يعتز أبناء محافظة الغربية به كثيرًا، ويتباهون فى محافلهم أنهم أهدوا للمسلمين قامة وقيمة علمية وإسلامية بوزنه، وينتظرون زيارته لهم ليؤمهم فى صلاة الجمعة.. إنه الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، الذى حاورته "فيتو" حول نشأته وذكرياته فى مسقط رأسه بالغربية، وأهم المحطات فى حياته، وأشياء أخرى.. فإلى نص الحوار: - كيف كانت نشأتكم؟ * أنا من مواليد محافظة الغربية، وتحديدًا قرية "ميت بدر حلاوة" التابعة لمركز سمنود، وقد التحقت بكتاب القرية وحفظت القرآن الكريم فى سن مبكرة، ثم التحقت بمراحل التعليم الأزهرى، وانتقلت إلى القاهرة للدراسة بجامعة الأزهر، والتحقت بكلية الشريعة والقانون، وتخصصت فى الفقة المقارن. بعد تخرجى فى الكلية عملت فى النيابة العامة، فى منتصف الستينيات من القرن الماضى، وتقدمت للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراة، وانتقلت بعدها للعمل الأكاديمى فى الجامعة، فعملت مدرسًا مساعدًا فى قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون التى تخرجت فيها، ثم مدرسًا، وكان تخصصى فى الماجستير والدكتوراة فى الفقة المقارن، وتدرجت حتى وصلت إلى رئيس قسم الفقه المقارن فى كلية الشريعة والقانون، ثم ذهبت فى إعارة إلى جامعة صنعاء فى اليمن، ثم التدريس فى المملكة السعودية، وعدت بعدها إلى مصر، وعينت عميدًا لكلية الشريعة والقانون فى أسيوط، وعدت بعد عامين إلى القاهرة، وظللت بكلية الشريعة فى القاهرة والدقهلية حتى أصبحت مفتيًا. - ما أهم ذكرياتك فى مرحلة الطفولة؟ * كانت طفولتنا فى القرية مرتبطة بالمساجد، لأن المساجد كانت تقام بجوارها الكتاتيب، وكنا دائمًا مرتبطين فى فترة الصباح والمساء بالكتاتيب، حتى التحقنا بالتعليم الأزهرى، وكان التعليم الأزهرى لا يقبل إلا من يحفظ القرآن الكريم وألفية ابن مالك فى النحو واللغة العربية. وأتذكر أننى كنت أحفظ القرآن الكريم فى وقت مبكر من سنوات عمرى، لأن مهمة الكتاتيب فى الماضى كانت تحفيظ القرآن الكريم، وبعد التحاقى بالتعليم الأزهرى بدأت مرحلة جديدة من التعليم. - هل مازلت على صلة بقريتك فى محافظة الغربية؟ * مازالت لى صلة بقريتى فى الغربية، وأزورها باستمرار من وقت لآخر، ومازلت مرتبطًا بقريتى وبأهل قريتى، وعندما أتوجه إليها فى يوم جمعة، الأهالى يصرون أن أخطب الجمعة وأصلى بهم إمامًا. - هل كان فى طموحات ابن قرية ميت بدر حلاوة أن يصبح مفتيًا الجمهورية؟ * الحقيقة أننى لم أتوقع فى حياتى أن أكون مفتيًا للجمهورية، وكل ماكنت أتمناه أن أدرس فى الجامعة، حتى بعد أن تم تعيينى فى النيابة العامة عقب تخرجى مباشرة، تقدمت للجامعة وحصلت على الدرجات العلمية الماجستير والدكتوراه، وبعدها تم تعيينى فى الجامعة بدرجة مدرس مساعد فى الفقه المقارن، وللعلم كنت رافضًا لفكرة أن أكون مفتيًا للجمهورية، حتى إننى أتذكر أنه صدر القرار، وكنت معارًا فى المملكة العربية السعودية، ولم أوافق على الإفتاء إلا فى اللحظات الأخيرة. - ما أهم المحطات فى حياة الدكتور نصر فريد واصل؟ * المحطات المهمة فى حياتى كثيرة، لكن كان أهمها أسرتى، فقد تعلمت منهم الكثير، وكان والدى رحمه الله يحببنى فى العلم والقرآن والصلاة، ومازلت أعيد هذا مع أبنائى, وتأتى بعدها قريتى، ثم مؤلفاتى وأبحاثى، لكن ما ترك بصمة فى نفسى هو حلمى بأن أكون أستاذًا أكاديميًا، ووفقنى الله، وقد تحقق، وكان له أثر كبير على نفسى. - ماهى أكثر مؤلفاتك التى تعتز بها؟ * لى أكثر من عشرين مؤلفا، سواء كتابا أو بحثًا، تتصل جميعها بالفقه المقارن، وأهمها ما يتعلق بفقه العبادات والتعاملات، وكان أهمها التعاملات الاقتصادية والمالية، وأيضًا المواريث والوصية الشرعية، والفتاوى الإسلامية، والأحكام الفقهية المتعلقة بالسرقة والحدود، وكان لى مؤلف عن "الاستنساخ" عندما كنت مفتيًا، بعدما أثارت قضية الاستنساخ الرأى العام، وقدمت مؤلفًا حول حكمه الفقهى والعلمى والطبى.