جددت جورجيا رفضها ل "اتفاق التحالف والشراكة الإستراتيجية"، الذي تم إبرامه بين روسيا وأبخازيا، حيث أعلنت الأخيرة استقلالها عن جورجيا من طرف واحد، وأكدت الوزارة أن "أبخازيا جزء أصيل من جورجيا، لا يمكن أن ينفصل عنه". جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية الجورجية، أمس الجمعة، أوضحت فيه أن الاتفاق المذكور، أُبرم بين الطرفين في ال 24 من شهر نوفمبر الماضي، مشيرة إلى عدم اعترافها بتصديق مجلس الدوما، الغرفة السفلى من البرلمان الروسي، على الاتفاق، الذي تم في جلسته التي عقدها اليوم. وذكرت الوزارة أنها تشعر بقلق بالغ حيال تلك التطورات، مضيفة: " أبخازيا جزء لا يتجزأ عن جورجيا، وهذا التصرف الذي صدر عن الكرملين الروسي، يعتبر بمثابة خطوة نحو ضم أبخازيا إلى روسيا، كما أننا نشعر بقلق حيال تصديق الدوما، على هذا الاتفاق المزعوم ". وأوضحت الوزارة أن "روسيا بتصرفها هذا تخل بالتزاماتها الدولية"، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغط على روسيا من أجل ردعها، كما أكدت على أن الاتفاق، "انتهاك سافر للقانون الدولي، ومخالف للالتزامات التي يحتمها القانون الدولي، بشأن سيادة الدول ووحدة أراضيها، ومخالف لبيانات حسن النوايا التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار بين روسياوجورجيا". وصادق مجلس الدوما - في جلسته التي عقدها اليوم على الاتفاق المذكور - بموافقة 441 نائبا، مقابل صوت واحد رافض، وآخر ممتنع، ومن المنتظر أن يناقش الاتفاق في المجلس الفدرالي، الذي يمثل الغرفة العليا من البرلمان الروسي في وقت لاحق. على أن يوقعه الرئيس الروسي حال تمريره، ليدخل بعد ذلك حيز التنفيذ. ووقع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ورئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية "راول هاجيمبا"، عقب لقاء جمعهما في مدينة سوتشي الروسية، في ال 24 من شهر نوفمبر الماضي، اتفاق تعاون بين البلدين في المجالات الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية. وينص الاتفاق على أن أي هجوم يتعرض له أحد الطرفين من قبل دولة أو مجموعة، يعد هجومًا على الطرف الآخر، وعليه يقوم بتأمين كافة أشكال الدعم من ضمنها القوة العسكرية، فيما سيشكل جيشًا روسيًا وأبخازيًا "اتحاد دفاع مشترك"، في غضون فترة لا تتجاوز العام. كما سيقوم الجانب الروسي بتطوير الجيش الأبخازي، والتكفل بكافة مصاريفه، خلال فترة لا تتعدى ثلاث سنوات، وستقدم روسيا لأبخازيا دعمًا تقنيًا خلال سنتين، من أجل "حماية حدود أبخازيا مع جورجيا"، حيث سيحمي الحدود وحدات روسية، وأبخازية مشتركة. كما يتضمن الاتفاق تقديم روسيا دعمًا ماليًا لأبخازيا، من أجل رفع الرواتب، وتسهيل إجراءات حصول الأبخازيين على الجنسية الروسية. تجدر الإشارة إلى أن أبخازيا سعت للاستقلال عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد وصل تدهور العلاقات بين جورجيا وأبخازيا إلى قمته عام 1990، وأدى إلى نزاعات مسلحة خلفت وراءها 20 ألف قتيل، وفي عام 1994 تبنّت أبخازيا دستورها الخاص، وأعلنت استقلالها عن جورجيا، كما أن استفتاء في عام 1999 دعم إقامة الدولة ولم يوافق عليه المجتمع الدولي.