قرار الإخوان بترشيح خيرت الشاطر النائب الاول للمرشد للرئاسة زاد من غموض العلاقة بين جماعة الاخوان المسلمين والمجلس العسكري خاصة أن المشير هو الذي منح الشاطر الصك الذى مكنه من الترشح وتكمن الخطورة فى هذا القرار فى علامات الاستفهام التي تثيرها بشأن الدوافع والسيناريوهات المترتبة عليها وهى وفق تحليلات وتوقعات الخبراء سيناريوهات متباينة وكارثية ومنها الدخول فى صراع ما يعرف بالمباراة الصفرية واحتمال سيطرة الاخوان على كل شىء او خسارتهم لكل شيء ورميهم في السجون, التفاصيل بشأن الدوافع والسيناريوهات في هذا التحقيق.. حرب أهلية الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المحتمل للرئاسة يرى ان السيناريو الوارد حدوثه يتوقف على دوافع الاخوان الحقيقية لترشيح الشاطر وهل هى ضرب عبد المنعم أبو الفتوح أم ضرب السلفيين في مرشحهم حازم أبو إسماعيل أم خوفهم من نجاح احد فلول الوطني كعمرو موسى وأحمد شفيق وعمر سليمان ام ان الدافع الاساسى هو الصراع والتحدي لإرادة المجلس العسكري مؤكدا ان اى احد لو كان مكانهم لفعل ما فعلوه لأن الساحة شاغرة وفى مثل هذه الحالة يكون الطرف الاقوى محتما عليه التحرك لسد الفراغ. الاشعل كشف عن رؤى خاصة به تنذر بسيناريو كارثى يتمثل فى حرب اهلية وسقوط وانهيار الدولة كلها فى حال ان يكون لى ذراع العسكر هو الهدف من القرار الاخوانى الاخير حتى ولو وصل خيرت الشاطر الى كرسى الرئاسة موضحا فى هذا الصدد ان المجلس العسكرى لديه ورقتين غاية فى الاهمية وهما الأمن والاقتصاد تجعلاه الطرف الوحيد القادر على تفكيك شبكة الفساد ويمكنه شل المرشح الرئاسى الاخوانى بعد وصوله للقصر الرئاسي. وأضاف: هناك فرق شاسع بين امتلاك السلطة الدستورية وامتلاك ادوات السلطة الفعلية مؤكدا ان الاخيرة ستظل بيد المجلس العسكري حتى لو فاز الشاطر وشكل الإخوان الحكومة وبالتالي فإن السيناريو الكارثى المشار اليه سينجم عن الصراع لاحقا بين السلطة الدستورية ممثلة فى الإخوان وأدوات السلطة الفعلية ممثلة في المجلس العسكري. الأشعل قال إنه نصح قادة في جماعة الإخوان لم يسمهم بشكل مباشر بعدم ترشيح اخوانى عن الجماعة للرئاسة ولكنهم لم يأخذوا بنصيحته مرجعا ذلك لغلبة التيار الراديكالي والطامح «سعد الكتاتنى وعصام العريان ومحمد البلتاجى» على التيار التقليدى المحافظ فيها « الدكتور محمد بديع المرشد العام والدكتور محمد مرسى أمين عام حزب الحرية والعدالة» واصفا ترشيح الشاطر للرئاسة بالقرار الخاطىء قائلا : ليس هذا وقت تحدى الاخوان العسكرى مؤكدا انه سيعمق الخلافات داخل الجماعة خاصة أن أبو الفتوح له مؤيدون فيها وصار «مودرن » في نظر المصريين وعلى علاقة طيبة مع الأمريكان. وعن توقعه بشأن ما سوف يفعله العسكر إذا ما كان ترشيح الشاطر يعكس تحديا من الإخوان للمجلس العسكري لم يستبعد الاشعل ان يكون الرد بحل البرلمان اذا ما قررت المحكمة الدستورية ذلك او محكمة النقض بعد نظرها فى الطعون الانتخابية وبالتالى نكون مطالبين باجراء انتخابات برلمانية فى غضون 60 يوما فى ظل عدم وجود دستور وبالتالى الدخول فى ازمة دستورية جديدة تعيدنا الى المربع الاول لنبدأ من النقطة صفر مرة أخرى. ثلاتة احتمالات الدكتور عمار على حسن استاذ الاجتماع السياسى والباحث المتخصص فى التنظيمات الاسلامية والمدير السابق لمركز ابحاث ودراسات وكالة انباء الشرق الاوسط اختلف مع الدكتور عبد الله الاشعل فيما يتعلق بالسيناريو المتوقع بعد انتهاء المرحلة الانتقالية فى حال فوز الشاطر والمسمى بصراع السلطة التنفيذية وأدواتها قائلا إنه سيناريو مأخوذ من تجربة فتح وحماس فى غزة ومصر ليست غزة والمجلس العسكري ليس حركة فتح. عمار ربط صراع العسكر الحاسم مع الاخوان حال فوز الشاطر بكرسى الرئاسة على