الشياكة والأناقة واللباقة واللياقة.. مهارات أساسية ومطلوبة في تفاصيل البروتوكول بالقصور الرئاسية والملكية.. لذلك تجد الملوك على وجه التحديد غاية في الشياكة عند مراسم استقبال الضيوف الأجانب حتى في حالات التبَسُّط.. لكن تبقى المشكلة إذا تبسَّط وزير من آحاد الناس وخصوصًا في شرقنا العربى السعيد، تكون النتيجة حالة كوميدية تستحق التسجيل في موسوعات العجائب والطرائف النادرة.. خذ مثلًا وزيرًا مصريًا منحدرًا من أسرة رقيقة الحال من قرية (الطاهرة العورة) مركز الزقازيق شرقية، يستقبل وزيرًا فرنسيًا.. لو تبسَّط وزيرُنا سيقول للوزير الفرنسى بعفوية: إحنا ناكل لقمة صغيرة الأول عشان يبقى "عيش وملح".. تخيل معى كيف يكون رد فعل الوزير الفرنسى الذي لا يعرف الفلكلور المصرى الفقرى.. مؤكد سوف يتسلل إليه الإحساس بأن وزيرنا قد أصابه مَسٌّ من طراوة ولُطْف.. لأن اللقمة كما يفهمها الفرنسى ليست سوى قضمة من رغيف والغموس ليس أكثر من شوية ملح! .. وربما تنشب أزمة دبلوماسية بسبب الوزير ابن الطاهرة العورة. قلت مرارًا وسوف أكرر ما حييت.. في مصر ينتفى الإحساس بالفرق بين قبطى ومسلم في الجوار والتواصل والصداقة والتزامل والشراكة والأفراح والأتراح، ولا يقفز مصطلح "الفتنة الطائفية" البغيض على السطر الأول في حياتنا إلا بفعل فاعل وفى أوقات وأماكن يتم اختيارها بعناية وخبث.. اسأل نفسك تكتشف أن أعز أصدقائك من الإخوة النصارى، اسأل نفسك تكتشف أنك لا تشعر بدينه إلا في أعياده.. لى صديق مسيحى من أقرب الناس إلى قلبى.. صداقتنا ممتدة عبر عشرات السنين دون أن تتعرض لعكارة من أي نوع، لا يشعرنى أنه مسيحى إلا عندما نشترى الحلوى التي يحبها كلانا (أم على).. أقف أمام البائع وأقول طبق أم على من فضلك، بينما يقول هو طبق (أم سَمْعان) من فضلك! مع أننا، في تقديرى الشخصى، بعيدون بمسافة كبيرة عن الإحساس بالفنون الرفيعة مثل الباليه والأوبرا والفنون التشكيلية، إلا أن لدينا ميزة نسبية نكاد ننفرد بها بين البشر، وهى أننا نستخدم الألوان في التعبير والوصف.. وصف كل شيء من الطقس إلى الأيام إلى الجسد مجازًا.. نقول نهارك أبيض.. ليلتك سودة.. طريقك أخضر.. سنَتَك هباب.. عينك صفرا.. "ودنك" حمرا (!!!!!) إلى دعاة الدفاع عن حقوق المرأة.. اقرأ معى هذا الإعلان الذي نشرته امرأة، ثم حدد موقفك من الدفاع عن الحريم.. نشرت امرأة إعلانًا تطلب فيه شركة لنقل الكراكيب، تقول: مطلوب شركة لنقل كراكيب منزل.. الكراكيب عبارة عن بواقى أنتريه، وخشب حجرة نوم مسَوّس، ورجول كراسى صالون وسفرة، ومشتملات مطبخ قديمة، و"جوزى" و7 مقشات. *صديقى من عائلة جزر.. قال لى نفسى أعرف جذور عائلات "جزر"؟.. قلت له ادخل على جوجل واعمل "شِرْش".
