر، أنا مش هكمل معاك، لأني في سن الرحيل»، مؤكدًا «نحتاج إلى فريق بالمؤسسة الرئاسية لديه القدرة على رصد ومتابعة المتغيرات التي تجري في العالم». أمن الخليج وأكد أن أمن الخليح جزء لا يتجًزأ من الأمن المصري، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد هذا الأمر مرارًا. وقال إن الخليج مسألة مهمة لأنه منبع ثقافي وامتداد حضاري واقتصادي هامين للغاية، مضيفًا أن الأزمة التي تواجهنا هي أن خططنا لم تظهر بعد، ويجب أن تطمئن السياسة المصرية الخليج. وأشار إلى أن باكستان، تعاني من أزمة فقدان الهوية ولا تزال تبحث عن تاريخ لها، مستبعدًا أن تكون زيارة وزير الدفاع الفريق صدقى صبحي، مؤخرًا لباكستان، للتنسيق للتدخل البري في اليمن، وذلك لأن باكستان نفت بنفسها احتمالية أن تتدخل بريًا. وأكد في ختام حديثه، أن "من واجبنا أن نعرض على الرئيس، ما لدينا من أفكار لحل الأزمات وعليه أن يختار بدائله".