طلب مرسى مقابلة عاجله مع المرشد بحضور الشاطر والعريا ن والبلتاجى والكتاتنى وقنديل وقام مكتب الإرشاد بالاتصال بالجميع وطلب منهم الحضور على وجه السرعة، مما أثار الخوف فى نفوسهم على أن يكون المرشد بديع قد أصابه مكروه، فهرولوا جميعا بسيا راتهم نحو مكتب الإرشاد بالمقطم تحت جنح الليل وظلامه الدامس، وما أن وصلوا إلى المبنى حتى رأوا سيا رة مرسى فازدادت مخاوفهم على المرشد ودخلوا مسرعين ليجدوا المرشد جالسا ومرسى وعلامات العبوس مرتسمة على وجهه الشاطر: خير يا مولانا وكبيرنا ومرشدنا. المرشد: خير إن شاء الله بس الأخ مرسى متضايق شوية وأعصابه تعبانة، قلت أتصل بيكم نخفف عنه شوية ونتحاور. العريا ن: نتحاور 3 الفجر؟ البلتاجى: ده شرف لينا يا عريان إننا نقابل فضيلة المرشد من غير ميعاد ولو 5 الفجر إحنا ورانا إيه يعنى غير راحة ورضا المرشد عننا. المرشد: وأنت يا كتاتنى مش عاوز تمسح جوخى؟ الكتاتنى: ده أنا أمسح جزمة معاليك وأفتخر وأزداد شرف. المرشد: إيه يا قنديل مش عاوز تقول حاجة ولا حتنقطنا بسكاتك؟ قنديل: اللى فخامتك تأمرنى أقوله حقوله أنا رهن إشارتك. المرشد: اسمعونى يا أولاد أخونا مرسى عاوز يقول لنا كلمتين لازم نسمعهم ونريحه فاهمين؟ الجميع: فاهمين. المرشد: الميكرفون معاك يا مرسى خد راحتك فى الكلام وما حدش حيقاطعك اتفضل. مرسى: انتوا لبستونى فى حيطة أنا كان مالى بحكم مصر أنا كان كفاية عليا أحكم على أهل بيتى. المرشد: أنت أهل لها يا مرسى. مرسى: أهل مين يا با ده الناس كلت وشى من حكاية أهلى وعشيرتى. خيرت: ما لك يا مرسى أنت واعى بتقول إيه وبتكلم مين؟ مرسى: أيوه واعى يعنى حكون بكلم مين على بابا والأربعين حرامى. وخيم الذهول على الحضور وتكتم الكتاتنى ضحكة كادت أن تخرج منه حتى لا يعيب عليه أحد واقترب قنديل من مرسى ووضع يده على جبهته وقال: ده حرارته عالية جدا ده محموم بيهذى. مرسى: حللتها يا أبو العريف لما أنت فالح كده خليت البلد أكلت وشى ليه من فشلك الذريع يا فاشل أنت تبقى رئيس وزراء ده أنت كبيرك حلاق صحة. لم يستطع الكتاتنى إمساك ضحكته هذه المرة وخيرت أيضا راح يضحك والمرشد يبتسم فى غيظ. قنديل: أنتوا قولتولى حاجة أنا ما عملتهاش أنا بربط الحمار مطرح ما يعوز الحمار. هنا ضحك الشاطر والمرشد والكتاتنى. العريا ن: إحنا جايين هنا باليل علشان نهزء بعض ولا علشان أمر جلل. مرسى: نقطنا بسكاتك وبلاش الحنجورية دى البلتاجى: الريس لازمة دكتور. مرسى: إيه يا سعادة الأميرالاى ولا القاى مقام بقى عاوز تشرف على الداخلية عاوز تبقى وزير داخلية مرة واحدة وماله مش عيب الأحلام مفيدة برضه ابقى اتغطى كويس يا بلتاجى علشان ما تستهواش وتاخد برد تانى وتحلم إنك تمسك مكانى ولا مكان المرشد. المرشد: اهدوا من فضلكم أنا صحتى ما تستحملش المهاترات دى خلونا نعرف نتفاهم أنت عاوز إيه يا مرسى. مرسى: أنا عاوز أسيب الحكم. خيرت: ده فعلا اتجنن ولازمه واحد دكتور. مرسى: أنا اتجننت لما وافقتكم إنى أرشح نفسى مكان الشاطر مصر مش كوم حمادة ولا كفر شكر مصر بلد بحالها مصر مشاكل أنا فى غنى عنها الشعب بقى يطيق العما وما يطيقش الإخوان. قنديل: الصبر يا أخ مرسى الصبر. مرسى: أنت بالذات ما تتكلمش تسكت خالص وقال إيه أنا حاططلك حراسة تحت بيتك أنا من بكرة حرفعها وعلى الله الشعب يقطعك وأرتاح منك. خيرت: عينى رئيس وزراء وبعد كده ممكن تتنحى وأنا أستلم البلد منك ويا دار ما دخلك شر. مرسى: رئيس وزراء؟ ده أنا لو عملت كده مش حيمنع المصريين عنى لا شرطة ولا جيش حيغتالونى فى ثوانى. المرشد: حتبقى اتكتبتلك الشهادة يا أخ مرسى. مرسى: انت مين؟ مين اللى بيتكلم؟ العريا ن: يا جماعة مرسى شارب حاجة حد إداله حاجة لازم يفوق ده مش عارف فضيلتك. مرسى: أنا فعلا شارب.. شارب منكم ومستوى سيبونى فى حالى بقى وحلو عن سمايا ولو ما عملتوش اللى أنا عايزه وخلتونى أسيب الحكم، وحياة عبد الله أقبض عليكم بكرة الصبح وأرجعكم المعتقالات من تانى فاهمين. خيرت: ماشى يا مرسى استهدا أنت بالله وروح نام فى بيتك جنب عيالك والصباح رباح وإحنا حنحلهالك. وينصرف مرسى إلى بيته وينظر الجميع إلى المرشد. الشاطر: مرسى مش حينفع معاه غير الخطة «لازم نضحى بالجنين علشان الأم تعيش». - قام مرسى ليأخذ سبحته فانتفض وصرخ حيموتونى ليجد أم أحمد بجواره تربت على رأسه. أم أحمد: خير يا مرسى مالك كفى الله الشر كنت بتحلم؟ مرسى: حلم إيه ده كابوس ربنا يستر هى كده خربانة خربانة.