محافظ الإسكندرية يسكن بمنطقة -جليم- الراقية المطلة على البحر، لهذا فهو لا يمر بمستعمرة التعاونيات التى تبعد عن جليم أربعين كيلو متراً غرباً، هذه المستعمرة أطلق عليها الأهالى «بورتو عبد القادر» فمياه المجارى راكدة فى شوارعها وطرقاتها، وأساسات العمارات فى طريقها للانهيار، أما الكلاب الضالة فتمرح بأعداد كبيرة لتعقر هذا أوذاك، والزواحف من عقارب وثعابين أكثر من الاحصاء والعد، فضلاً عن تمليك 08٪ من شقق هذه المساكن لقاهريين يغلقون هذه الشقق طوال العام ولا يفتحونها إلا أياماً معدودات حينما يأتون للتصييف! فى «بورتو عبد القادر» لا وسائل مواصلات سوى التاكسى أو «التوك توك»، فضلاً عن عدد المطبات والحفر بالشارع التى تجعل من دخول سيارة إلى المنطقة مغامرة غير محسوبة العواقب. والمنطقة عبارة عن بلوكات سكنية أقامتها الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان - إحدى هيئات وزارة الإسكان - منذ عام 8991 واللافت أن 08٪ من سكان بلوكات «4أ» - عددها 22 بلوكاً- من القاهرة، وهذه البلوكات تسبح فى بحيرات المجارى الراكدة، إذ لا توجد شبكة صرف صحي، إذ لا توجد شبكة صرف صحي، ونتيجة لهذا تآكلت الاعمدة الخرسانية وأصبحت العمارات على وشك الانهيار. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن هناك 86 بلوكاً مغلقاً وهى من الإسكان الفاخر ولا تجد من يسكنها لارتفاع أسعار وحداتها، لكن الكلاب الضالة والزواحف سكنتها مجاناً، فى الوقت الذى يبحث فيه المتزوجون حديثاً عن أية وحدة سكنية يقيمون بها. اللافت أن هيئة التعاونيات تقوم بمجاملة عدد من المقاولين بعمليات ترميم «شكلية»، الهدف منها إهدار المال العام، محمد اللاوندى - عضو حركة «ضمير مصر» يقول إن هيئة تعاونيات البناء والإسكان تكيل بمكيالين فيما يختص بالشقق، فلا تملكها لمستحقيها الحقيقيين من الشباب المقبلين على الزواج، ومن يحصل على هذه الوحدات من سكان القاهرة الذين يأتون لمدة أسبوعين سنوياً ويغلقون وحداتهم طوال العام. واللاوندى مضيفاً: هناك بلوكات كاملة مغلقة منذ 41 عاماً ويتخذها الخارجون عن القانون والبلطجية مأوى لهم، والفساد لا يزال يضرب بجذوره حتى بعد ثورة 52 يناير. سعيد أبو شامة - أحد السكان - يقول: عندما يحل الليل يتم قطع الكهرباء عن هذه المساكن وتتحول الحياة إلى جحيم، إذ تهاجمنا الزواحف من ثعابين وعقارب، والأخطر ما يسمى «الطريشة» وهى تمثل خطراً على الجميع، ويضيف حمادة السيد - أحد السكان - بقوله: الحكومة لا تتحرك لانقاذنا من البلطجية والمسجلين خطراً، وقد حاولنا كثيراً الاتصال بأحد مسئولى هيئة تعاونيات البناء والإسكان لكن لا أحد يرد.