الفضائح فى بلادنا الطيبة أصبحت ديجيتال.. مقاطع فيديو قصيرة تحوى مشاهد مذلة لرجال فى لباس حريمي وآخرين عراة.. تجريس وثأر و تشنيع, كل ذلك تجدونه على موقع اليوتيوب الشهير يقدم لرواده مشاهد مسجلة أبطالها رجال بشنبات من الصعيد الجوانى وهم يصرخون كما النساء طلبا للعفو والرحمة التى قد يجدونها فى موت يتمنونه فلا يجدونه. الحكاية باختصار يمكن رسم ملامحها القاسية من خلال وقائع حدثت بالفعل ومنها ما وقع مؤخرا فى محافظة أسيوط بين عائلتي الهوارة والعنانية بقرية الدوير, مركز صدفا, حيث تبادل الطرفان إطلاق النار لخلاف بينهما على حدود الأرض الزراعية.. مشكلة تتكرر كل يوم لكن تبعاتها كانت من ابتكارات الشيطان التى يشيب لها الولدان فى بطون أمهات مكلومات. «ظاهر» هو احد أبناء عائلة العنانية, قام بإرشاد رجال المباحث عن مكان يخبئ فيه احد أبناء الهوارة سلاحا, فألقى القبض على حائز السلاح, وهو ما أوغر فى نفس الهوارة الذين سارعوا باختطاف ظاهر فجرا من مكان عمله بموقف سيارات الأجرة , لكنهم لم يقتلونه إنما سكبوا على جسده البنزين وأوثقوه بالحبال, وسحبوه كما تسحب البهائم , ليطوفوا به فى شوارع قريتهم يضربونه بالنعال ويسبونه وسط زفة من الأطفال والسيدات إمعانا فى إهانته. فى الخلف كان الرجال يطلقون النيران من رشاشاتهم وبنادقهم الآلية كي لا يقترب من المنكل به أحد من عائلته, و تم تصوير تلك المشاهد من خلال كاميرا التليفون المحمول, لينشر عدد من شبان الهوارة تلك المقاطع على شبكة الانترنت ويتبادلونها فيما بينهم وينقلونها لأهالي القرية نكاية فى المبلغ وعائلته. المثير أن مقدمة المقطع المنشور على شبكة الانترنت, خاصة موقع يوتيوب, تحتوى على موسيقى «تتر» مسلسل شيخ العرب همام , الذي عرض فى رمضان قبل الماضي,وبعدها مشهد يظهر فيه بطل المسلسل يحي الفخرانى وهو يتوعد بالانتقام من أي شخص يقترب من الهوارة أو يضايق احد أبنائها! فى الوقت الذي أذاع فيه ذلك المقطع المذل وانتشر,كانت عائلة العنانية تتحين الفرصة لأي من أبناء الهوارة للأخذ بالثأر, وطيلة أشهر فشلت فيها العائلة رد كرامتها – كما يقول أفراد العائلة – رغم إطلاقهم للنيران على الهوارة فى غير مناسبة و منها مرات كانت فيها الهوارة تدفن موتاها. جاءت اللحظة الحاسمة حين تمكنت العنانية من اختطاف احد أبناء الهوارة يدعى سعد , و ذلك من أمام مقر عمله بإحدى شركات المياه, فصلبوه على مقدمة سيارة نصف نقل بعد أن جردوه من كامل ملابسه والبسوه بدلا منها قميص نوم حريمي ووضعوا له مكياجا كاملا , و طوقوا عنقه بسلاسل حديدية وطافوا به فى الشوارع بينما النساء والأطفال يلقون إليه بالقاذورات و يسبونه. وكما فعل الهوارة فعل العنانية , حيث صوروا سعد بالهاتف المحمول و نشروا المقاطع فيما بينهم ووزعوها على باقي أبناء القرية والقرى المجاورة إعلانا لأخذهم بالثأر.