ما سيريده الشاطر نفسه فإذا ما وجدوه راغبا فى ان يكون القائد الاعلى للقوات المسلحة ومقررا ومنفذا لاجراء ترتيبات تخدم هيمنة الاخوان على الجيش فانه فى هذه الحالة سيكون الصدام شبه حتمى ولن يكون ابدا فى صالح جماعة الإخوان لأن العسكر سيصورونه في وقته للناس على انه صراع اخوانى للسيطرة على الجيش وتوريط مصر كلها فى مالا يحمد عقباه مع اطراف خارجية ووقتها سيقف عوام الناس وهم الاغلبية الكاسحة من الشعب مع العسكر وسيكون ذلك نهاية للاخوان تعيد الى الأذهان وضع أشبه بما حدث في الخمسينيات من القرن الماضي. وإذا كان ترشيح الشاطر -والكلام للدكتور عمار- انقلابا على الصفقة اى من تلقاء الذات الاخوانية فإن دوافعه لها عدة احتمالات هى الحلم الشخصى لخيرت الشاطر فى ان يكون الاخوانى الاول من حيث السلطة والنفوذ مؤكدا ان هناك منافسة ضارية كانت بينه وبين الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح القيادى البارز فى الجماعة قبل تجميده من تلقاء نفسه لمنصبه الادارى والتنظيمى فيها وهى منافسة شرسة ويشعل اتونها انها مرتبطة فى جزء منها باسم المرشد العام القادم وبصراع الزعامة على تنظيم الاخوان بفرعيه الجماعة وحزب الحرية والعدالة. عمار وبرغم انتقاده الشديد لمحاولات الإخوان الاستحواذ على كل شيء كما كان يفعل من قبل الحزب الوطنى المنحل لم يستبعد ان يكون الاخوان دفعوا بالشاطر رئيسا لتوقعات وحسابات خاصة بهم وهى احتمال حدوث اعادة بين مرشح التيار السلفي الشيخ حازم أبو إسماعيل وبين احد الفلول الاقوياء كعمرو موسى أو أحمد شفيق أو عمر سليمان وتصويت المصريين فى الاعادة لمرشح الفلول وبالتالى يعيدهم هذا المرشح بعد وصوله لكرسى الرئاسة الى النقطة صفر خاصة انه لن يكون على اى خلاف مع المجلس العسكري. اخطر ما فى الموضوع هو الاحتمال الثالث لدوافع ترشيح الشاطر لانه فى حال صحته تكون جماعة بديع قد بدأت بالفعل سيناريو الهيمنة الكاملة على مصر والمصريين وفرض اسس الدولة الخاصة بهم على الجميع وهذا الاحتمال بحسب رؤية الدكتور عمار هو ان تكون الجماعة قد استقرت قناعتها على ان مرحلة التمكين قد حانت وبالتالى لابد من اقتناص هذه الفرصة التاريخية السانحة امامهم لاحكام قبضتهم على كل مفاصل الدولة المصرية وكانت الورقة الرابحة بالنسبة لهم هو خيرت الشاطر الرجل الاكثر نفوذا فى الجماعة بحكم ان تحت يديه أموال الإخوان وأسرارها. ولم يستبعد أن يكون ترشيح الشاطر هدفه الاساسى مساومة المجلس العسكرى وحمله على اعطاء الاخوان تنازلا بالسماح لهم بتشكيل حكومة اخوانية بدلا من حكومة الجنزورى مقابل تنازل خيرت الشاطر ولو فى اللحظات الحاسمة من عمر ماراثون الانتخابات الرئاسية خاصة أن الإخوان يريدون تشكيل حكومة تمكنهم من فعل شىء لإرضاء الناس بعد تآكل شعبيتهم بفعل أدائهم الهابط في البرلمان بإجماع معظم المراقبين والمحللين. الصدام مستبعد ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشعب أكد أن العلاقة بين العسكر والاخوان ستظل قائمة على التصارع وتنازع الارادات لان كل طرف له مصالحه الشخصية التى يسعى لتحقيقها متوقعا الا يصل الصراع الى مرحلة الصدام الحاد مستندا فى ذلك على ان الاخوان ليسوا بالغباء الذي يجعلهم يخسرون المجلس العسكري والأغلبية التى حققوها في البرلمان بغرفتيه. لقاء الكتاتنى وسليمان الإخوان بحسب تأكيدات الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل للرئاسة وبرغم ترشيحهم لخيرت الشاطر يعلمون جيدا ان المجلس العسكرى هو الذى منحهم حرية العمل السياسى من خلال الشرعية التى اضفاها عليهم بحزب الحرية والعدالة مع الابقاء على الجماعة تعمل فى السياسة بموجب الصفقات السرية التى تمت بينهما عقب تنحى مبارك لتقسيم ثمار الثورة. نور توقع ان تشهد