أمسية رائعة ممزوجة بروح وطنية, و محبة, عاشتها منطقة الضاهر, و الفجالة, وسط ترانيم الحب, وأناشيد التواصل داخل أروقة الكنيسة الإنجيلية بشارع البستاني.. هو لقاء المحبة الذى دعت إليه الكنيسة الإنجيلية بمناسبة عيد الحب تحت شعار " ملحمة المحبة.. أنشودة فى حب الله والوطن ".. القس إسحق ذكرى - راعى الكنيسة الإنجيلية, و الداعي للاحتفالية- أكد أن سعادته لا توصف, وهو يرى جدران الكنيسة تحتضن أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين, وطوائف مختلفة من الأقباط أرثوذكس, وإنجيليين ,وروم ,أرثوذكس, وكاثوليك, مرحبا بكل محبة بإخوانه من قيادات وزارة الأوقاف , والأزهر الشريف الذين لبوا الدعوة بكل صدق, متمنيا أن تخرج هذه الروح خارج إطار الكنيسة و المسجد لتعم الشارع المصرى. أما القمص مكارى يونان - راعى الكنيسة المرقسية بكلوت بك - فقال ل"فيتو": وعد الله مصر بالأمن و الأمان فى الكتاب المقدس, وعدها بان تكون مباركة دائما , ومهما حدث ومهما أصاب مصر من آلام ومصائب نثق أن الله سيحيمها.. مضيفا: مصر التى احتضنت الشعوب على أرضها وعلمتهم كيف يعيشون وينصهرون فى محبة و مودة و تعايش, فلا تستطيع أن تفرق بين أحدهم والآخر.. و نحمد الله أن مصر بها أغلبية مستنيرة وما نشاهده اليوم هو نتاج ملحمة عمرها قرون عدة لا يعكر صفوها سوى تعصب من عقول لا تعرف أن مصر أكبر وأعظم من كل متطرف.. منهيا كلامه قال القمص يونان: فرحتي اليوم بوجود الجميع من مسلمين قبل الأقباط يرتلون مبارك شعبي مصر داخل الكنيسة لا تضارعها فرحة, فهذه هى مصر التى نحيا بها و تعيش بداخلنا, حفظها الله. ..ماهر فايز - أشهر مرنمى الكنيسة المصرية- قال ل"فيتو": أشعر اليوم بأنني أحتضن مصر كلها بالحب والتراتيل رنمنا "مصر يا أم الدنيا.. شعبنا يا أجمل شعب" وهو بالفعل أجمل وأعظم شعب, فقد تحمل المصريون الكثير من الصعاب والآلام فطوال أيام الثورة وما أعقبها ومصرنا الغالية تمر بمرحلة مخاض حقيقي للحريات وهذه تجربة صعبة وليست سهلة تمر بعثرات ومشاكل تحتاج أن نواجهها متلاحمين أقوياء. و بصوته الساحر, واصل فايز: ازعم أننا بدأنا عهدا جديدا ملؤه المحبة و التفاهم و يختلف عن سنوات مضت حاولت خلالها نفوس مريضة أن تنفث الحقد و الكراهية بيننا, لكن الله شاء أن تعود مصر للمصريين لتبقى روح الإخاء و السلم ترفرف على الوطن الغالي. بينما يقول الشيخ عبد الله درويش -خطيب وإمام مسجد الفتح بالقاهرة – :»جئت اليوم ليس من أجل ترديد شعارات جوفاء بل من أجل أن أؤكد على تلاحمنا وتكاتفنا ضد كل من يحاول النيل منا وتشويه سمعة .. مصر الحبيبة تسعنا جميعا, نختلف فى المذاهب والطقوس ونتفق على إله واحد.. و رغم تتابع الأحداث لا يمكننا أن ننسى كلمة البابا شنودة "مصر وطن يعيش فينا". الأب بولس إياد قريط - راعى كاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك- قال: إنها مبادرة رائعة تعيدني إلى أيام شهر رمضان الكريم نلتقي فيه مع كل أحبائنا وإخواننا المسلمين وخاصة أولياء أمور مدارس الكاثوليك, فيها نشعر بدفء وحب حقيقي.. مصر بلد عظيمة وأهلها شعب طيب لا يعرف الحقد والكراهية المقيتة فهو شعب عاطفي للغاية و يحتاج إلى من يمد يده بالعمل والإيمان لتأكيد الهوية المصرية. ..الشيخ ربيع اللبيدى - مدير إدراة أوقاف المقطم- أكد إن الأديان السماوية أساسها المحبة والإخاء, و الإسلام دين حب وتسامح وهكذا المسيحية.. حضور جميع طوائف الأقباط أسعدني فشعرت بأننا كيان واحد و كلنا متلاحمون متضامنون ضد من يريدون النيل من محبتنا. و عائدا بذاكرته لأيام مضت, قال اللبيدى: قديما كانت الضاهر مركزا للثوار وخطباء الحرية وخرجت من رحمها شعارات ثورة 19 وأعتلى القساوسة المنابر والشيوخ خطبوا فى الكنائس ضد الاحتلال فلا عجب أن نرى حالة الحب بعد ثورة يناير . القس يوسف سمير راعى كنيسة الملاك بالضاهر وصف الحدث بقوله " تظاهرة الحب اليوم تدل على أن الخلاف ليس خلافا طائفيا بل خلاف عقلي نحن نحتاج إلى تنوير وتثقيف فالصراع بين عقلية مستنيرة وواعية ومثقفة تؤمن بالآخر والمواطنة وآخرون لا يرون لغيرهم أي حق فى الحياة أصلا الكاتبة مريم ملك ترى أنه على الأقباط أن يلتحموا بإخوانهم المسلمين,ليس فى نطاق الاحتفالات فقط بل فى جميع المجالات لان المرء- و الكلام لملك - عدو ما يجهل, و دعوات قبول الآخر كثيرة ,ولكن التلاحم مهم وتوفير المناخ لذلك أهم من الاحتفالات..وتضيف مللك: باختصار نحن فى سفينة واحدة إن غرقت سنغرق سويا وإن شاء الله ستبحر للأمل والعمل والغد المشرق.