عزيزى القارىء لا تتسرع في الحكم على الآخرين قبل أن تعرفهم جيدًا فالظل لا يعكس دائمًا الحقيقة...!!! فهل تستمتع أحيانا بمشاهدة الآخرين والحكم عليهم، فكر قليلًا قبل أن تجيب. فأحيانًا يجد الإنسان منا نفسه يشاهد الآخرين مطلقًا أحكامًا بناء على مظاهرهم وأشكالهم الخارجية..أحيانًا تجد نفسك تقف في شرفة منزلك ترى الآخرين يمشون في الشارع يتحدثون مع بعضهم البعض وأحيانًا يتشاجرون إنه حقًا شعور رائع وآثم في الوقت ذاته ربما لأن كل الآثام تكون غالبًا مقترنة بالمتعة.. متعة أن تراقب الآخرين وتصدر أحكامك النهائية على شكلهم الخارجى بشكل لا إرادى وأحيانًا تكون مجحفة الظلم ولكنك غافل عن حقيقة لا مفر منها وهى أنك بينما تراقب الآخرين فهناك آخرون أيضًا يراقبونك وبينما أنت تطلق على الآخرين أحكامك النهائية من زاوية رؤيتك الضيقة فهناك أيضًا وربما في نفس اللحظة من يطلق عليك أيضًا أحكامًا سطحية ونمطية أحكامًا ربما لم تكن تخطر على بالك في يوم من الأيام ومن المنطقي وقبل أن تحكم على الغير وتبدي رأيًا أن تكون مدركًا لما أنت مقبل عليه فالحكم على الغير ليس بالأمر السهل أو اليسير الذي يمكن أن يتصوره البعضس منا بل إن ظن أحدكم عك ذلك وأنه سهل يسير فإن ظلمًا كبيرًا يقترفه صاحب الرأي بحق من يحكم عليهم قبل أن يكون ظلمًا بحق نفسه فاعلم قبل الخوض في مسألة الحكم على الغير يجب أن تكون أنت الأفضل أو الأعلم أو الأقدر في المجال الذي أنت بصدد الحكم على الآخر فيه فإن كنت تريد أن تحكم على غيرك في أخلاقه المتدنية مثلًا فالمنطق يتطلب منك ها هنا أن تكون أنت أرقى أخلاقًا منه وأرفع. وإن كنت تريد الحكم على علمه سواء أكان علمًا دنيويًا أم دينيًا فالمنطق نفسه يتكرر أيضًا بالنسبة لك فلابد أن تدرك جيدًا جميع أبعاد وجوانب وظروف الشخص فليس من المنطق في شيء أن تحكم على إنسان ما بأنه كسول وغير فعال في عمله مثلًا وأنت لا تدري ما الذي دفع به إلى التكاسل أوالخمول فهناك الكثير من النماذج في الحياة لا يمكننا سردها فنتسرع في الحكم عليها قبل أن نتفهم الأمر من كافة جوانبه وتبعًا لذلك تحدث من المشكلات وسوء الفهم الكثير فتجنب أيضًا عزيزى القارىء أن تحكم على شعب ما في أخلاقياته وأفعاله أو سلوكياته من قبل أن تعاشره وتتعرف على تفاصيل حياته ويومياته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.