حينما أتحدث إليك بتلك الكلمات لأخاطبك أقول لك "سيادة الرئيس اغضب"، فغضبك لن يحيي أرواح شهداء "الدفاع الجوى" الذين سقطوا أيضا بنفس المجهول الذي قتل "شيماء الصباغ"، ولن يطيب جروح المصابين الذين وقفوا بين تدافع الألتراس وغاز الداخلية، لكنه سيكون دافعا لمن يستهينون بأرواح المواطنين حتى يفيقوا ويعلموا ثمن كل قطرة من دماء الشباب الذكية. أعلم جيدا أن "الألتراس" اتفقنا معه أو اختلفنا أصبح صداعا في رأس الداخلية، والتي تثبت كل يوم عدم قدرتها على احتواء المواطنين إلا بالغاز والخرطوش إذا صح التعبير، وأسألك، وأعلم أنك لا ترضي عما يحدث من حولك من تصرفات المسئولين الذين أصابهم التبلد واسترخاص دم المواطن المصرى، ولكني أعلم جيدا أنك أنت المسئول الأول والأخير عن حماية أبنائك من الشعب المصرى الذين خرجوا بأطفالهم ونسائهم ليبايعوك لتحافظ على أرواحهم. "سيادة الرئيس" تعلم جيدا أن الشعب المصرى لمس وفاءك له وسعيك الدائم للنهوض بذلك البلد، ودفاعك عن كل شبر من أرض الوطن، كما أنك تعلم أيضا أن هناك العديد من الأخطاء التي يجب أن تنظر إليها لتضع آلية جديدة لكل ما يحدث من حولك. بالأمس استشهد 23 آخرون وذهبوا إلى رب كريم.. وماتوا ليس بحثا عن الحرية ولا ليرددوا هتافات مناهضة للنظام ولا أيضا ذهبوا لتخريب المنشآت ولكنهم ماتوا نتيجة مشاهدة المباراة المعلن عنها قبل أيام، والتي قال عنها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، صاحب قرار عودة الجماهير للملعب، فمثلما استطاع أن يأخذ ذلك القرار عليه أن يتحمل نتيجة خطئه وليس أن تصدر قرارا بإقالته، لكن أعتقد أنه لابد من محاكمته على تلك الإهمال. "سيادة الرئيس" أعلم أن حديثك الأخير واهتمامك بمقتل الناشطة "شيماء الصباغ" أثلج صدورنا، ولكن اليوم وبعد مرور ما يقرب من شهر لم نعلم "المجهول" الذي قتل هذه الدماء الذكيه وكل الأجهزة الأمنية بالدوله أكدت أنها ماتت وهى بين أربع أشخاص ولم تحدد الأجهزة الأمنية القاتل، فما بالك بعشرات القتلى الذين سقطوا اليوم بين آلاف الجماهير وعساكر الأمن المركزى وغيرهم. "سيادة الرئيس" اغضب فغضبك لن يبرد نيران أسر الشهداء ولن يطفئ لهيب الأمهات على أبنائهم ولكنه سيزيدك من إصرارك على النهوض بالبلاد لأنك ستحاكم من قتلوا ومن أهانوا شباب خرج لمشاهدة المباراة.