الفترة القادمة نوعا من الصفقات الاخرى المتبادلة بين الطرفين قائلا إن الإخوان يتعاملون بمبدأ التحايل والمحايلات مثلما فعلوا فى جلسة سرية جمعت اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق بالدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب الحالى بعد الثورة وهذه معلومة حقيقية وموثقة على حد قوله. فرد عضلات فى ذات السياق يرى الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن تصعيد الإخوان مجرد فرد عضلات واختبار قوى مع المجلس العسكرى واصفا الصراع بين الطرفين بأنه مناكفات سياسية متبادلة يعرف فيه كل طرف قدرات الآخر فاحدهما معه السلطة التنفيذية والالة العسكرية والآخر معه تأييد شعبي يتآكل في إشارة منه الى الاخوان مشيرا الى ان اداء العسكر السلبى فى المرحلة الانتقالية يجعله على مسافة مماثلة من الشعب لمسافة الإسلاميين منه. حرب بين مصر وإسرائيل وبالانتقال لرأى الخبراء العسكريين والاستراتيجيين فقد قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي بشأن السيناريوهات المحتملة للصراع بين العسكر والإخوان بعد ترشيح الشاطر: التوقعات والاحتمالات كلها مفتوحة اى بما فيها الصدام العنيف فى وقت ما موضحا ان اخطر ماحدث هو صدور بيان الجماعة واعلان ترشيحها للشاطر رسميا من مقر الجماعة وليس من مقر حزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي متوقعا أن تضعها هذه الخطوة غير المدروسة فى مشكلة قانونية كبيرة مالم يلتفت لها صانع القرار والشعب ويعالجها قبل فوات الاوان واصفا صدوره من مقر الجماعة وبحضور الدكتور محمد بديع المرشد العام بمثابة تكريس اخوانى بأنها جماعة سياسية وليست دعوية وانه فى مصر الجديدة بعد الثورة لن يكون هناك مفهوم للدولة المدنية التى تفصل بين العمل السياسي والعمل الدعوى وأن ذلك سيكون بموجب نصوص دستورية معربا عن دهشته من عدم رفض لجنة شئون الاحزاب لحزب الحرية والعدالة لحظة نشأته لارتباطه بجماعة دينية بالمخالفة للقانون. مسلم لم يستبعد فى حالة الصدام حدوث تدخل اجنبى او حرب بين مصر واسرائيل موضحا ان ذلك يمكن أن يحدث لأن الدولة ستصبح على وشك الانهيار محذرا من سيناريو «صوملة مصر» حال حدوث الصدام العنيف بين الطرفين. صدام مكبر مع «العسكر» « العند يولد الكفر » جملة بدأ بها الدكتور اللواء نبيل فؤاد استاذ العلوم الاستراتيجية حديثه معنا عن السجال الحالي بين العسكر والإخوان وهى جملة تحوى في طياتها تلميحا بأن كل السيناريوهات محتملة بما فيها السيناريو الماثل فى الاذهان على خلفية أوائل خمسينيات القرن الماضي والذي شبهه ضمنا بالكفر كرد فعل من جانب العسكر على تمادى الاخوان فى عنادهم وترشيحهم لخيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية على عكس ما كانوا قد تعهدوا به. بكلمات صريحة وواضحة اكد فؤاد أن إصرار الإخوان على العناد سيؤدى بالجماعة الى الصدام المباشر مع العسكر وسيكون ذلك بداية النهاية لها مشددا على ان الصدام لن يكون أبدا فى مصلحة الاخوان ولا فى مصلحة مصر كلها معتبرا ان ترشيح الشاطر والاصرار على رحيل الجنزوري الذي لم تتبق لحكومته سوى شهرين يدل على عدم تقدير الاخوان للموقف بشكل سليم وعدم فهمهم للسياسة وكيف يجب أن تكون. وحذر الإخوان من الوقوع فى فخ اللاعودة حال احتدام صراعهم مع العسكر مشيرا إلى أن الجماعة فقدت أرضيتها لدى الشعب المصرى بعد ان شاهد تراجعها عن كل دعواتها وعن كل ما قالته عقب ثورة يناير كالترشح على 40% فقط من مقاعد البرلمان وعدم ترشيح اخوانى للرئاسة وبعد ان بدأ فكرهم الحقيقى يتكشف امامه واسلوبهم المتمثل فى تغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن متوقعا ألا يقحم الشعب نفسه فى اى صدام بين الإخوان والمجلس العسكري.