أمريكا بدأت في تدشين دور القاعدة في سبعينيات القرن الماضى الولاياتالمتحدة تزعم محاربة الإرهاب وتمد الجماعات المتطرفة بالسلاح والمال «الشيطان يعظ» ليس هناك أقل من هذا المسمى يمكن به نعت دول القوة في العالم، فكثيرا ما توحى بأنها آلهة السلام في الأرض، وهى في الحقيقة مفرخة الإرهاب، هذا حال أوربا والولاياتالمتحدة التي تدعى محاربة الإرهاب المتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة، إلا أنها هي من صنعته ودعمته بالمال والسلاح، وتستخدمه كوسيلة للهيمنة على العالم وفرض وصاياها، فمن ينسى مقتل مئات الآلاف من المدنيين في اليابان والعراق وفيتنام وغيرها، كما أن إسرائيل أوضح شاهد على الإرهاب بقتل أبرياء فلسطين واحتلال بلدهم وتدمير حضارتها. «الإرهاب أصبح أداة بعض الدول العظمى ذات النفوذ في العالم لتحقيق مصالحها» هذا ما أكده اللواء على حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، مضيفا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية الأولى في استخدام هذه الأداة، حيث تظهر للعالم بوجهين، أولهما المعلن بادعائها تبنى محاربة الإرهاب، والآخر الذي تخفيه وهو تدعيمها وتمويلها بالسلاح والمال، والسماح لعناصره بالتحرك وعقد اللقاءات والمؤتمرات على أراضيها لتحقيق مصالحها وإلصاق تهمة الأعمال الإرهابية بالمسلمين، مستشهدا بالهجوم على صحيفة «شارلى إيبدو» الفرنسية الذي أدى إلى مقتل 12 صحفيا على خلفية نشرها صورا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأوضح حفظى: أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل في الحادث الإرهابى الأخير في فرنسا، بعد مهاجمة مجموعة من الإرهابيين مقر الجريدة، فالحقيقة أن ذلك الهجوم جاء ردا على مواقف فرنسا الأخيرة كتصويت مجلس النواب الفرنسى بأغلبية كبيرة على مذكرة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة تتخذ من القدسالشرقية عاصمة لها، وحث نواب اليسار، الذين أيدوا القرار، الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند على أن يرتفع بفرنسا إلى مستوى تاريخها عبر الإسراع باعتراف رسمى بالدولة الفلسطينية، وحظيت المذكرة بشبه إجماع 339 نائبا من إجمالى 574 نائبا، وكذلك تأكيد هولاند تأييده لموقف الجزائر الرافض لخيار التدخل العسكري بالمنطقة لاسيما في ليبيا، ودعم فتح حوار سياسي بين الأطراف المتنازعة لإنهاء الأزمة، فالمستفيد مما يحدث في فرنسا هو إسرائيل وليس المسلمين. محافظ شمال سيناء الأسبق أكد أن إلصاق الإرهاب بالإسلام هو ادعاء من الجماعات الصهيونية والماسونية لمحاربته والنيل منه، لكن لا يوجد تصريح رسمى من أي دولة غربية بأن الإرهاب هو الإسلام، ولا يجب اعتبار الصحافة الأوربية ممثلة للرأى الرسمى لدولها لأن هناك دولا عظمى تتحكم في هذه الصحف وتوجهاتها بما يتوافق مع مصلحتها، فالاساءات التي تنشرها جريدة «شارلى إيبدو» متعمدة لكى تستفز الطرف الإسلامى وتزيد العنف في العالم، لافتا إلى أن تصريح هولاند «بأن المسلمين هم أول ضحايا التعصب والتطرف» جاء ضد مصلحة إسرائيل، ما أدى إلى شن صحف تل أبيب حملة عنيفة على ما تعده أعظم الخطايا، وهو إصرار هولاند على القول إن مجزرة شارلى إيبدو لا علاقة لها بالإسلام، وتكراره التمييز بين الإسلام والإرهاب. «افتعال الأزمات» هو العنوان الذي تحقق الأطراف الدولية المؤثرة في سياسة العالم من خلاله أهدافها، كما يعتقد حفظى، فلقد تحولت هذه الدول في السنوات الأخيرة من إستراتيجية الهدم من الخارج عن طريق الحروب العسكرية إلى إستراتيجية الهدم من الداخل من خلال الأطراف التي تعمل بالنيابة عنها لتدمير الدول من داخلها وتفكيكها، فكل الجماعات الإرهابية تعمل بتمويل أمريكى لتنفيذ مخططاتها، وجاء التحالف الأمريكى الأوربى مع التنظيمات الإرهابية لمحاولة تنفيذ مشاريعها الإجرامية في الشرق الأوسط من خلال جماعة الإخوان ومحاولتها الاستيلاء على الحكم وإضعاف الدول بالقضاء على كل مؤسساتها الداخلية، فحينما كانت الجماعة فاعلة وتخدم مصلحة أمريكا لم يسمع أحد بتنظيم «داعش»، ولكنه ظهر بقوة بعد سقوط جماعة الإخوان وفشلها في إكمال المخطط التي أفصحت عنه كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بشأن خلق شرق أوسط جديد عام 2006، أي أن تلك الجماعات تعتبر أدوات تستخدمها الدول العظمى لنشر الإرهاب وتحقيق مصالحها، فالمخطط من الخارج والمنفذ من الداخل والهدف تجزئة الدول المؤثرة في المنطقة العربية إلى كيانات ضعيفة لتكون هناك سيطرة كاملة على المنطقة طبقا لرؤيتها ومصالحها، وأيضا لتظل إسرائيل الدولة الفاعلة في المنطقة دون أي مضايقات أو قدرة على المواجهة من جانب الدول العربية. الربط المضلل بين الإسلام والإرهاب، أرجعه حفظى إلى إستراتيجية الصراعات الكبرى، كون الصراع العقائدى الدينى يستمر طويلا ويحقق مكاسب جمة، أما أي صراع آخر على أرض أو هدف ينتهى سريعا، مشددا على ضرورة التصدى لهذه الحرب التي تستهدف الإسلام، والعمل بكل قوة للقضاء على الإرهاب الذي لا يبقى ولا يضر، ومواجهته عن طريق عمل منظومة متكاملة ذات أبعاد سياسية وأمنية واجتماعية وعقائدية وفكرية وثقافية. اللواء رجائى عطية، مؤسس فرقة الصاعقة 777 بالقوات المسلحة، اتفق مع الرأى السابق في أن الغرب هو من يصنع الإرهاب ويدعمه لأن الفكر واحد والمخطط واحد، ووضع على رأس هذه الدول ألمانياوفرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وعد الأخيرة أساس أي إرهاب في العالم، لأنها لا ترى سوى مصالحها التي دفعتها إلى التحالف وتقديم كل الدعم السياسي والإعلامي والمالى للتنظيمات الإرهابية، وتوفر الغطاء لحركة عناصرها في كل مكان، وفتح حوارات مع مختلف الدول لمساندة هذه التنظيمات. اللواء عطية دلل على وجهة نظره بتأسيس الأمريكان في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات تنظيم القاعدة وتمويله بالسلاح والمال، قبل أن تأتى الكرة عليهم ويذوقوا مرارة الإرهاب، وقتل منهم نحو 4 آلاف في أحداث سبتمبر 2001، ثم تلتها بسنوات عدة حادثة الاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية «شارلى إيبدو»، مضيفا «لكنهم رفضوا العنف والإرهاب وقتما استشعروا بالخطر قادما عليهم، ولعل ما نراه من أعمال إرهابية في أوربا والولاياتالمتحدة من التنظيمات الإجرامية نتاج طبيعى لسياسة أوربا الداعمة للجماعات الإرهابية منذ سنوات، فكما تفيدها في تنفيذ أهدافها تضرها أيضا، فظهور تنظيم «داعش» في المنطقة أدى إلى تهاوى أسعار البترول إلى الثلث، نتيجة مساعدة بعض الدول لهذا التنظيم الإرهابى بإعطائه النفط بأسعار زهيدة، وهذا يضر باقتصاد الولاياتالمتحدة في حين أنها تحاول دعم اقتصادها بشتى الطرق لتظل دولة عظمى ومهيمنة على العالم «. وبلهجة حاسمة، أكد مؤسس فرقة الصاعقة 777 أن الإرهاب ليس من العرب ولا الإسلام في شيء، وإنما الإرهاب الحقيقى هو ما تفعله إسرائيل في الشعب الفلسطينى ويرفضه العالم، ولعل هذا يوجه الأنظار إلى أن ما حدث في فرنسا كان رد فعل إسرائيل على اعتراف البرلمان الفرنسى بدولة فلسطين، ورغم الأحداث الدامية التي شهدتها فرنسا أصر رئيسها «فرانسوا هولاند» على موقف بلاده من القضية الفلسطينية وضرورة الإسراع لحل الأزمة. «ليسوا أكثر من مأجورين عند بعض الدول الكبرى، فلا يوجد لديهم مبدأ ولا دين ولا ينتمون للإسلام مطلقا» هكذا تحدث اللواء عطية عن الجماعات الإرهابية التي تتخذ الإسلام شعارا لها، لأن تربية أعضائها وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم كله من الغرب، والعالم أجمع يعرف ذلك لكن لا أحد يعترف، مشيرا إلى أن الإسلام ينال في الوقت الراهن نصيبا من الإرهاب والتطرف نتيجة لأسباب سياسية تحكمها صراعات دولية وإقليمية، فما يحدث حاليا يتمثل في صراع بين الشرق والغرب، فمنذ عام 1975 تغيرت فكرة الحرب التقليدية بالسلاح إلى حرب فكرية عن طريق التخطيط واستغلال عناصر للقيام بعملية تخريب داخلى في الوطن العربي، حتى لا يتحد ويصبح قوة عظمى يمكن أن تتحكم في العالم أو على الأقل يكون لها دور حقيقى في السياسة العالمية، لكن في بداية الأمر فشل مخطط الغرب في إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين ليقتل العرب بعضهم البعض، لذلك لم يكن أمامه إلا إحداث فتنة بين المسلمين أنفسهم ليحدث اقتتال وحروب في الوطن العربى كما هو الحال الراهن.