سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. «التعليم ضد الأمن القومي».. لجنة «الرافعي» تحذف دروس «صلاح الدين» وتلغي الرسم.. إعادة صياغة لدروس تعامل النبي مع «يهود بني قريظة».. وإلغاء 4 دروس عن «الرافعي والعرب وأبو هيف»
وكأنها وزارة تجارب أو كتلة أدوار بلا عقل يديرها، عن «التعليم» قُل ما تشاء، ما دام «فلتر وزيرها الجديد مخروما»، فلا تطوير للمناهج يحدث ولا حذف للحشو يتم بموضوعية. العشوائية وعدم الرقابة بشجاعة، قرر الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، المرور من عنق الزجاجة بحذف أجزاء لا فائدة من وجودها بمناهج بعض الصفوف الدراسية، وبقدر أهمية الخطوة إلا أن العشوائية وعدم الرقابة حول خطوة الوزير «نكتة» جديدة تضم إلى نكات أخرى داخل الوزارة. مناهج التاريخ ويتعامل الكثيرون مع التاريخ على أنه صورة من صور «اللغو» و«الحواديت» التي لا طائل من ورائها، ويرددون الشعار الشهير «اللي فات مات»، بهذه العبارة عبر الخبير التربوي الدكتور سعيد إسماعيل على، على فوضى التعامل مع الأحداث التاريخية من خلال المناهج الدراسية المقدمة لطلاب المدارس، وهو نفسه الخبير الذي سخر من الدروس التي حذفتها الوزارة مؤخرًا بشكل عشوائي تحت ذريعة تنقيح المناهج من أفكار التطرف والعنف والحشو والتكرار. فما حذفته وزارة التربية والتعليم من منهج التاريخ للصف الثاني الثانوي، يؤكد أن الأمور لم تتم عن دراسة كافية، وأن الغرض من الحذف هو إرضاء الوزير الحالي الدكتور محب الرافعي الذي جاء إلى الوزارة مقتنعًا بفكرة أن المناهج الدراسية تحتاج إلى تطهير وتنقيح، فقامت اللجنة التي شكلها بحذف الصفحات "48، 49، 54، 56، 63، 64، 69، 74، 80"، واستبدال كلمة المدينةالمنورة في الكتاب نفسه ب''يثرب''، أما الكارثة الكبرى فتمثلت في تعديل صياغة الفقرة الأخيرة من صفحة 45 من منهج التاريخ، وكان نصها "توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يهود بنى قريظة وحاصرهم فحكم فيهم سعد بن معاذ بأن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وتقسم أموالهم فنفذ الرسول صلى الله عليه وسلم حكم سعد رضي الله عنه، فيهم، وبذلك تخلص الرسول من الطائفة الثالثة لليهود بالمدينة، بسبب غدرهم وخيانتهم". وأصبحت الفقرة بعد التعديل "تخلص الرسول صلى الله عليه وسلم من يهود بني قريظة بعد أن حكم فيهم سعد بن معاذ رضى الله عنه، وذلك بسبب غدرهم وخيانتهم"، دون ذكر كيفية التخلص منهم. الوزارة تسير عكس التيار ما حدث في المناهج الدراسية منذ تولى الدكتور محب الرافعي مسئولية الوزارة، ويؤكد أن "التعليم" تسير عكس التيار، ففي الوقت الذي تحشد فيه الدولة كافة أجهزتها ومقدراتها لبناء الشخصية المصرية وتنمية دوافع الولاء والانتماء لدى الصغار والكبار، نجد وزارة التربية والتعليم قد قررت ضمن سلسلة محذوفاتها حذف وحدة "الهوية والانتماء" من منهج اللغة العربية للصف الأول الإعدادي، والتي تضم 4 دروس، الأول عن مصطفى صادق الرافعي، والثاني بعنوان "أمة العرب" وهو الدرس الذي يهدف إلى تعليم الطلاب الامتداد العربي لمصر، ورغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل مساعي حثيثة لتقوية العلاقات بين مصر وشقيقاتها العرب باعتبار