هل من سبب يجعلنا غير قادرين على نسيان شيء نرغب بشدة فى نسيانه وعدم تذكره؟ وهل من سبب أيضًا يجعلنا غير قادرين على تذكر ذكريات سعيدة كنا نتمنى أن تعيش فى ذاكرتنا إلى الأبد؟ فى كتابه «أخطاء الذاكرة» يقول الدكتور دانيال شاكر، رئيس قسم علم النفس بجامعة هارفارد: إنَّ الذاكرة مع الوقت تنسى تفاصيل بعض الأحداث؛ مما يسبب بعض الإزعاج وبصفة خاصة للمرأة، خصوصًا إذا كانت الذكرى سعيدة وتحمل قيمة رمزيَّة معينة وتود الاحتفاظ بها حيَّة فى الذاكرة. أكثر ما يزعج المرأة هو عدم قدرتها على نسيان شيء ترغب بعدم تذكره على الإطلاق، مثل حالة تعثر وسقوط مربك على الأرض أمام الناس. إنَّ حقيقة مشكلة التذكر والنسيان عند المرأة أنَّ الذاكرة تعطى الأولويَّة دائمًا للأحداث التى يمكن أن تهدد البقاء على قيد الحياة؛ وذلك حتى نتعلم من هذه الأحداث وننتبه إلى أخطارها، مع الأخذ فى الاعتبار أنَّ محاولات عدم التركيز على حادث مؤلم بهدف نسيانه يأتى بنتيجة عكسية، إذ يظل عالقًا فى الذهن على الدوام. ولابد من مواجهة التجارب المؤلمة والتحدث عنها؛ لأنَّ ذلك أفضل سلاح لمقاومتها ونسيانها. يكمن سبب اختفاء بعض الذكريات الجميلة من الذاكرة فى الوقت الذى تظل عالقة بها بعض الذكريات المؤلمة؛ لأنَّ الذاكرة مع الوقت تنسى تفاصيل بعض الأحداث، ويمكن تفادى مثل هذا الأمر المزعج، خصوصًا للمرأة، عن طريق بذل بعض الجهد؛ بمحاولة تثبيت الشيء المراد الاحتفاظ به كذكرى فى الذاكرة، وذلك أثناء حدوثه. ويساعد على تثبيت الحدث فى الذاكرة التركيز على التفاصيل، فإذا كان المطلوب تذكر الأسماء فيجب ربطها بالشخصيَّة، والتركيز على السمات المميزة لها، ومحاولة إيجاد أوجه شبه بينها وبين شخصيات معروفة ومشهورة؛ ليسهل استدعاء الاسم بعد ذلك. ويمكن تدريب النفس على محاولة تذكر هذا الاسم فى اليوم التالي، ومحاولة تذكر تفاصيل صغيرة فى مظهرها العام. ويرجع الدكتور دانيال شاكر حالات شرود الذهن عند المرأة إلى عدم التركيز على الأشياء الصغيرة التى تقوم بها أثناء أدائها لمهامها اليوميَّة. نقلًا عن مجلة "سيدتى"