يحتفل المسلمون في مصر والعالم الإسلامى في جميع بقاع الأرض، يوم السبت، بذكرى المولد النبوى الشريف، إحياء وفرحا بخاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ولد في 12 ربيع الأول من عام الفيل في بطن مكة أم القرى. فسيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين وسيرته تتحدث دائما عن شمائله وعظمته وعن سياسته الحكيمة، وكان أصحابه يخاطبونه بالتوقير والإجلال، ويفدونه بآبائهم، وأمهاتهم، فقد اختاره الله تعالى لرسالته ومدحه في كتابه الكريم، وجعله خاتم النبيين والمرسلين. يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز:{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }، فالمولد النبوي الشريف ذكرى عزيزة على المسلمين وفرصة لتذكر الأعمال العظيمة والمبادىء السامية والمثل العليا التي جاء بها المصطفى ومناسبة للتأسي بمكارم الأخلاق ونبل الخصال، وكان مولده نور الهدى للبشرية ومبعث النور فيها وجاءت رسالته بمبادئ وتعاليم سمحة رفيعة أنارت الدنيا بأسرها. أرسله الله رحمة للعالمين وبعثه إلى خلقه متممًا لمكارم الأخلاق، فقد كان صلى الله عليه وسلم في أحواله كلها ودودا كريما، رؤوفا رحيما، يصدق الحديث، ويؤدي الأمانة، ويعين الضعفاء، ولقد كان لصدى أخلاقه تلك، شهادة شهد بها خصومه قبل أتباعه. سأل هرقل أبا سفيان قبل أن يسلم: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا. قال هرقل: فهل يغدر؟ قال: لا، قال: بماذا يأمركم؟ قال: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة. فقال هرقل: فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. ما أحوجنا إلى التأسي بأخلاق نبينا نصرة لديننا... فالدين ليس حدود وأوامر ونواهي وإنما جوهر العبادات حسن الخلق، ففيها الخلاص من كل المحن...مولاي صلي وسلم على خير خلق الله كلهم كل عام وأنتم بألف خير ورحم الله من فارقنا إلى دار البقاء اسعد الله صباحكم جميعا ومتعكم في هذا اليوم الجميل باليسر العميم والهمكم فيه اجرا وافرا وخيرا عامرا وصبرا جميلا. ◘-فابقوا الصلاة والسلام علا خير البريئة نبينا وحبيبنا محمد..صل الله عليه وسلم تسليما، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وصلي اللهم على الرحمة المهداة للعالمين