أن هويتنا عربية، نجد وزارة التربية والتعليم لها رأي آخر حيث وجدت في تدريس درس عن الأمة العربية وتضافرها شيئا من اللغو والحشو وأفكار التطرف وفقًا للبيان الصادر عن الوزارة الذي بررت به حذف هذه الدروس. وأيضًا من الدروس المحذوفة ضمن وحدة "الهوية والانتماء" موضوع عن الرموز الرياضية العربية ومن هؤلاء السباح العالمي عبداللطيف أبوهيف وهو درس يهدف إلى تعريف الطلاب بنماذج مشرفة في الوطن العربي، ويبدو أن الوزارة رأت أن العصر الحاضر به ما يكفي من الرموز فالطلاب لا حاجة لديهم لكي يعرفوا نماذج مشرفة كعبد اللطيف أبوهيف، فيكفيهم مثلًا أن يتعلموا القدوة من "عبده موتة". وفي منهج اللغة العربية للصف السادس الابتدائي، قررت الوزارة حذف درس "أهلًا وسهلًا" من الوحدة الأولى، وهو درس يهدف في الأساس إلى تعليم الطلاب آداب الزيارة، وكيفية الترحيب بالضيف وهي واحدة من القيم التي باتت مهددة في ظل انتشار ظاهرة تدني مستوى الأخلاق في الشارع في مصر، لكن "التربية والتعليم" رأت أن طلاب المدارس في المرحلة الابتدائية لن يستفيدوا شيئًا من معرفة آداب الزيارة؛ لأن معرفة ثقافة أغاني المهرجانات ربما كانت أولى وأهم بالنسبة لمسئولي التعليم. وتنجح وزارة التربية والتعليم في الاستمرار في اتباع سياسات التناقض، ففي الوقت الذي تنفق فيه ملايين الجنيهات على مشروع دمج الموسيقى في العملية التعليمية من أجل تنمية مواهب الطلاب وتعليمهم، وكذلك تنفق الملايين على مهرجان ختام الأنشطة الطلابية لاكتشاف المواهب الفنية، نجدها تقرر حذف درس عن الرسم كان مقررًا على طلاب الصف الخامس الابتدائي. دروس التطرف والعنف بعيدا عن هذه الدروس، كانت الكارثة في الدروس التي جاءت على رأس قائمة المحذوفات بحجة احتوائها على أفكار تطرف وعنف، وشملت دروس "صلاح الدين الأيوبي للصف الخامس الابتدائي، ودرس القوة والحيلة، وثورة العصافير، و6 فصول من قصة عقبة بن نافع". الغريب أن جميع هذه الدروس لا تحمل أي أفكار متطرفة، بل على العكس تهدف إلى تعليم الطلاب فكرة نبذ العنف واستخدام القوة في الدفاع عن الأرض والدين والوطن، وتهدف تلك الدروس إلى تعليم الطلاب حب الانتماء للوطن والتعرف على شخصيات تاريخية مؤثرة في التاريخ العربي، ولتعريف الطلاب بسماحة الدين الإسلامي في التعامل في الحروب وتعريفهم بالصورة الفعلية للقائد العربي الإسلامي أثناء المعارك ولمحو الصورة الذهنية لدى الطلاب عمن يدعون أنهم مدافعون عن الإسلام والذين يستبيحون القتل وسفك الدماء عكس ما يدعو إليه الإسلام، وبدلًا من أن تقدم الوزارة تفسيرات للأحداث التاريخية ارتأت أن تقوم بحذفها باعتبار أن التاريخ "حواديت" ولغو لا طائل من ورائه وأن "اللي فات مات وإحنا ولاد النهاردة" والنتيجة في النهاية تفريغ عقول الطلاب وتخريج أجيال لا تعرف شيئًا عن الولاء أو الانتماء للوطن، والكارثة أن عباقرة المناهج في وزارة التربية والتعليم والذين قاموا بحذف تلك الدروس لا يدركون أن هؤلاء الطلاب سيكونون حماة الوطن في المستقبل، وسيمثلون عصب الأمة ويصبح منهم الجنود والضباط في الجيش والشرطة والأطباء والمهندسون والحرفيون وغير ذلك، وإن تربى هؤلاء على انعدام القدوة ونزع الولاء والانتماء منهم فكيف سيصبح وجه الوطن معهم.