رغم الموت ورغم القهر تفتكروا لو مصر بتتكلم هتقول أيه؟ هل نحن شعب يستحق الحياة أم الموت؟ فأننى عندما كنت طالبا كانوا يعلمونى في مدرستى أن بلدى جذورها أعمق من التاريخ نفسه وأن بلدى تعلم شعوب العالم الكتابة والعلم والفن وأن بلدى مهبط الأنبياء فسؤالى لأهل بلدى، أيه اللي غير طبعنا وخلانا كده تايهين؟ أيه اللي وصلنا لكده؟ وكأننا ديابة لازم نخاف من ربنا ليه كلنا طايحين مبقاش في حاجة تهمنا وكأننا في غابة معقول نخاصم بعضنا ونعيش بقيت عمرنا بين أهلنا خايفين في حاجات كتير مش طبعنا وبقينا بنعيشها معقول خلاص بندوس كده على ملحنا وعيشنا كنتم خير أمة أخرجت للناس أصبحت أمتنا في خبر كان وأصبح شعبنا تحول إلى شعوب والدين إلى أديان وطوائف أننى أكتب مقالتى هذا ودموعى تنحدر على خدى وقهرى يملىء جسدى فما اَراه الاَن هو ما يأخذنى إلى العديد من التساؤلات؟ ماذا أصابنا؟ لماذا أصبحنا هكذا لمن يخطط لهلاكنا؟ وبعد ذلك نرتمي بين أحضانهم نطلب المساعدة لماذا ضاع الوطن ببحر الدماء فهناك عقول تهاجر وعقول تقتل أبرياء في كل مكان وكأن مصر جنة الأرض ولكنها جنة أوجدها أصحاب الرياء لتمر سياستهم المسيسة بغلاف الدين ليقتل الأخ أخوه وترتفع كراسيهم وتندفع كروشهم فأصبح للدين الألوف من المراجع وأصبحت الأية القرأنية تفسر حسب ميولهم السياسية الدينية ضاع الدين والوطن والمواطن والإنسان أصبح مجرد إنسان وأصبح الوطن عبارة عن جنازة ممتدة من أقصاه إلى أدناه فلنكتب ما نحب كتابته الاَن واليوم قبل غد لأننا للأسف في خضم المباريات تصفى الحسابات على مقاعد الجماهير الذين يتراشقون بالدم واللحم خلافات الآخرين..فأننى أصرخ وأقول لك يا حضرة القاتل ألم تتعب ؟ ألم ترهقك مسافة الطريق بين عشق الحياة وأسلاك الشوك والوعر؟ فنحن المتفرجون البائسون أرهقتنا رائحة الدم التي تفوح من الطرقات ومن روزمانة أيامنا أنهكتنا بالرؤية رؤية الأجساد المبعثرة. أخاف أن يأتي يوم وتصير صورها كلعبة بأيدي أطفالنا هذه اليد لهذه الذراع وهذه العين لهذا الوجه!؟ ومن نشراتنا الإخبارية النازفة يطل وجهك أو إخراج قيدك ليخبرنا عنك وليعلن براءة أهلك منك! فسؤالى لك أيها القاتل ماذا تريد؟ فأذهب إلى الجنة وحدك بعيدًا عنا!! من أقنعك بأن الله يرضى بنا ثمنًا لأحلامك وتوهيماتك؟! أيها المغبون دع لنا الحياة دعنا نموت بسلام من دون أن تكون قدرًا بائسا يفكك تفاصيل عيشنا اليومي ويفرض علينا الحداد كواقع لا بد منه!! فغدًا تتلاقى أرواح من لا ذنب لهم سيتساءلون من أتى بهم إلى عالم ما بعد الحياةوكيف أتوا وتركوا الكثير وراءهم دراستهم وأصدقائهم وبيوتهم وأهلهم وأشياءهم الخاصة من سيرد على المكالمات الواردة لهم من أسرهم؟؟قبل أن يداهمهم تفجر النار الحاقدة المنبعثة من جسدك ؟ من وماذاوكيف ؟؟ ألا تسمع صرخاتهم وتوسلاتهم وأنت تستجمع أشلائهم؟! وكيف لنا نحن الأحياء أن نواسيهم وأن نهدىمن روعهم؟!فيومًا بعد يوم تكتمل هذه اللوحة السوداء وينتهي زمن قوس القزح أحقًا على الأرض ما يستحق الحياة فعفوًا شاعرنا الجميل محمود درويش كم من الآكاذيب علينا أن نخترع كيف نعرف معنى الحياة في وطننا؟! وفي كل يوم لنا جنازة وجريمة إثر جريمة كم من القتلى لدينا؟! وكم بقى من الحياة فينا حتى نموت بعد؟!ولكني مؤمن بما قاله الشاعر أبو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر فلترقد أرواح الشهداء بسلام ولتنعم ألسنة اللهب بما تبقى من مندسين وقتلى في مصرنا وطننا الحبيب فرغم الموت ورغم القهر فنحن شعب يستحق الحياة....!!!.